نعيش في عالم سريع التغير، والتطورات في مختلف المجالات متلاحقة ومتتالية، هو واقع جميعنا نشعر به، فالتحديثات مستمرة على الأجهزة والمعدات التي نستخدمها متتالية، والتقنيات التي نستخدمها دائمة التحديث.

ويصح القول إننا نعيش حقبة الذكاء الاصطناعي، بكل ما تحمله من تغييرات وتطويرات معرفية، وثقافية، وتقنية، وتكنولوجية. وهذا يستدعي الحاجة إلى النقاش حول عدة جوانب، مثل تمكن مؤسسات التعليم على اختلافها من مواكبة هذه القفزات المعلوماتية، وتمكنها من مسايرة التطور المعرفي الذي تضيفه التقنيات الحديثة إلى حياتنا، وتبقى قضية المناهج الدراسية، والتعليم بصفة عامة، من المواضيع النقاشية التي تكثر فيها الآراء، خاصة مع مثل هذه التطورات.

هناك جانب شخصي وذاتي يقع على كاهل كل واحد منا، يكمن في المبادرة والسعي نحو التطوير والسعي نحو اكتساب المعرفة، نحو محاولة التدرب على مثل تلك التحديثات.

ودون شك أن التطوير الذاتي والاستثمار في زيادة معرفتنا وثقافتنا وقدرتنا، سيسهمان في منحنا القدرة على فهم التطورات وطبيعتها، وبالتالي سيزيدان الكفاءة والاستعداد، والقدرة على مواجهة تحديات التي تمثلها تلك التطويرات.

العمل على اللحاق بالتطويرات هو تكيف مع التغييرات التي تعد جزءاً من طبيعة الحياة، والقدرة على التكيف تعتمد دون شك على الاستعداد الذاتي، والمبادرة نحو تطوير المهارات وأيضاً اكتساب المعرفة. وهذه العملية لها عدة فوائد ومكاسب، فهي تعزز التفكير الإبداعي وتحفز الابتكار. والجميل أن وسائل وطرق اكتساب المعرفة وزيادة الثقافة اتسعت، وباتت متاحة على عدة مواقع ومنصات، وهناك كم هائل من المواد والمعلومات والبرامج التدريبية، التي هي مشاعة، ومجانية، فشبكة الإنترنت التي هي مسؤولة عن كل التحديثات وكل تلك القفزات التقنية، سواء في مجال الاتصالات، أو حتى مساهمتها القوية في دخول حقبة الذكاء الاصطناعي، هي نفسها التي تملك المفتاح المناسب لدخولنا عالم المعرفة، والتمكن من مواكبة كل هذه التطويرات.

لذا فإن شبكة الإنترنت تعد كنزاً معلوماتياً ومهارياً وثقافياً إن تمكن الفرد من فهمها، واستطاع الاستفادة منها. وتبقى مهمة تطوير الذات وزيادة المهارات الإبداعية على كاهل كل واحد منا، وهي مهمة ليست صعبة ولا مستحيلة، ويجب علينا القيام بها.

www.shaimaalmarzooqi.com