الإخوان والسلفيون يهددون المجلس العسكري.. والجيش في سيناء لضرب أعضاء جيش الإسلام


حسنين كروم

طبعا، كانت أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة أمس عن محاكمة مبارك، وولديه علاء وجمال، ونشرت الصحف ان والدتهما سوزان زارتهما في سجن طرة مع زوجتيهما، هايدي زوجة علاء، وخديجة زوجة جمال، وقال زميلنا في 'الأخبار' جمال حسين عن الزيارة: 'فتح العميد محمد طلحة مأمور سجن المزرعة باب السجن وقام بإحضار جمال وعلاء من زنزانتهما وتم اللقاء الحار بين الأم وابنيها بعد مائة وواحد وعشرين يوما داخل مكتب مأمور السجن، حيث ارتمى علاء وجمال في أحضان أمهما ورغم صلابتها إلا أن دموعها غلبتها. استمرت الزيارة حوالى ساعة وربع حيث انتهت قبيل مدفع الافطار واحضرت سوزان ثابت لنجليها حقيبة مملوءة بالأطعمة والمشروبات والعصائر وأظهر جمال بعض التماسك وسأل والدته عن الأحوال الصحية لوالده وعما إذا كان سيحضر جلسة اليوم أم لا، ظهرت سوزان عجوزا شاحبة اللون وفي حالة انكسار'.
أما جريدة 'روزاليوسف'، فقد أوردت الخبر التالي: 'رفض الرئيس المخلوع تسليم جزء من مذكراته للصحافي الذي يشرف على كتابتها بحجة أنه يريد إضافة بعض المعلومات التي يتذكرها.
جدير بالذكر أن سوزان مبارك هي التي تقوم بكتابة المذكرات التي يمليها زوجها وهي الوحيدة المسموح لها بمرافقته بسبب ظروفه الصحية'.
ورغم ذلك فان زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم طالب في 'الشروق' بإعدامه، إذ رسمه مرتديا البدلة الحمراء ومتجها للمشنقة مع تعليق مشوار الألف ميل يبدأ بجلسة.
وإحالة وزير الإسكان الاسبق المحبوس - أحمد المغربي - وأكرم عبد الله عضاضة، زوج ابنة خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، إلى الجنائيات في قضية تربح جديدة، وإحالة المهندس الأردني بشار أبو زيد - مقبوض عليه ، وضابط المخابرات الإسرائيلي، أوفير هراري الى محكمة أمن الدولة بتهمة التجسس. وإلى بعض مما عندنا:

قتل المتظاهرين
وتسلح الامن بمدافع هاون

والموضوع الآخر الهام كان عن تأجيل محاكمة وزير الداخلية الاسبق، وكان أحمد الريان صاحب شركة توظيف الأموال الشهير، والذي تقدم أجهزة التليفزيون والفضائيات المسلسل عنه قد فجر مساء أول امس - الأحد - مع زميلتنا والإعلامية لميس الحديدي سرا جديدا، وهو ان وزير الداخلية حبيب العادلي طلب منه بواسطة وسطاء عشرة ملايين جنيه مقابل الإفراج عنه، إلا انه رفض، لأن عمليات سابقة تمت ولم يفرج عنه، وقال انه كان هناك فريق من المقربين من العادلي، ومن قبله، يقومون بمساومات مع رجال الأعمال المقبوض عليهم للدفع مقابل الإفراج عنهم حتى لا تتعطل مصالحهم، وأنه سيقدم الأدلة للنيابة بالأسماء، وقد نشرت 'اليوم السابع' امس ايضا تحقيقا لزميلينا محمود سعد الدين وإبراهيم قاسم، جاء فيه: 'كشفت دفاتر أحوال اليومية بوزارة الداخلية خلال ثورة 25 يناير - وهي الدفاتر الموجودة بحوزة القاضي أحمد رفعت، ضمن أحراز قضية قتل المتظاهرين أن أجهزة الأمن تسلحت يوم الاثنين الموافق 24 يناير 2011 بخمسة وخمسين قذيفة آر، بي، جي عمليات، وثلاثة وأربعين قذيفة آر بي جي حارس ومثلهما يوم 28 يناير - جمعة الغضب - على الرغم من أن قذائف ال آر بي جي محظور استخدامها في فض التظاهر ولا تستخدم إلا في الحروب، فإن وزارة الداخلية احتفظت بها طيلة أيام الثورة، والأغرب حسبما جاء في الأوراق أن أربعة قذائف آر بي جي عمليات، و3 قذائف آر بي جي حارس، تم احتسابها كفاقد في الدفاتر، بما يعني استخدامها. ثاني المفاجآت أن أجهزة الأمن تسلحت بمدافع هاون'.

