فؤاد المالكي

رسّخ المبتعثون في عيون المجتمع الأميركي على مدى 10 أعوام من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث صورة رائعة، وسمات جميلة، إذ أكد أميركيون التقتهم "الوطن"، أن السعوديين يتميزون بالاستقلال، والانفتاح على العالم، فضلا عن حرصهم على ثقافة الحوار والتعايش والسلام. 

تجربة عظيمة

قالت كلوديا ماجي، وهي أميركية تستقبل الطلبة الدوليين، إن "استقبال المبتعثين السعوديين للإقامة داخل منزل عائلة أميركية لم يعد غريبا، بل أصبح أمرا معتادا ومتعارف عليه بين العوائل الأميركية".
وأضافت أن "هذه التجربة عظيمة، فالجميع سيتعلم من الآخر، وسيكتشف ثقافات شعوب أخرى جديدة لم يكن يعلم عنها، فرغم أن هؤلاء المبتعثين قدموا إلى الولايات المتحدة الأميركية ليتقنوا الإنجليزية كلغة ثانية، ويكتسبوا ثقافة جديدة، إلا أنهم يحملون معهم عدة أمور تعلمنا منها في حياتنا نتاج تعايشنا مع بعضنا البعض".
وأوضحت بيرثا سلقادو، وهي أميركية أخرى تستقبل الطلبة الدوليين، أنه "رغم أنني استقبلت عددا كبيرا من الطلبة الدوليين من كل أنحاء العالم ، إلا أنني وجدت السعوديون مستقلين، ويمتلكون ثقافة جعلتني أتعلم منها كثيرا، فضلا عن لطفهم واحترامهم الثقافات الأخرى".
وأضافت "عقب سنوات من التعامل مع السعوديين، لاحظت أن بعضهم صارم في معتقداته، وما يؤمن به، بينما البعض الآخر يرى أميركا مساحة حرة لكسر بعض العادات والتقاليد التي تربوا عليها"، وعبرت عن تقديرها لهم لأنهم تركوا حياتهم وأسرهم من أجل التعليم، وتثقيف أنفسهم، ليصبحوا ناجحين في حياتهم المستقبلية.

منع سوء الفهم 
ذكرت المتخصصة في اللغات والآداب بجامعة ريفرسايد بكاليفورنيا اشيلي فاسكيز لـ"الوطن"، إنها تؤمن بأن تعلم السعوديين اللغات الأجنبية، وبما فيها الإنجليزية، والتعايش مع الثقافات الأخرى سيمنع سوء الفهم الاجتماعي والسياسي مستقبلا.
وترى أن "عددا كبيرا منهم منفتحون جدا على العالم الآخر، ومؤهلون للتعليم، ويتكيفون مع الثقافات الجديدة بسرعة هائلة، بل إنهم أيضا يملكون مبادرات مثيرة لتبادل الثقافات بيننا كشعوب تختلف كليا عن بعضها البعض"، مشيرة إلى أن ما يعجبها فيهم ليس فقط حرصهم على التعليم، بل اهتمامهم باكتشاف الدولة التي يعيشون فيها.

آراء ثرية 
قالت المتطوعة الأميركية في برنامج المحادثة بالإنجليزية بجامعة ريفرسايد بكالفورنيا بروك باربا، "سعدت جدا بمعرفتي لكثير من الفتيات والشبان السعوديين الذين يكملون دراساتهم الجامعية في أميركا، فقد تعلمت منهم كثيرا من الأمور الحياتية القيمة، وذلك خلال النقاشات التي أبهروني خلالها بذكائهم وثقتهم بأنفسهم". 
وأضافت، "على الرغم من اختلاف الثقافات والأديان، إلا أنني كسبت آراء ثرية جدا، حتى إن الحوارات بيننا دفعتني إلى إعادة التفكير في أمور عدة".

السعوديات والحجاب
عن المبتعثات السعوديات قالت باربا، إن "الفتيات السعوديات هن الأقرب إلى قلبي، وأتفاخر جدا بصداقتي معهن، والبعض يسألني ما إذا يخيفني ارتداؤهن الحجاب، وما يسمى "العباءة" أو حتى يصنعان حاجزا بيني وبينهن؟، إلا أنني دائما ما أجيب أن هذه مجرد اختلاف ثقافات، ويجب عليّ احترامها، لا سيما أنني لا أرى ذلك أمرا سيئا إطلاقا".
وأشارت إلى أنها معجبة بالفتيات السعوديات، خصوصا أنهن يبذلن جهودا كبيرة في تربية الأبناء والاعتناء بمنازلهن وأزواجهن أيضا، رغم حجم الضغوطات الدراسية الكبيرة.
وأكدت باربا أن مما يثير الإعجاب بالسعوديات، عزمهن على التعلم والنجاح، والتغلب على كل الصعوبات، فضلا عن صفاتهن الشخصية كتربيتهن المهذبة، وكرمهن، وامتلاكهن قلوبا كبيرة.