3 آراء في البحرين وتفريخ الطائفية .. من هو كبش الفداء؟


تفريخ الطائفية


رضي الموسوي
الوقت البحرينية

كأنه شعار لكل من يحمل معول هدم في هذا الوطن النازف كملهاة يتسلى بها الباحثون عن أراض لمقابر جماعية تدفن ما تبقى من مؤمنين بوحدة الوطن وعزته ورفعة شأنه.
فليس من المحزن فقط أن يتسلل هشيم الطائفية إلى الأزقة والسكيك والدواعيس، فكل هذا الأمر مقدور عليه.. ربما، وكل هذا البنيان القديم يمكن معالجته وبناؤه وفق معادلة الانتماء للوطن لا للطائفة. بيد أن الطامة الكبرى عندما تتسلل روح الطائفية وتنغرز في الجيل الذي يفترض أن تنعقد عليه الآمال لوأد الطائفية، باعتباره جيلا لمستقبل الوطن والناس. فالمؤشرات والوقائع على الأرض تؤكد أن الجرثومة الخبيثة قد وصلت هناك حيث يستل المستقبل سيفه ليبني إمارته التي لا يأتيها الباطل من الجهات الأربع، وهذا يفرض على الجميع تساؤلا تاريخيا lt;gt;ما العمل؟gt;gt; إزاء مأزق يتشكل أمام الجميع. نتحدث هنا عن الجهات الرسمية كما نتحدث عن منظمات المجتمع المدني من جمعيات سياسية ومنظمات أهلية أخذت منها الطائفية والفئوية مأخذا، ولا نستثني أجهزة الأعلام بتلاوينها.
ثمة أغلبية صامتة ولا تزال، مغلوبة على أمرها، يعتصرها الحزن والقهر وهي ترى وطنها ينجرف إلى أتون المحرقة الطائفية دون أن يبادر احد لإطفاء الحرائق، ويضع الحواجز أمام ما تبقى من وطن جميل يحتمل الجميع.
في الجامعة، بانية الأجيال الجديدة ومعبدة الطريق أمام مستقبل الوطن، يتخندق جزء مهم من أبناء هذا الوطن خلف بنيان طائفي مرصوص، يسمعون صدى أصواتهم، ليس لديهم الوقت لسماع أصوات الآخر وهو في نفس المركب الذي تحاول الطائفية ثقبه بمعاول محلية ومستوردة.
في جامعة البحرين، اكبر جامعة في البلاد، وعنوان عصريتها المفترض، هناك من يوقد النار تحت lt;gt;طنجرة ضغطgt;gt; الاحتقان الطائفي. وإذا سألت يأتيك الجواب المعلب بجهورية عالية: lt;gt;نحن ضد الطائفيةgt;gt;، ثم يتركونك وهواجسك ليواصلوا عمليات خرق المركب.. مركب الجميع!!
نعرف أننا في هذا الوضع الموتور lt;gt;ننفخ في جربة مقضوضةgt;gt;، فالمعطيات تؤكد أن الأطراف زيتت سيوفها بانتظار ساعة الصفر لتنهش في جسد الوطن.. الوطن الذي تلاشى وراء الطائفة والمذهب والقبيلة، وبدا يتحول إلى سوق كبير يباع فيه كل شيء، وgt;gt;اللي ما يشتري يتفرجgt;gt;، ففرجة كهذه لا تتكرر كثيرا في التاريخ، حيث توجد أقوام في بلاد العالم أكثر حرصا على بلدانهم من الضياع، يجلسون إلى طاولات الحوار والمفاوضات للوصول إلى قواسم مشتركة تحمي بلدانهم من عبث العابثين.
لكن.. رغم كل هذه العتمة التي يريد البعض إبقاءنا فيها، ثمة من يحفر في جدار الصمت ليفتح ثغرة أو يموت على وجه الجدار.. وثمة ضوء في نهاية النفق يمشي إليه المؤمنون بوطن واحد فوق الطائفة والمذهب والقبيلة.. وتلك هي المسألة.. وذاك هو التحدي.