دبابات ومدرعات للعريش
لضرب المطلوبين في سيناء

اهتمت الصحف بأنباء الهجوم الذي تستعد قوات الجيش والشرطة لشنه ضد الإرهابيين المطلوبين في سيناء ودخول دبابات ومدرعات للعريش، ونشرت 'المساء' تحقيقا عن ذلك من سيناء لزميلينا أشرف سويلم ومحمد سليم ومن الإسماعيلية مجدي الجندي جاء فيه: 'أكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ'المساء' أن الأجهزة الأمنية نجحت في تحديد هوية سبعة عشر إرهابيا في تنظيم جيش تحرير الإسلام بسيناء المنتمي فكريا لتنظيم القاعدة، كما نجحت في تحديد أماكن تواجد عشرة منهم، بينهم عشرة مصريين وسبعة فلسطينيين بأن الخطة الأمنية 'نسر' ترتكز على أربعة محاور تنتهي بشن هجوم مسلح بالمجنزرات وفرق مكافحة الإرهاب وقوات الصاعقة والقناصة مدعومة بأربع طائرات هليكوبتر لضبط المتطرفين والمسلحين والبلطجية والمحكوم عليهم.
تم تحديد ست بؤر داخل مدينة العريش وعلى أطرافها حيث تم ايضا تحديد هوية ثلاثة عشر عنصرا داخل المدينة بينهم جنائيون شاركوا في الاعتداء على مقر شرطة العريش بالاشتراك مع أعضاء جيش تحرير الإسلام'.

الإخوان والسلفيون يهددون
المجلس العسكري بانزال مليونيات

ومن الأخبار الهامة ايضا التي اهتمت بها الصحف هي تهديدات الإخوان المسلمين والسلفيين للمجلس العسكري بانزال مليونيات ضد الإعلان عن الوثيقة الحاكمة للدستور، أو الاسترشادية، وإعلان أحزاب التحالف الديمقراطي التي تضم أربعة وثلاثين حزبا بينهم حزب الإخوان الحرية والعدالة، رفضها وضع مبادىء حاكمة للدستور والاتفاق على وثيقة توافقية للدستور الجديد.
كما دعا شيخ الأزهر كل القوى والأحزاب السياسية لاجتماع في المشيخة يوم الأربعاء - غدا - للخروج باتفاق موحد، والإعلان عن اندماج حزبي الإصلاح والتنمية الذي يرأسه محمد أنور السادات، ومصرنا الذي يرأسه رامي لكح.

جاء رمضان هذا العام بدون مبارك

وبعد البسملة، نبدأ بردود الأفعال التي لا تهدأ رغم الصيام ومشقته على محاكمة مبارك، وكأن المهاجمين يعتبرون انه نوع من أنواع الجهاد الأصفر، لذلك قال عنه الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبد الله النجار في 'اللواء الإسلامي'، وهو صائم:
'جاء رمضان هذا العام بدون مبارك المخلوع فخلصت بركة الشهر الكريم من تشابه صفة الشهر مع اسم المخلوع اللئيم وصار شهر رمضان مباركا، بدون مبارك ذلك الاسم الذي لم يكن على مسمى يلائمه، حيث كان وجوده شؤما وفقرا على مصر والمصريين، لقد ضيع ماء النيل وجففه من منابعه عندما تعرض للاغتيال ولم تتم المحاولة، ضحى بمصالح الشعب المصري انتصارا لنفسه وانتقاما لذاته، وارتضى أن يموت الشعب المصري عطشا في وقت اصبحت الحروب فيه تتأهب من أجل المياه، لمجرد انه قد تعرض لمحاولة اغتيال أدار بعدها ظهره لأفريقيا، فدخلت إسرائيل والصين، ودخلت جميع الدول الواعية المحبة لمصالح شعوبها، بعد أن نجحوا في تنحية هذا الغبي الذي ابتلع طعم محاولة الاغتيال، ورحل عن أفريقيا، بل اعلن عليها حرب الإهمال والنسيان.
فدل ذلك على أنه قد أهدر المصالح العليا لأمته عامدا متعمدا، كما يقول المرحوم عبد الفتاح القصري في أحد أفلامه، وكأنه كان يقصد بتلك العبارة شخص هذا القادم المشؤوم الذي نكبت به مصر، كما نكبت بتلك الطغمة الظالمة التي أذلت الشعب وسامته سوء العذاب'.

