&هيا عبد العزيز المنيع


انطلقت شرارة الارهاب بقوة في عملية الارهاب التي قام بها الآثم جهيمان والتي تم معالجتها بقوة وحزم بعمل أمني قضى على المجرمين وصاحب ذلك استشهاد بعض رجال الأمن رحمهم الله وأسعدهم بجنات النعيم.. تطور ملف الممارسات الارهابية فبات يتنوع ويتلون ويختزل خطابه في مرحلة لاحقة بطرد المشركين من ارض الجزيرة مرتكزين عليها كحجة استفاد منها بعض المؤدلجين من داعمي الفكر المتشدد باسم الدين والدين منها براء، واستغل بطبيعة الحال اصحاب التنظيم الحركي القبول عند بعض اعضاء المجتمع لهذا الخطاب الممزوج سمه بعسله..

تطورت الممارسة لتصل بعد ذلك لتفجيرات في مدن مختلفة تم توجيهها للمؤسسات الأمنية والعسكرية ولبعض المجمعات السكنية لاعطائها صبغة الارتباط بالدين فيما هي في الواقع ممارسة ارهابية ارادت زعزعة أمننا ولكن دون صدام مع الأغلبية المجتمعية ما يؤكد ان كل ذلك ليس عملا عشوائيا بل هو جزء من مخطط وتنظيم له اهداف سياسية وان تلثمت بالدين..

ايضا ومع تطور الممارسة الارهابية وتلاقيا مع التغيرات الامنية والسياسية المحيطة بنا حدث تغير في التكتيكات الارهابية خاصة بعد بروز التذمر المجتمعي من هؤلاء الارهابيين ومن الفكر المتشدد ما يعني معه ان القبول المجتمعي بات في انخفاض بعد ان كشفت المواقف عن عورة هؤلاء المجرمين وكان للإعلام الاجتماعي الذراع الطولى في سرعة التعرية، وإن كان ايضا أي الاعلام الاجتماعي بات وسيلة فاعلة لنشر فكرهم واجتذاب صغار السن..

من هنا اخذ الارهاب يضرب في عمق المجتمع باختطاف صغاره وضرب الجميع الى ان وصل المسجد وهنا باتت خريطة هذا التنظيم واضحة المعالم دون مواربة الا لمن يتماهى مع فكره واهدافه.. بمعنى ان تبرير أي عمل ارهابي بات غير مقبول او متاح..

السؤال والارهاب مر بعدة مراحل مما ذكرته وهو ليس رصدا تاريخيا متعمق الدراسة بل رؤية مختزلة لبعض مراحله هل كان لغير المؤسسة الامنية دور في مواجهته...؟

للأسف الاجابة لا.. ولا ولا..

هل يعقل ان المؤسسة التعليمية لم تدرك اهمية دورها، وهل يعقل ان وزارة الشؤون الاسلامية ايضا لم تعرف اهمية دورها في اجتثاث هذا الفكر الضال المضل..؟

الاعلام ايضا عجز عن بناء خطاب مناسب يواجه به هذا الفكر ليكون بديلا له خاصة في وجدان الشباب.. بدون استثناء بقيت مؤسسات التنشئة الاجتماعية ومؤسسات صناعة وبناء الفكر متفرجة وتقتصر مشاركتها على الشجب والاستنكار وقت وقوع الجريمة والشكر والامتنان بعد كل عمل أمني استباقي..

وبقيت مؤسسة الامن ممثلة في رجالاتها من اعلى الهرم الى اصغر رجل امن يبذلون كل جهد لمواجهة الارهاب الذي بات خطرا متفقا على سوئه..

تنوع وتطور الارهاب وتطورت اساليبه وتنوع خطاب داعميه وزاد عددهم وتغيرت خريطة جغرافية حراكهم من مشركين الى طائفيين ومن عسكريين لمدنيين ومع ذلك للأسف بقيت مؤسسات بناء السياج الفكري والثقافي دون استيعاب لهذه المتغيرات وكيفية مواجهتها وتفريغها من مضامينها الخارجية وتعريتها واستبدالها بمضامين فكريه تكرس الانتماء الوطني وترفض غير ذلك ايا كان رداؤه مع ملاحظة انه وإن تغيرت اساليبه وخطابه وضحاياه الا انه مشروع سياسي يشترك مع اخرين من داخل وخارج البلاد بهدف زعزعة الامن وهذا لن يتحقق بنضج ووعي المجتمع السعودي ما يعني معه ضرورة الحراك لرجال الامن الفكري..
&