شكلان للتناقض في العمل السياسي

عبدالله خليفة

اخبار الخليج البحرينية

تجمعُ الفاتحِ والوفاق هما شكلان للتناقض السياسي، وليس للتطور الديمقراطي الوطني البحريني التوحيدي.
ارتكزَ كل منهما على ردودِ فعلٍ للحراكِ السياسي المذهبي الكبير في دول الخليج وإيران والعراق.
كان هذا الحراكُ السياسي لا يرتكزُ على عناصر ديمقراطية وليبرالية وشعبية تقدمية، بل على تفعيل المذهبين الكبيرين في المنطقة، اللذين يكون تفعيلهما السياسي تمزيقاً لخرائط الدول والشعوب.
الخطوةُ الأولى الخطرةُ بدأتْ من الجانب الإيراني حين حوّلَ شعار ولاية الفقيه لدولة ايديولوجية سياسية، لم ترتكز هذه الدولة على الديمقراطية وتبادل السلطة، حتى العناصر الليبرالية هُزمت مع تنامي قوى العسكر.
ولكن القوى السياسية المحلية جلبتْ هذه العناصر وعناصر غيرها من العراق عبر خط جماعة الدعوة ولم يستطع حتى هؤلاء العراقيون المذهبيون الأكثر ثقافة من قرنائهم المحليين أن يعبروا الحاجز بين محافظة المذهب والديمقراطية وبلورة خط وطني، وهي كلها انفعالات سياسية مندمجة مع التحرك المذهبي العبادي، فلم تبلور أفكاراً سياسية ديمقراطيةً مستقلة.
ولم تستطع الخطوط العراقية أن تشكل تحولا فكريا ديمقراطيا داخليا يستقل عن التأثير الإيراني، ولهذا فإن الجماعات الشيعية السياسية البحرينية لم تستطع الاستقلال عن النفوذ الإيراني هي الأخرى.
من جانب الحكومة البحرينية قدمت مبادرات فيما يتعلق ببعض الحريات السياسية والاجتماعية، والسماح للمعارضة الشيعية والليبرالية واليسارية بالعمل السياسي والدخول في البرلمان والتأثير من خلاله ومن خلال أدوات أخرى، لكن ظلت مرهونة بالسقف العربي الخليجي.
القوى السياسية الشيعية بين معتدلة ومتطرفة لم تستطع أن تفرز وعيا ديمقراطيا وطنيا، وتنغرسُ في تحليل البنية الاقتصادية الاجتماعية وتقدم تحولات فيها، وفي مسائل مهمة مثل البطالة والأجور والخدمات المختلفة وإصلاح أحوال الأحياء والقرى، رغم تمكنها من دخول البرلمان وتقديمها بعض الجوانب النقدية والمشروعات ، فإنها انسحبت فجأة ولم تراكم حضورها ووعيها، فبدت غير عميقة في فهم الأوضاع وإصلاحها والاستمرار الصبور في العمل الممكن.
وهذا ما جعل الكتلَ المذهبية السياسية الشيعية بين المعتدل المتقرب إلى الليبرالية ومن يعبر عن شمولية ولاية الفقيه، غيرَ قادرةٍ على النمو الفكري السياسي، نظراً لارتباطها بسقف شمولي استيرادي لا يقبل التجذر الداخلي البحريني المميز ونمو العملية التوحيدية الوطنية.
الكتل المذهبية السنية السياسية شاركت في العملية السياسية التحولية كمنافس ونقيض للكتل المذهبية السياسية الأخرى بشكل خاص، ولم تكن آراء بعضها السياسية في زمن ما قبل التحول تؤيد الوجود البرلماني، وكانت مغمورةً بالعملين الارشادي والخيري المحدودين فلم يكن لها أفقٌ سياسي فكري واسع، ولهذا مثلّتْ الشكلَ المختلف عن المذهب الآخر لا أن تمثلَ انفتاحا ديمقراطيا واسعا، فهي نفسها حولتْ الجوانبَ العبادية لعملٍ سياسي فكرست عملها وعضويتها على جماعة من دون الأخرى،.
كان يمكن للبرلمان أن يكون ساحة تعاون وطني ويركز في حل الملفات والمشكلات الكبيرة بلغة التعاون التوحيدي الصراعي معاً، لكن لغة تصعيد الصراع غَلبتْ على لغةِ التعاون، ثم أزالتْ الطابعَ الوطني الجنيني ذاك، ومع موجة الثورات العربية قفز البعض في الهواء من دون أن يصير العمل الديمقراطي الإصلاحي في المؤسسات أساساً لتحول عميق حقيقي أو يجمع بين أشكال النضال الممكنة السلمية.
ولهذا فإن الشكلين السياسيين اللذين ظهرا عبر(الدوار) و(الفاتح) هما جسدا الانقسام السياسي وقد وصل إلى الشوارع واقترب من الخنادق.
هذا كان جرسا خطرا لما يمكن أن تفعلهُ السياساتُ المذهبية من شروخ في الخريطة الوطنية، وهي التي لم تقبل بالوعي النقدي خلال عقدين من التحذير والدرس.
إن دفعَ العامةِ المقسمةِ للشوارع وتهييجها ليسا هما عملٌ سياسي ناضج، وقد تسّببَ في كوارث ومشكلات كبيرة، ويتحمل السياسيون المذهبيون مسئولية ذلك أمام الأجيال القادمة.
هذا خلافاً لما دعانا القرآنُ إليه، فمن لا يتذكر الآيات البليغة الكثيرة الداعية إلى التوحد وإلى عدم التفرق السياسي التناحري؟
(واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذ ألفَ بين قلوبِكم فأصبحتم بنعمتهِ أخوانا).
ورمزية الحبل هي الوحدة السياسية التي تجمع القوى في جميع التضاريس الاجتماعية المتباينة من أجل تطوير أحوال الناس رغم تباين معتقداتهم وتفاسيرها وفهمهم لنصوصها وليست إقامة الخنادق بين المسلمين.