ماذا قالت العرافة الفرنسية لمبارك؟

ومن المهاجمين الصائمين، كان زميلنا بـ'الأهرام' أيمن المهدي الذي أفشى هذا السر: 'في التسعينيات كنا نتداول في ما بيننا كصحافيين 'حكاية' عن الرئيس المخلوع حسني مبارك تقول إنه في زيارة له لفرنسا أحضروا له عرافة شهيرة هناك وقد بشرته بالعمر المديد في السلطة والدنيا ولكنها فجأة وبعد البشارة نكدت عليه عندما حذرته من تعيين نائب له وإلا سيزول ملكه وينتهي أمره بكارثة، وكنا نرجع العند وتشبثه بعدم تعيين نائب له الى هذه القصة التي كنا نراها معبرة عن شخصيته حتى وان كانت غير حقيقية؟!
ولا أدري لماذا تذكرت هذه الحكاية وأنا أراه في قفص المحكمة ينكر اتهامات قتل شهداء الثورة وإهدار المال العام والتدليس، ربما لأنني أدركت أنه وحده ، الله عز وجل، الذي أنزله هذه المنزلة التي بالتأكيد يستحقها، فلم تنفعه نبوءة العرافين لتفادي ما حدث ولا شفعت له صحيفة أعماله، ولا أعرف كيف ينكر اتهامه بالقتل في قضية الشهداء، وهو المسؤول الأول عنها وعن غيرها بوصفه الراعي للشعب. ولو فرضنا جدلا أنه غير مسؤول إذن فمن يسأل عن ضحايا العبارة السلام الغارقين في البحر الأحمر 'أكثر من ألف قضوا نحبهم'، وكذلك قتلى طوابير العيش والبوتاجاز وحوادث الطرق والقطارات، ناهيك عن المقهورين سياسيا وإنسانيا وتعليميا وصحيا'.
قصائد ذم بالرئيس المعكوش

لكن هناك أسراراً أخرى عن مبارك، أخبرنا بها في صفحة - تسالي رمضان - بـ'أخبار اليوم'، يوم السبت، صاحبنا محمود رضوان عزوز، صاحب جزارة الأدب، وقال عنها في عموده - من المقامات الكندوز لابن عزوز: 'الرئيس المعكوش مبارك استطاع هو وحاشيته وبطانة السوء التي كانت تغلف نظامه ان يجعلنا، نطلق عليه الأب الحنون والراعي الرسمي للفقراء والبؤساء ومحدودي الدخل والمساكين والمقاطيع والمقطعة ملابسهم مما جعل بعض الكتاب ومقدمي البرامج الذين يطلقون على أنفسهم لقب محاورين، يكتبون ويتحدثون ويتحاورون على هذا الأساس، وعندما اكتشفنا أنه الراعي الرسمي والرئيسي للفساد والفاسدين والمفسدين والنشالين والنصابين والنهابين وأنه الراعي الذي سرق المراعي ولم يراع الله ولا الرسول في رعاياه، غير هؤلاء الكتاب والمذيعون والمحاورون اسلوبهم وهذا هو التطور الطبيعي للأساليب الفاقعة للمرارة، لذلك أرجو أن نلتمس العذر لعمنا مفيد فوزي.
يا مبارك عشت تنهب في الدراهم والفلوس.
كنت في سرقتنا ناصح، كنت في سرقتنا موس
كنت فاكر أنكم أنتو الديابة والأسود
وإحنا شعب من الأرانب والتعالب والجاموس.
في عهد الزعيم الراحل عبد الناصر كنا نشعر بأن مصر هي أمنا نيلها هو دمنا، وفي عهد الرئيس الراحل السادات كنا نشعر بأن مصر هي أمنا بس عيانة ، وفي عهد الرئيس المخلوع مبارك شعرنا بأن مصر هي مرات أبونا'.
والمعكوش بالعامية، أي المقبوض عليه.

