منذ سنوات قليلة بدأت إدارة الدولة السعودية الحكيمة المُدركة للتغييرات في بلورة أدوات قوتها الناعمة الاستراتيجية، من خلال الاستثمار المدروس في عدة مُحددات، مستفيدة من قدرتها الاقتصادية ومخزونها الجغرافي وإمكاناتها المتقدمة، حيث باتت تجني ثمارها، وأصبحت بذلك وجهة للعالم، وهو ما أزعج بعض "الحركات المتأسلمة"، الذين لم يتحملوا نجاحاتها، وبتنا نشهد توجيه سهامهم التخريبية، بعد انطلاق العملاق السعودي.

صناعتان ناعمتان اعتمدت عليهما الإدارة السعودية بقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، والتي يمكن إجمالها في: الصناعة الترفيهية، والصناعة الرياضية.

سأحاول جاهدًا الإشارة إلى كل منها ببعض الملامح الإيجازية، حتى يُدرك الرأي العام الجهد الكبير الذي تقوم به حكومته من أجل تنويع محفظته الاقتصادية، وتوفير الفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن، فضلًا وهو الأهم العمل المُستدام لجعل بلادنا وجهة لكل من يريد اكتشاف كنوزها، وبالتالي الانعكاس المباشر على زيادة الناتج الإجمالي للبلاد، وتحقيق مستهدفات البرامج التنفيذية المتعلقة برؤية المملكة 2030، خاصة برنامج "جودة الحياة".

هُناك حِراك نوعي متصاعد وسريع تقوم به الهيئة العامة للترفيه، بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ، ضمن أكثر من سياق، وهو ما عزز بشهادة الجميع "الصناعة الترفيهية" في المملكة، وقدرتها على تنظيم الفعاليات والمهرجانات العالمية، وخلق مساحات تفاعلية للاستمتاع، وجذب الزوار الإقليميين والدوليين، وهو ما جعلها تتخطى حدود الجغرافيا، ودونكم موسم الرياض الذي نجح في تعزيز مكانة بلادنا على الخارطة الترفيهية العالمية.

بالمعنى الواقعي وبعد ما شاهدناه من إنجازات هيئة الترفيه، أضحت صناعة الترفيه في المملكة من أهم القطاعات التي تدعم الاقتصاد الإبداعي الديناميكي؛ إذ من المتوقع أن تُصبح هذه الصناعة الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025.

القوة الناعمة الثانية التي عززت من موقع المملكة العالمي، هي "الصناعة الرياضية"، من خلال استجلاب نجوم العالم -البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب النصر- للدوري السعودي، الذي يتصدر قائمة الدوريات الآسيوية الأعلى قيمة سوقية بإجمالي 327.08 مليون يورو.

وللتذكير أنه منذ إطلاق الرؤية، شهد القطاع الرياضي إصلاحات نوعية وضخ ميزانيات ضخمة لاحتضان منافسات عالمية وتحفيز الأنشطة الرياضية المختلفة، ومعالجة ديون الأندية من أجل تحقيق الاستقرار المالي المعزز للنتائج الإيجابية والمحقق للأهداف الطموحة.

هناك تفكير سابق للزمن يقوده وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، فيما يتعلق بالصناعة الرياضية، ويتمثل ذلك في تقديم ملف استضافة بطولتي كأس آسيا للرجال (2027) وللسيدات (2026)، بالإضافة إلى فوز تروجينا وجهة السياحة الجبلية العالمية في نيوم بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، واستضافة كأس السوبر الإسباني والإيطالي على أراضي المملكة، وهو ما يخدم سمعتنا وصورتنا الذهنية الإيجابية عالميًا.

باتت أذرع المملكة الناعمة مؤثرة ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل ودوليًا، ومن يتابع التقارير الاقتصادية الصادرة عن الجهات الدولية سيعي قدرة العملاق السعودي.. دمت بخير يا بلادي.