السفير اللبنانية

استعادت laquo;ثورة 25 ينايرraquo;، أمس، زخمها بشكل غير مسبوق، حيث تدفق مئات الآلاف إلى الميادين والشوارع في تظاهرات حاشدة عمت مختلف المحافظات المصرية، احتجاجا على بطء وتيرة الإصلاحات، والتقاعس في محاكمة رموز النظام السابق، وطريقة إدارة المرحلة الانتقالية التي يتولاها المجلس العسكري للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي وحكومة عصام شرف.
وشارك مئات الآلاف في التظاهرة المركزية في ميدان التحرير في القاهرة، متحدّين الحر الشديد مع ارتفاع درجات الحرارة الى 37 درجة مئوية. وتجمع المتظاهرون في الميدان ملوحين بالعلم المصري، وهم يرفعون يافطات كتب عليها laquo;ثورتنا مستمرةraquo;، وlaquo;القصاص من قتلة الشهداءraquo;، وlaquo;الثورة ما زالت مستمرة ولن تدرك النجاح إلا بعد محاكمة السفاحين والفاسدينraquo;، وlaquo;مش حاسين بالتغيير... شلنا مبارك جبنا مشيرraquo;.
وقال خطيب مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين، الذي أمّ صلاة الجمعة في الميدان، إن laquo;قرار محكمة
السويس بإخلاء سبيل الضباط المتهمين بقتل 17 متظاهرا وإصابة أكثر من 300 آخرين استفز مشاعر اسر الشهداءraquo;. وتساءل laquo;إذا كان الضباط أبرياء، فمن قتل الثوارraquo;، مضيفاً laquo;نحن إذاً نحتاج إلى المفتش كرومبو لكي يحل لنا هذا اللغزraquo;.
وشدد شاهين على أن laquo;المصريين الشرفاء لن يتركوا فلول النظام السابق الذين أفسدوا الحياة السياسية وعبثوا بهذا الوطنraquo;، داعياً إلى laquo;القضاء على ذيول النظام والقلة الفاسدة من رجال الشرطة الفاسدينraquo;.
وكان لافتاً في تظاهرة ميدان التحرير أن أعداد المشاركين استمرت في التصاعد طوال اليوم، حتى بعد انسحاب أنصار جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; من الميدان عصراً. وكانت laquo;الإخوانraquo; أعلنت في اللحظة الأخيرة مشاركتها في تظاهرات أمس، لكنها رفضت الدعوات للاعتصام المفتوح. أما الجماعة الإسلامية فرفضت المشاركة في التظاهرات، معتبرة أنها laquo;تتعارض مع الهدف من المرحلة الانتقاليةraquo;.
ولم يلاحظ أي وجود لقوات الأمن في ميدان التحرير، حيث أعلن مسؤول امني أن عناصر الشرطة والجيش ستراقب الميدان عن بعد تفاديا لأي احتكاك قد يؤدي الى وقوع اشتباكات. وبذلك، تولى مئات المواطنين من أعضاء اللجان الشعبية ضمان الأمن داخل الميدان وعلى بواباته، حيث قاموا بتفتيش الوافدين، فيما تردد عن أنهم تمكنوا من توقيف عدد من البلطجية خلال محاولتهم مهاجمة المتظاهرين.
ولم تقتصر التظاهرات على القاهرة، حيث تظاهر مئات الآلاف أمام مسجد القائد إبراهيم في مدينة الإسكندرية مطالبين بالإصلاح السياسي. وردد المشاركون في التظاهرات هتافات من بينها laquo;بلطجية بلطجية... هي وزارة الداخليةraquo;، وlaquo;معتصمين معتصمين... مسلمين ومسيحيينraquo;، وlaquo;يا طنطاوي كفاية عليك.. ثقة الشعب اتهزت فيكraquo;، وlaquo;اللي لسه بيحمي مبارك عمره ما يحمي داري وداركraquo;.
وفي مدينة السويس تجمع عشرات الآلاف في ميدان الأربعين، ووضعوا صور شهداء الثورة على منصة الخطابة. ورددوا هتافات من بينها laquo;هنورّيهم الغضب.. هنعلمهم الأدبraquo;، وlaquo;إيدي في أيدك بالحديد.. ثورة من أول وجديدraquo;، وlaquo;يسقط يسقط المشيرraquo;. يذكر أن أهالي السويس استبقوا التظاهرات بتنظيم احتجاجات شعبية منذ مطلع الأسبوع الحالي بعدما قضت محكمة الجنايات في المدينة بإخلاء سبيل تسعة مسؤولين أمنيين متهمين بقتل الشهداء.
ويدرس المعتصمون من أهالي محافظة السويس تصعيد تحركهم، حيث اقترح البعض منهم تنفيذ عصيان مدني يشمل جميع مؤسسات السويس، وأن يتم احتلال مبنى المحافظة بشكل كامل ومنع العاملين من الوصول إليه، وإغلاق المجرى الملاحي في القناة.
وفي الإسماعيلية، هتف آلاف المتظاهرين laquo;اسقط اسقط يا طنطاويraquo;، وlaquo;القصاص القصاص من اللي ضربنا بالرصاصraquo;، laquo;مش هنفرّط مش هنبيع... حق الثورة مش هيضيعraquo;.
وأمام مستشفى شرم الشيخ حيث يعالج مبارك، هتف مئات المتظاهرين laquo;يا مبارك غور غور... خلي شرم تشوف النورraquo;، laquo;يللا يللا... يا مبارك اطلع برهraquo; وlaquo;بيقولوا عنده اكتئاب علشان يهرب من الحسابraquo; وlaquo;أول مطلب لجنوب سينا رحيل مبارك من أراضيناraquo;.
وفي مدينة دمياط الساحلية تجمع المئات في laquo;ميدان الساعةraquo; مرددين هتافات تقول laquo;لن نساوم على دمك يا شهيد.. القصاص هو الحل الوحيدraquo;، وlaquo;اقتلوا فينا كمان وكمان... تحيا الثورة في الميدانraquo;، وlaquo;هاتوا فلوسنا من الحرامية.. مصر تبقى مية الميةraquo;.
وفي مدينة المنيا في جنوبي القاهرة نظم المئات مسيرة إلى مبنى المحافظة، ورددوا هتافات من بينها laquo;يا شهيد نام واتهنّا... إحنا في نار وأنت في جنةraquo;. وحملوا صور أربعة من أبناء المحافظة سقطوا خلال الثورة.
كذلك، شارك آلاف المواطنين في تظاهرة جابت شوارع مدينة دمنهور، وهي عاصمة محافظة البحيرة في دلتا النيل، فيما خرج نحو 25 ألفاً في تظاهرة حاشدة في مدينة العريش في شمالي سيناء، فيما خرج الآلاف للتظاهر في قنا والمحلة والمنصورة وغيرها من المدن.