الكاتب طارق حجي يؤكد
ان مبارك كان شخصا غبيا

أما تقييم الكاتب طارق حجي له فإنه غبي، وهو نفس الوصف لمبارك الذي قال انه سمعه من صديقه وزير الإسكان في عهد مبارك، المهندس حسب الله الكفراوي، إذ قال طارق يوم الأحد في حديث نشرته له جريدة 'الوفد' وأجراه معه زميلنا خيري حسن: 'مبارك حكمنا أول فترتين من حكمه بالجهل والعناد والغباء، وما رأيناه في فترتي حكمه الثالثة والرابعة كان شيئاً غير عادي، وتقدر تقول إننا في مراحل حكمه الأخير، بسبب ابنه - حكمنا بمنطق 'العصابة' حيث تكون في البلد 'عصابة' فيها خمسون في المائة سلطة وخمسون أموال، وهذه العصابة حكمت البلد آخر عشر سنوات من حكم مبارك، فرأينا فيها ما لم نره من قبل، رأينا أناسا عندهم مليون جنيه أصبح بقدرة قادر سبعين مليار جنيه، فالبلد جاء عليه 'اتنين'، حسني مبارك واحد سيىء والآخر سيىء جدا جدا فلا أحد سيذكر لمبارك تخفيضه للديون ولا حرصه على الاستقرار، بسبب ذلك كله، الفوضى التي نحن فيها الآن بسببه هو'.
وحكاية ان مبارك خفض الديون غير حقيقي بالمرة، فالدين الداخلي ارتفع في عهده الى مستويات هائلة وصلت لأكثر من ستمائة ألف مليون جنيه، وفي تزايد بسبب استمرار عجز الميزانية، والدين الخارجي عند اغتيال السادات كان حوالى ثماني عشرة الاف مليون دولار، وصل في فبراير 1991 الى خمسين ألف مليون وبسبب اشتراكنا في حرب تحرير الكويت، قامت أمريكا والدول الأوروبية، ودول الخليج، بإعفائنا من نصفها فأصبح خمسة وعشرين ألف مليون دولار، ارتفعت قبل ثورة يناير الى ثلاثة وثلاثين الف مليون، وهذه هي الأرقام المعلنة من البنك المركزي والمنشورة في الصحف الحكومية، وهذا للعلم فقط، وممنوع من التداول.

لا للعفو عن مبارك وأسرته

وقد سمعت في نفس اليوم ضجة صادرة من 'اليوم السابع'، واتضح ان صاحبها هو هاني صلاح الدين، الذي كان يرفض كل المحاولات للعفو عن مبارك وصاح:
'لا ينكر أحد أن الرحمة مطلوبة مع كل المخلوقات، والعفو أمر محبب للنفوس، لكن في حالة الطاغية مبارك وابنيه علاء وجمال، وعصابتهم التي أفسدت مصر على مدى ثلاثين عاما ونهبت ثروات الوطن، فالأمر يختلف كثيرا فهؤلاء المجرمون استعبدوا شعبنا واستحلوا كل حقوقه، وأجبرونا على تجرع الديكتاتورية والكبت السياسي، بل دفعوا بنا إلى نيران الفقر والمرض دون أدنى رحمة، معتبرين كل من يخالفهم لا يستحق الحياة، إن عدل الله أوجب علينا القصاص حتى تهدأ النفوس وتستقر المجتمعات، وترد الحقوق لأصحابها، ويتعظ الطغاة والظالمون، فالله العادل يعفو عن كل المظالم إلا ما يتعلق بحقوق الآخرين، حتى يرتدع من يحاول ظلم أخيه الإنسان.
فالتسامح مع مبارك وعصابته جرم، لابد أن نترفع عنه، فهؤلاء لم يكتفوا بجرائم السرقة والفساد والاستبداد السياسي، بل سفكوا دماء شبابنا الأحرار، وقتلوا زهرة شباب الوطن الذين خرجوا بالملايين في أيام ثورتنا المباركة لفك أسر مصر من هذه العصابة المجرمة، فمبارك المتمارض والعادلي المتكبر وجمال الفاسد، خططوا بالليل لقتل شهداء ثورة يناير، بل وطالبوا الجيش بإطلاق الرصاص الحي علينا، فليتصور من يتعاطف معهم ماذا كان حال البلد، لو استجاب الجيش وقياداته لهذا المخطط الشيطاني'.