هل ستكون البحرين طعماً أم كبش فداء؟!

حمد سالم المري
الوطن الكويتية

أحداث المنامة رأس جبل الجليد المغمور في مياه الخطط الإيرانية المعادية للخليج

التحركات المريبة والتأزيم المستمر الذي تقوم به جمعية الوفاق البحرينية في البحرين والمتمثل في تهديد زعيمها علي سلمان بتفجير المنطقة وحرقها في حالة اتحاد البحرين مع دول مجلس التعاون الخليجية في كونفيدرالية واحدة، ومحاولة اثارة الشغب مرة أخرى في ذكرى السنة الأولى لشغبهم الطائفي الذي قاموا به ضد دولة وحكومة البحرين فيما كان يسمى بدوار اللؤلؤة والذي نتج عنه طلب حكومة البحرين من دول مجلس التعاون مساندتها في ضبط الأمن وارسال قوات درع الجزيرة، ليس بتحركات ذاتية أو عفوية تطالب بالعيش الكريم كما تزعم بل هي تحركات مدروسة ومدعومة من قبل حكومة طهران: وهذا أمر طبيعي بسبب تمسك طهران بالثقافة التاريخية التي تصر على ان البحرين جزء من أراضيها!. فعقلية حكومة طهران المتشبعة بوهم استمرار عظمة الحضارة الفارسية مازالت تشعر بالغل على العرب كونهم أطاحوا بحضارتهم الوثنية وأطفؤوا نار المجوسية وجعلوهم تابعين بعد ان كانوا أسيادا ولهذا نجدها تحاول جاهدة التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجية بزعم أنها قائدة التشيع والمدافعة عنه. ورغم أننا كعرب نعي هذا الغل ونعي محاولة طهران تصدير ثورتها الخمينية الينا لكي تشغل شعبها عن فشلها في تحقيق الرخاء داخليا من جهة ولكي تسيطر على المنطقة من جهة أخرى. الا اننا نتعجب من موقف الادارة الأمريكية التي أطلقت على ايران محورا للشر في الوقت الذي تصف طهران واشنطن بالشيطان الأكبر. فموقف الادارة الأمريكية من أحداث الشغب في البحرين والتدخل الايراني الواضح في تغذية ودعم هذا الشغب متخاذل.. هذا اذا لم يكن مسانداً لعمليات الشغب بحجة دعم الحريات العامة للشعوب المضطهدة! فتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون في بداية أعمال الشغب العام الماضي كانت موجهة ضد اجراءات حكومة البحرين التي استعانت بقوات درع الجزيرة ليقينها ان أحداث الشغب ماهي الا رأس جبل الجليد المغمور في مياه الخطط الايرانية المعادية للخليج. ولم تكتف كلنتون بالتصريحات الاعلامية بل قامت بتعيين السفير الأمريكي توماس كراتشيسكي، المعروف بتاريخه الدبلوماسي المشبوه وتعاطيه مع الأحداث المتعلقة بايران في المنقطة. فهو الذي سلم العراق لإيران وفتح المجال لطهران للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق بعد ان دعم نوري المالكي ليصبح رئيسا للوزراء وذلك خلال عامي 2008 و2009 عندما شغل منصب مستشار للسفير لشؤون شمال العراق في سفارة الولايات المتحدة ببغداد الى جانب منصبه كمستشار سياسي للسفير بول بريمر في سلطة التحالف المؤقتة في بغداد. وبمجرد وصوله للبحرين قام هذا السفير بعقد اجتماعات سرية مع جمعية الوفاق وصرح بأنه ليس هناك أعمال شغب بل مظاهرات سلمية تطالب بالحرية والديموقراطية والعيش الكريم!. فهو يكذب ما تبثه القنوات الفضائية من أعمال شغب وحرق المرافق العامة بزجاجات الملوتوف يقوم بها هؤلاء المتظاهرون ومطالباتهم برحيل الملك وموالاتهم لخامنئي، مما يعطي انطباعا بأن هناك سيناريوها يتم تنفيذه لخلق واقع سياسي وجغرافي جديد في المنطقة قد تكون البحرين جزءا من هذا السيناريو. فالتحركات المريبة للسفير الأمريكي والتصريحات الاعلامية المتخاذلة للدبلوماسية الأمريكية التي تواجهها تصريحات ايرانية عدوانية تذكرنا بوضع المنطقة قبل عام 1990 أي قبل الاحتلال العراقي للكويت. فقد كان العراق يصدر بين فترة وأخرى تصريحات اعلامية تهدد أمن الكويت واستقرارها في الوقت الذي تخاذلت فيه الدبلوماسية الأمريكية لمواجهة هذه التصريحات بل وطلبت من سفيرتها في العراق التصريح للزعيم العراقي المقبور بأنها لن تتدخل في الشؤون العربية فحدث الاحتلال الذي كان أحد أسباب تغير السياسة الدولية التي أصبحت ترتكز على القطبية الواحدة معطية الفرصة لأمريكا بأن تكون القوة العظمى القائدة للعالم. فقد أصبحت الكويت طعما لتحقيق مكاسب سياسية لأمريكا بعد ان شعرت بسذاجة النظام العراقي العائش على وهم العظمة وأن الكويت جزء لا يتجزء من أراضيه التاريخية. واليوم في البحرين نشاهد هذه الاحداث مع ايران الا ان السؤال يتمثل هل ستصبح البحرين طعما لايران حتى تتمكن واشنطن من ضربها عسكريا وخلق واقع سياسي جديد في المنطقة يضمن لها الاستمرار في الهيمنة؟ أم ستصبح البحرين كبش فداء تضحي به أمريكا بالتعاون مع ايران لخلق واقع جغرافي جديد بعد ان وجدت ان اتفاقية ساكس بيكون أصبحت لا تحقق أهدافها القومية؟ ولهذا يجب علينا كدول الخليج العربية الاسراع في تحقيق الكونفدرالية وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع الصين والدول ألأوروبية التي لها حق النقض الفيتو وتخفيف ثقتنا في أمريكا التي لا تتورع في التضحية بأصدقائها من أجل مصالحها ولنا في ما يسمى بالربيع العربي عبرة.