علي الخزيم

* خبر يقول: إن مجموعة لصوص من جنسية عربية بالرياض يمارسون السرقة مستخدمين السلاح الأبيض (أي السواطير والسكاكين) لتهديد الضحية وسلب ما معه من نقود وممتلكات كالهواتف المحمولة ونحوها، وحين يذكر بالأخبار جنسية اللصوص وقطاع الطرق فهذا لا يعني أن كل بني جلدتهم مثلهم بالضلال والإفساد بالأرض، وحين يقال: إنهم بالرياض فلا يعني هذا أن مدناً وقرى بالمملكة تسلم من شرور مثل هؤلاء وغيرهم.

* اللصوص من أي جنسية: إن كانوا من المقيمين بالمملكة إقامة نظامية فهم قد ظلموا أنفسهم ومن استضافهم ويسَّر لهم سبل الحياة والعيش الكريم، وهم بذلك يُقدّمون صورة قاتمة بشعة عن قومهم وبلادهم، ولكن المؤكد أنهم يُعبّرون عن فئة قليلة تتأذى منها الأكثرية هناك، وإن كانوا قَدِموا إلينا بتأشيرة الزيارة فهذا أعظم وأنكى لأنهم - بالتأكيد - قد بيتوا سوء النّيات وخططوا لمثل هذه الجرائم؛ فلمصلحة من؟!

* أميل إلى أن من يأتي بتأشيرة زيارة أو يرتكب جريمة التسلل غير المشروع عبر حدود المملكة ليمارس السرقة والاعتداء على الآمنين بالطرقات والشوارع الخلفية وتحت جنح الظلام وبتشكيل عصابي مسلح بالخناجر والهراوات والسواطير: إنما هو مفسد إما لنفسه أو لمصلحة جهات تستعمله لمثل هذه الجرائم لتحصيل أعلى قدر من المال لتوظيفه في ممارساتها العدوانية ضد المملكة وشقيقاتها من دول الخليج العربي التي لا تتواطأ معهم على أهدافهم ومخططاتهم الخارجة عن السراط المستقيم.

* من الصور والأساليب الجديدة للتسول هو أن بعض هؤلاء المفسدين ممن قدموا لهذه المآرب يتنقلون أفراداً بين مساجد الأحياء كل فرض بمسجد وهم يرتدون أزياءً وملابس مزورة تُمثِّل مؤسسات وشركات وأسواقاً كبرى (مول وسوبر ماركت) مدعين أنهم يعملون لها؛ ثم يقف للمصلين عند انصرافهم من الصلاة ويقتنصون من يتوسمون بهم الخير من كبار السن ونحوهم ويبدؤون بإلقاء أكاذيبهم ونصبهم وحيلهم مصحوبة بأعظم القسم والأيمان بأن أولادهم لا يجدون قوت يومهم وأن (الثلاجة فارغة والراتب قليل والعيال كثيرون)؛ ومن المبالغة بتمثيل الخنوع تخشى عليه من الإغماء والسقوط أرضاً؛ فينالون بغيتهم من البعض رحمة بهم، وهم لا يستحقونها.

* ومن الصور الجديدة أن مجموعة متسولين (يتشكلون ولو كذباً) كأسرة واحدة من أم وأطفالها وامرأة أو اثنتين يزعمون أنهن العمات أو الخالات؛ ويتقدمهم غير بعيد رجل كأنه القائد أو المشرف؛ لا أدري كيف موقعه من المجموعة - صادفتهم كثيراً بالحي بين المتاجر والمطاعم - يّدَّعون أنهم قدموا حديثاً للمملكة ولا يجدون قيمة وجبة الطعام، وتجد أن مظهر أبدانهم وصحتهم جيدة، ببدايات مشاهدتي لهم استوقفتني مثل هذه الأسرة المزعومة وطلبوا المساعدة فأخرجت نقوداً ورقية من جيبي؛ وإذا بطفلة صغيرة معهم تحاول خطف ورقة بخمسين ريالاً وتقول (أريد هذه)! أيقنت عندها أنهم متمرسون وعصابات يخشى غدرهم.

* طرقهم مبتكرة متجددة؛ يلتصقون بالمارة والمتسوقين لا يملون الكلام والقسم والأيمان المُغلَّظة بأنهم يحتاجون العون والمساعدة، دقّق النظر بعيونهم وحركات أجسامهم: فلغة الجسد تؤكد أنهم كاذبون، ولاحظ إن صادفتهم أنهم يسيرون كرفقاء بين الاثنين والثلاثة، فالمأمول من مكافحة التسول وجهات الاختصاص زيادة التركيز على هذه العصابات.