محاكمة لكل من نكل بالشعب

وإلى المعارك والردود، ونبدأها مع زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل، وقوله يوم الخميس في التحرير: 'بغض النظر عن كل ما تضيق به صدورنا من التفاصيل الملتبسة والألاعيب القانونية والمناورات السياسية لا يساورني الشك ولو للحظة أن يد العدالة ستقتص من كل قناص أطلق رصاصة على رأس متظاهر أعزل، ومن كل ضابط تسبب في جرح ثائر، ومن كل قائد يتخيل أن موقعه العسكري سيعفيه من تحمل مسؤولية انتهاكاته لحقوق الإنسان، ومن كل مسؤول مدني يظن أنه لن يتحمل المسؤولية السياسية عن أفعال القناصة والضباط والجنود التابعين لإمرته، سواء كان ذلك في مصر أو سورية أو ليبيا أو اليمن أو البحرين، لا أنطلق في ذلك اليقين من عاطفة دينية يؤججها كوننا في أيام مفترجة نحتاج فيها إلى أن نحسن الظن بالديان الذي لا يموت، لكي يقينا به اليأس، ولا من عاطفة وطنية فخورة برؤية مبارك وأفراد عصابته في أقفاص الحساب التي طالما زج بالأبرياء بداخلها ظلما وعدوانا، بل انطلق في يقيني من إمعان النظر في أحداث وقعت خلال الاسبوعين الماضيين فقط، شهدتها دول ديمقراطية أو أصبحت ديمقراطية، تحولت فيها العدالة من رغبة ثورية أو نخبوية لتصبح رغبة شعبية عارمة جعلت حتى بسطاء الناس يدركون أن إنقاذ العدالة ليست وراءه رغبة في الانتقام أو التشفي بل إن رزق عيالهم وأمان بيوتهم وصلاح حالهم مرتبط بإنفاذ العدالة على الكبير قبل الصغير، فالدول التي تريد أن تتقدم لا يصح ان تسقط فيها جرائم النفس بالتقادم أو الاستعباط'.

الثورة لم تلجأ إلى قضاء استثنائي لمحاكمة الرئيس

وثاني المعارك ستكون لزميلنا وصديقنا وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري المعارض حسين عبد الرازق، وخاضها ضد المجلس العسكري والحكومة معاً، بقوله في 'الأهالي' - لسان حال الحزب: 'الثورة لم تلجأ إلى قضاء استثنائي أو إجراءات استثنائية لمحاكمة الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته ومساعديه،فمثلوا جميعا أمام القضاء الطبيعي وبإجراءات قانونية سليمة طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية ومارس الدفاع عن المتهمين حقوقه كاملة في تقديم الدفوع وطلب الشهود - شهود النفي - ورد المحكمة، إلخ.
يخضع مئات وآلاف من المواطنين المشاركين في المظاهرات والاحتجاجات وبينهم من بينتمي للثوار لمحاكمات عسكرية استثنائية تفتقر للضمانات القانونية وتغيب عنها العلانية، وتمتد هذه المحاكمات العسكرية لتشمل عمالا مارسوا حقهم في الإضراب أو الاعتصام للمطالبة بحقوقهم الاقتصادية!- ويحاكم هؤلاء جميعا بقوانين استثنائية.
وتكشف حركة التعيينات الأخيرة للمحافظين عن اعتماد السلطة لنفس المنهج والأساليب التي كانت سائدة في ظل حكم الرئيس الخلوع من عسكرة للمحليات والاعتماد على كوادر لا علاقة لها بالمحليات واختيار شخصيات تنتمي بالفكر والمصلحة للحزب الوطني وسياساته التي قادت البلاد الى الكارثة'.

الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي
ومأزق الثورة

وثالث المعارك من 'أهرام' السبت للشاعر عبد الرحمن يوسف، وهو من شباب الثورة وابن الشيخ يوسف القرضاوي، قال:- 'الأصرار على تعظيم ذكرى الثالث والعشرين من يوليو قبل عدة أسابيع، والإصرار على الربط المتعسف بين ثورة يوليو التي قام بها الجيش، وبين ثورة يناير التي قامت بها الأمة، ومحاولة تصوير ثورة يناير وكأنها تكملة لما حدث في يوليو، ومحاولة اظهار القوات المسلحة وكأنها شريك في ثورة يناير، وإجهاد المؤسسات الإعلامية الرسمية بما يشبه المن على الشعب المصري بأنه يملك جيشا لا يطلق الرصاص على المتظاهرين، والتذكير بما يحدث في سورية واليمن وليبيا، يجعل من المشهد كله مشهدا غريبا، لا يدل سوى على رغبة في إضفاء شرعية على المجلس العسكري، بحيث من الممكن أن تستخدم هذه الشرعية في غير أغراض المرحلة الانتقالية، ويجعل من الجيش بقرة مقدسة لا يمكن أن تحتويها قوانين الدولة أو دستورها، ويجعل الشعب عالة على أفضال الجيش، وكل هذا أن دل على شيء، فيدل على تصرف غير حكيم، قد يؤدي إلى كارثة في المستقبل القريب جدا. لا خلاف على عظمة حرب أكتوبر، ولا خلاف على أن ثورة يوليو صفحة مجيدة في تاريخنا، ولا خلاف على عظمة دور الجيش جيشنا المحترم في كافة مراحل تاريخنا الوطني، ولكن على الجميع أن يحترم شرعية ثورة يناير، وعلى الجميع أن يعلم أن الشرعية الآن للصندوق، وأن عهد الحكم بضربة جوية أو برية أو بحرية قد انتهى'.

