محمد الحمادي
عندما قررت دولة الإمارات المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن كانت تدرك قيادة وشعباً أن المهمة كبيرة، وأن العمل سيكون طويلاً.. ومنذ اليوم الأول لعملية «عاصفة الحزم» التي بدأت في مارس 2015 كان التعامل مع الوضع في اليمن بكل جدية وحزم.
شهداء الإمارات الذين اختلطت دماؤهم بتراب اليمن وصعدت أرواحهم إلى السماء مع أرواح اليمنيين وجنود قوات التحالف العربي كانوا سداً أمام تقدم الطامعين، وكانوا رجالاً في صد المعتدين وجنوداً في صمود الشرعية واستمرار الحكومة المنتخبة في اليمن، والمعارك في اليمن لم تهدأ يوماً والميليشيات الحوثية الإيرانية كانت دائماً متمسكة بالحرب والعنف، ورافضة للسلام والحوار، ومصرة على فرض الأمر الواقع، والسيطرة على البلاد بأكملها، وذلك لأنها كانت تعتقد أن الأمور سهلة وأنها ستحقق أهدافها بسرعة، لكنها اكتشفت مع الأيام أن الحرب التي أشعلتها كانت وبالاً عليها، وأن الجنود الذين يواجهونها رجال من نوع آخر، رجال يعرفون معنى الشجاعة والإقدام وأبطال لا يخافون شيئاً في سبيل الحق والخير، وجنود الإمارات البواسل الذين كانوا كتفاً بكتف مع الجيش اليمني ومع جنود قوات التحالف من المملكة العربية السعودية والبحرين والسودان وغيرها من الدول كانوا الأداة الحقيقية في تحقيق الانتصارات في تلك المعارك، وسطروا أكبر الانتصارات على صبيان إيران في اليمن وعلى بقايا تنظيم القاعدة من الإرهابيين الذين ذاقوا أمرّ الهزائم في اليمن على يد قوات التحالف العربي.
وأمس عاد إلى أرض الإمارات من رحلة علاج استمرت عدة أشهر أحد الأبطال من جنود الإمارات البواسل، وهو الشيخ زايد نجل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، وعمت الفرحة أرجاء الإمارات لهذه العودة الميمونة، فقد شارك البطل النقيب الشيخ زايد زملاءه جنود الإمارات في العمليات الميدانية في اليمن، وكان في المقدمة دائماً يواجه العدو بشجاعة الأبطال، وأصيب خلال إحدى العمليات في شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي تطلب نقله إلى الخارج في رحلة علاج استمرت عدة أشهر، فواجه الإصابة بقوة وصبر وابتسامة الشجعان، ليعود إلينا بعد أن منّ الله عليه بالشفاء الكامل، لتقر عيون والديه ومحبيه وعين كل إماراتي انتظر خبر عودته سالماً معافى.
كان الشيخ ذياب بن محمد بن زايد في اليمن قبل إصابة الشيخ زايد بن حمدان وشباب آخرين من الأسر الحاكمة في الإمارات، كالشيخ أحمد بن سعود، نجل حاكم رأس الخيمة الذي أصيب في إحدى العمليات هناك، وغيرهم كثيرون من أبناء الأسر الحاكمة التي كانت كباقي الأسر الإماراتية التي أرسلت أبناءها إلى اليمن من أجل قضية يؤمن بها الوطن بأكمله، ويشارك فيها أبناء الحاكم والمحكوم، فتكتمل الصورة الإماراتية الجميلة التي تؤكد دائماً أن هذا «البيت متوحد».
التعليقات