القدس المحتلة
العلاقات بين مصر وإسرائيل في ضوء الهجوم الأخير الذي وقع بمحاذاة الحدود مع سيناء وأسفر عن مقتل إسرائيلي واحد، وحديث إسرائيلي عن استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين قريباً quot;بدون شروط مسبقةquot;، وزيارة بوتين إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية.
quot;مصر جديدة بالكاملquot;
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; مقالاً لأليكس فيشمان ضمن عددها ليوم الثلاثاء، علّق فيه على التطورات المتسارعة التي تعرفها مصر في ضوء الانتخابات الرئاسية التي عرفتها مؤخراً، والهجوم الذي استهدف متعاقدين مع وزارة الدفاع الإسرائيلية مكلفين ببناء سياج على الحدود مع سيناء، والذي أسفر عن مقتل عامل إسرائيلي واحد. كاتب المقال زعم بأن شبه جزيرة سيناء تحولت إلى منطقة تخضع لسيطرة quot;واحدة من أقوى وأكبر منظمات الجريمة في العالمquot;، محذراً من أن quot;الجمهورية المصرية الثانية تحت رئيس إسلامي ستعمل على توجيه التوترات بين إسرائيل ومصر من خلافات سياسية ترابية إلى نزاع دينيquot;. وإذ يستبعد فيشمان أن يحدث ذلك فوراً، فهو يرى أنه يجدر بإسرائيل أن تكف عن استعمال لغة مهذبة الآن وعن القول بأن الإسرائيليين كانوا يتعرضون لهجمات من سيناء في عهد مبارك أيضاً، والأحرى -حسب رأيه- هو التعود على حقيقة أن الحدود الجنوبية لإسرائيل باتت حدوداً معادية، وحدودَ مواجهة. وأردف يقول إن نظاماً مصرياً تحت قيادة إسلامية لن يقبل ضربات جوية إسرائيلية على غزة، مضيفاً أن اليوم الذي يكون فيه مرسي في السلطة وتقوم إسرائيل بضرب القطاع، مع إمكانية قتل مدنيين، سيشهد نهاية العلاقات الرسمية بين إسرائيل ومصر. فيشمان قال إن هجوم يوم الاثنين يذكِّر بالهجوم الذي استهدف الطريق السريع رقم 12 في أغسطس 2011. ففي ذلك الوقت، يضيف الكاتب، قام مرتزقة مصريون من سكان سيناء استُأجروا من قبل quot;لجان المقاومة الشعبيةquot; في غزة لتنفيذ العملية. وهكذا، يتابع فيشمان، فإن المسؤولين الذين يهدفون إلى تحديد العقل المدبر لهجوم الاثنين ليسوا في حاجة إلى فحص جثث منفذي العملية، لأنهم قد يكونون فلسطينيين يعيشون في سيناء أو من البدو أو quot;أعضاء في حركة جهاد عالميةquot;، وجميعهم مرتبطون بمنظمة الجريمة. لكن السؤال هو: مَن أمَرَ بهذه العملية وموّلها؟ الشيء المؤكد، حسب الكاتب هو أنه أياً يكن منفذ الهجوم، فإن هدفه كان quot;إشعال الحدودquot;، مضيفاً أنه لا quot;حماسquot; ولا مصر لهما مصلحة في القيام بذلك.
quot;دوامة دمويةquot;
وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة quot;هآرتسquot; ضمن افتتاحية عددها لأمس الجمعة، تقول إن هذه الظاهرة ليست غريبة. ذلك أنه بعد كل بضعة أشهر، يحاول الفلسطينيون تنفيذ هجوم أو إطلاق قذائف من غزة. وبشكل أوتوماتيكي وفوري، تقوم إسرائيل بالرد على نحو قوي، ثم يرد الفلسطينيون على الهجمات الإسرائيلية، لتتحول المناطق الجنوبية لإسرائيل إلى منطقة حرب لبضعة أيام، إلى أن يتم ترتيب اتفاق حول وقف مؤقت لإطلاق النار وتعود الحياة إلى طبيعتها. الصحيفة شددت على أن لإسرائيل حق مشروع في الرد على أي هجوم على سيادتها وأمن مواطنيها. لكنها ترى أن الردود العسكرية تعمل في اتجاه واحد فقط: التسبب في تدهور الوضع وإحداث تصعيد، مما يتسبب في معاناة كبيرة لسكان جنوب إسرائيل، بينما لا تحقق تلك الردود أي شيء في الواقع. وهذا ما حدث هذا الأسبوع، كما تقول. وتضيف الصحيفة أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق هدف الردع من خلال مثل هذه الضربات، فالحقيقة الواضحة هي أن الفلسطينيين مستمرون في محاولاتهم الرامية إلى مهاجمة إسرائيل. كما أن الرد العسكري الأخير لم يحقق الشعور بالأمن لسكان جنوب إسرائيل، لأن كل رد إسرائيلي يرغمهم على الإسراع نحو الملاجئ طلباً للحماية. لذلك، تتابع الصحيفة، فقد حان الوقت لإعادة النظر في هذه المقاربة، مضيفةً أن إسرائيل ليست مضطرة للرد بشكل أوتوماتيكي على كل هجوم متجاهلة عواقب ذلك. وتردف الصحيفة قائلة إن هناك حالات يكون فيه ضبط النفس هو الطريقة الأمثل لإظهار القوة، قبل أن تختم بالقول إن إسرائيل ليست بحاجة لأن تقع في كل فخ تنصبه لها المنظمات الفلسطينية التي لها مصلحة في تصعيد الوضع.