كيف نسب مبارك بطولات السادات له

وهكذا سحبنا يوسف، وهو شاعر خبيث، الى حكاية الضربة الجوية والبرية والبحرية، ودفعنا لأن نقرأ في نفس اليوم - السبت - لزميلنا في 'أخبار اليوم' سمير عبد القادر قوله: 'المنافقون - سامحهم الله - نسبوا انتصارات العاشر من رمضان، والتي يرجع الفضل فيها لصاحب قرار العبور بطل الحرب والسلام القائد العظيم أنور السادات، نسبوها إلى من أسموه صاحب الضربة الجوية الأولى، ويقصدون الرئيس السابق محمد حسني مبارك، قالوا إن الضربة الجوية هي التي حققت النصر، ولولاها لما استطعنا العبور، ولكن الحقيقة لا يمكن تزويرها أو إخفاؤها مهما طال الزمن، فقد تصدى لهذه الأكاذيب كبار قادة الجيش الذي شاركوا في حرب أكتوبر ومنهم الفريق الشاذلي رحمه الله، وكان جزاؤه الاضطهاد والإبعاد وأعلنوا أن ما ادعاه المنافقون بعيد عن الواقع، وأن الطيران كان جزءا من المعركة وليس كل المعركة، وأن النصر قد تحقق بمشاركة كل وحدات الجيش بما فيها مجموعة الطيارين الأكفاء الشجعان الذين شاركوا في القتال، هؤلاء هم أصحاب الضربة الجوية الأولى الحقيقية، وليس من العدالة ان ينسب جهدهم وتضحياتهم لشخص واحد لم يشارك في الطلعات الجوية، كذبا ونفاقا. ولكن للأسف الشديد جاءت هذه الاعترافات من بعض القادة بعد سقوط مبارك وسقوط رموز الفساد، وبعد أن أصبح الكلام مباحا، وإبداء الرأي متاحا ولم يعد هناك خوف أو إرهاب من قول الحقيقة! في يوم النصر، تتندى عيناي بالدموع وتتزاحم الذكريات الغالية في خاطري، وتهتز كل ذرة في كياني، وأنا أتذكر كبير العائلة الزعيم الراحل أنور السادات، ارفعوا معي أيديكم الى السماء وأقرأوا له الفاتحة'.

دور وسائل الإعلام سيىء
وسلبي في التصعيد ضد المواطنين

وقبل أن غادر 'أخبار اليوم' طلب مني زميلنا وصديقي رفعت رشاد، رئيس تحرير 'آخر ساعة' السابق وأمين الإعلام بأمانة القاهرة بالحزب الوطني السابق ان اكون كعادتي طبعا، ديمقراطيا، وأعرض وجهات النظر الأخرى، قال: 'رغم أن الفلول ليسوا كلهم سيئين، بل قلة منهم فحسب التي كانت سيئة المظهر والمخبر، إلا أن المظاهرات التريليونية خلطت بين الجميع وطالبت بمطاردة الفلول وتطهير البلاد منهم، ولقد رأينا في الفترة الماضية الكثير من هذا الحقد والغل، وساهمت وسائل الإعلام بدور سيىء وسلبي في التصعيد ضد مواطنين، ممارسة دورا عنصريا ونسيت أصول المهنة، وتحولت الى طرف ضد آخر بدون حتى أن تتيح للطرف المطارد أن يشرح نفسه. الفلول هم الفئة الوحيدة التي لا تملك آلية إعلامية أو سياسية للدفاع عن نفسها بينما ينهش فيها القاصي والداني بعد أن واتتهم الشجاعة رغم أن قلة منهم فحسب هي التي كانت لديها شجاعة الكلام من قبل، والملاحظ أيضا أن الجميع إما يكره الفلول لأسباب خاصة وربما لا يملك بعضهم حتى أسباب للكراهية، وإما يخافون الفلول وهي المرجحة، فكل الأطراف تطالب بإقصاء الفلول من الساحة السياسية، حتى يفسح لهم المجال للفوز في انتخابات مجلسي الشعب والشورى القادمة، وليس لهذا تفسير غير أن كل القوى السياسية، إما أنانية تدعي الديمقراطية بينما في الحقيقة والواقع هي ترفض المزاحمة من كوادر وقيادات أخرى قوية، أو أنها قوى سياسية هشة مثل أحزاب الثوار الواقية، التي يصيبها الذعر عندما تتذكر أن الحزب الوطني - أقصد الفلول - سوف يخوضون الانتخابات وهم القادرون على تحقيق الفوز وربما يتفوقون في ذلك على القوى المتأسلمة. المؤكد أن الفلول أقوياء ولا يصيبهم الذعر من الانتخابات والمنافسات بينما على الآخرين أن يلموا شملهم أو يلموا أنفسهم'.

التيارات السلفية تنبذ الجميع

ويوم الأحد، كان الإعلامي بالإذاعة المصرية ابننا يوسف الحسيني، ابن زميلنا الكاتب مصطفى الحسيني وزميلتنا بمجلة 'روزاليوسف' والمشاغبة تحية عبد الوهاب، كان يوسف مشغولا في 'اليوم السابع' بعدة معارك، هي: 'التيارات السلفية على اختلافها توحدت على نبذ من عداهم وتقزيم من والاهم، وتجد الإخوان المسلمين وقد ساروا في طريقهم المعهود من ممالأة الحاكم 'المجلس العسكري' حتى يحصلوا على مبتغاهم البرلماني والوزاري وكيفما يدفع بهم الطموح السياسي حتى وصلوا الى تشويه الحركات والتيارات التي لا تتفق معهم واتهامها بتلقي الأموال - كما فعلوا مع حزب العدل - مستخدمين في ذلك آلاتهم الإخبارية والإعلامية. وعلى صعيد آخر ترى التيارات الليبرالية في صراع مستمر على كعكة الشارع السياسي كتخوين الشباب لبعضهم البعض، بل أصبح مبتغاهم الحصول على دائرة برلمانية والترشيح لمقعد وزاري، في حين تاهت بوصلة اليسار المصري العريق بين انتماء رموزه ومؤيديه الى أحزاب وفرق سياسية لا تتبنى وجهة نظره بالأساس وإنما تقترب منه فكريا أو قل لا تعارضه والبعض ذهب لتكوين حركات وأحزاب لا قوة لها ولا قدرة على النزول للعمل التنموي في الشارع المصري، ويبقى حزب التجمع على مسافة بعيدة من كل هذا الحراك منشغلا بصراعاته الداخلية، في الجهة المقابلة تجد أبناء روكسي ومصطفى محمود على قدر عال من التمويل والتركيز والنشاط المنظم'.

مشهد إمساك علاء وجمال مبارك بالمصحف

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم السبت من ملحق 'الجمهورية' - دموع الندم - وهو عن الحوادث، وزميلنا فتحي الصراوي الذي كاد يفقد أعصابه وهو مسكين صائم، كلما تذكر مشهد إمساك علاء وجمال مبارك بالمصحف الشريف، أثناء أولى جلسات المحاكمة فقال مندهشا: 'على مدى ثلاثين عاما، منها عشرة أعوام تصدر فيها جمال مبارك المسرح السياسي على أعلى مستوى لم يشاهده أحد في مصر، يحمل المصحف الشريف، ولم يره أحد يتحدث في الدين أو يحث الشباب على التمسك به، أو لفت نظره الانفلات الأخلاقي السائد في الشارع المصري، ولا يستطيع أحد إغلاق باب التوبة أمام اي انسان ولكنها التوبة النصوح التي تعمل بأخلاق وآداب وقيم المصحف الشريف، ولا تتباهى بالإمساك به أمام عدسات وكاميرات المصورين لاستدرار عطف ودموع العامة من الشعب المسكين، توبة تعترف بالأموال المنهوبة وتفك شفرات الحسابات السرية وترد الثروات المسروقة لأصحابها من الفقراء الذين أعطوا الكثير والكثير لجمال وعلاء ومبارك.
وفي النهاية لم يحصدوا منهم إلا التراب، وحسبنا الله ونعم الوكيل'.