quot;مفاوضات السلام ستستأنف قريباًquot;
تحت هذا العنوان، أفادت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot;، في عددها ليوم الخميس، بأن أوباما شارك على نحو مفاجئ في اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز الذي يزور واشنطن، وناقش معه إمكانية استئناف مفاوضات السلام. وحسب الصحيفة، فقد أمضى أوباما أزيد من نصف ساعة مع موفاز، الذي أبلغ الرئيسَ الأميركي بأن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستستأنف قريباً، وإن لم يحدد تاريخاً لذلك. موفاز الذي كان في اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون عندما التحق بهما أوباما، تطرق أيضاً لموضوع المفاوضات النووية مع طهران، وإمكانية تحسين العلاقات مع تركيا، والاضطرابات التي تعرفها المنطقة. ونقلت الصحيفة عن موفاز قوله للصحفيين الإسرائيليين إنه يحظى بدعم نتنياهو في السعي لاستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، مثل تجميد الاستيطان الذي يشدد عليه الفلسطينيون قبل أي مفاوضات. وفي هذا الإطار، قال موفاز: quot;هناك رغبة لاستئناف المحادثات بدون شروط مسبقةquot;، مضيفاً: quot;أقول بتفاؤل جد حذر، إنها ستتم في المستقبل القريب، لكنني لا أعرف ما إن كان ذلك سيحدث في غضون ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهرquot;. كما أشار موفاز إلى أن إدارة أوباما ترى فرصة للمفاوضات مع توسيع الائتلاف الحكومي في إسرائيل ليشمل حزب موفاز (كاديما).
بوتين يزور إسرائيل
صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; أفادت ضمن عددها ليوم الجمعة أن الرئيس الروسي بوتين، الذي تسبب دعمه للنظام السوري في توتر علاقات بلاده مع الغرب، سيقوم بزيارة قصيرة إلى إسرائيل يوم الاثنين المقبل، زيارة قال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي إنها تبعث برسالة واضحة إلى العالم مفادها أن روسيا لاعب أساسي في المنطقة ينبغي أخذه بعين الاعتبار. ولئن كان الهدف الرسمي من الزيارة التي تدوم 24 ساعةً هو تدشين نصب تذكاري بمدينة ناتانيا الإسرائيلية تخليداً لانتصار الجيش الأحمر على ألمانيا النازية، فإن المحادثات بين بوتين ونتنياهو ستتركز على السياسة الروسية الداعمة للأسد في سوريا، وعلى المفاوضات النووية مع إيران، علماً بأن روسيا عضو في مجموعة 5 + 1 التي تتفاوض مع طهران. وكان بوتين قد زار إسرائيل آخر مرة عام 2005، خلال ولايته الأولى كرئيس في زيارة رئاسية روسية هي الأولى من نوعها إلى إسرائيل. وترى الصحيفة أنه إذا كان أحد المسؤولين الدبلوماسيين الإسرائيليين قد اعترف بوجود اختلاف في وجهات النظر بين روسيا وإسرائيل حول مواضيع مثل إيران وسوريا وعملية السلام مع الفلسطينيين، فمن المهم والأساسي أن تحافظ إسرائيل على قناة الاتصال مفتوحة مع الكريملن. بوتين، الذي سيكون مصحوباً بوفد يضم 60 صحفياً، من المنتظر أن يصل صباح يوم الاثنين حيث سيجد في استقباله وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان، الذي التقاه في موسكو أواخر العام الماضي وأعلن حينها أن الانتخابات الرئاسية الروسية هناك كانت نزيهة وديمقراطية. وهو موقف أثار جدلاً كبيراً ومختلف عن الموقف المعلن لوزيرة الخارجية الأميركية. وفي اليوم التالي، من المرتقب أن يسافر بوتين إلى بيت لافتتاح مركز ثقافي روسي، ومن هناك سيتوجه إلى أريحا حيث سيلتقي برئيس السلطة الفلسطينية، على أن يتوجه بعد ذلك إلى الأردن لإجراء محادثات مع الملك عبد الله الثاني.
إعداد: محمد وقيف
التعليقات