لماذا لا يرد علاء وجمال
الأموال للشعب؟

صحيح، لماذا لا يرد علاء وجمال الأموال للشعب، إذ ماذا سنأخذ من حمل كل منهما نسخة من المصحف الشريف واستمرارهما في الإبقاء على الأموال في حساباتهما؟ هذا وقد أثار منظرهما غضب صاحبنا الدكتور كمال مغيث الاستاذ بمعهد البحوث الجنائية، وهو ماركسي، فقال عنهما في نفس اليوم في 'المصري اليوم':
'أين كان علاء وجمال من قيم ذلك المصحف ومن أوامره ونواهيه، هل فكر علاء في القرآن وهو يطلب من المهندس حسب الله الكفراوي ألف فدان مرة واحدة، وهل فكر ان القرآن نهانا عن أن نأخذ ما ليس من حقنا، وأين كان القرآن وهو يفرض هو وأخوه، فردة واتاوة، على كل العقود التي تبرم في بلادنا'.

اثر السرقات على الفقراء

وإلى معركة أخرى مختلفة لصاحبها زميلنا وصديقنا الساخر بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي، وهي ليست بعيدة عن سرقة الأموال، لأنها تمت إليها بصلة قرابة من خلال اثر السرقات على الفقراء، قال: 'إذا كانت المظاهرات المليونية هي السبيل لمواجهة المشكلات وجذب انتباه الحكومة والمجلس العسكري، فلماذا لا نعمل مليونية لمحدودي الدخل، يشارك فيها الموظف والعامل والفقير على باب الله، ويمتنع عنها البهوات من قادة الأحزاب والائتلافات والتجمعات والحركات الثورية، مليونية لمحدود الدخل الذي تدهورت به الأحوال، ولعبت به الدنيا الكرة الشراب على مدى الثلاثين عاما الماضية، وهل فكرت يوما في تأمل وجوه الثلاثة ملايين متسول الذين يجوبون الشوارع والطرقات، معظمهم كانوا زملاء لك في الشغل، أو جيرانك في السكن أو أصحابا لك، وقد عجزوا عن التحمل والمواجهة واختراع البدائل، فمدوا ايديهم، وقد آن الأوان لانصافهم ورد حقوقهم والتعامل معهم بما يرضي الله'.
والمعركة التالية من نصيب زميلنا ورئيس تحرير 'أخبار اليوم' السيد النجار، وقال فيها عن عمليات نهب القطاع العام التي تمت: 'لا بد من استرداد أموال الشعب من الذين امتصوا دمه، سواء ممن اشتروا بالأسعار البخسة أو تواطأوا في البيع لأجانب، عقود الإذعان ضد الشعب بتواطؤ الوزراء والحكومات لا بد من مراجعتها وفسخها، لابد ان يعود الحق لأصحابه، فإذا كنا نعمل على إعادة أموال مصر المنهوبة بالخارج، فمن الأولى إعادة أموال الشعب المنــــهوبة بالداخل، الشعب اطمأن للتصريحات التي ادلى بها الدكـــتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء والتي أكد فيها انتهاء عملية الخصخصة والبدء في شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، والتزام الدولة بدعم قطــــاع الأعمال العام، الذي يمثل ثروة قومية مملوكة للمواطنين والعمل على عودة القطاع العام للنهوض بدوره الاقتصادي التاريخي، وكشف الدكتور السلمي عن إعداد ملف كامل سيتم تقديمه للمستشار د. عبد المجيد محمود النائب العام بناء على البلاغات المقدمة حول فساد عمليات الخصخصة'.

عقاب الاسد بطرد سفيره

طبعا، طبعا، هذا مطلب عادل، أما آخر المعارك السريعة فستكون لزميلنا وصديقنا خفيف الظل ورئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' محسن حسنين واخترنا اثنتين من ست هما: 'متهيأ لي ابسط واجب نعمله مع الأخ اللي عامل فيها أسد وبيرتكب مجازر يومية ضد الشعب السوري العظيم إننا نبعت له السفير بتاعه على أول طيارة راجعة دمشق لأنه بصراحة اثبت أنه 'أسد على شعبه، وأمام إسرائيل نعامة'، لا مؤاخذة!
- بالمناسبة أتمنى أن يعامل 'المتهم' حبيب العادلي اليوم وهو في قفص الاتهام معاملة عادية كأي متهم عادي وليس كوزير داخلية! فحكاية معالي الباشا الوزير دي كانت زمان، وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان!
بعد أن اعترف حارس المرمى السابق على الهواء مباشرة بتزويره الانتخابات مع سبق الإصرار والترصد، اقترح اننا نعمل وسيادته أحلى واجب ونرجعه يلعب حارس مرمى تاني لفريق 'الأسد المرعب'، في ليمان طرة!'.