عبد الله سليمان الطليان

قنوات التواصل الاجتماعي أوجدت وضعاً مثيراً للكثير من المشاهير في واقع حياته اليومية، وأصبحت تجذبنا بشدة إلى نمط من التفكير الذي خدم الاستهلاك الشره الذي تولد لدينا بقوة التأثير تلك القنوات على عقولنا، وصار هناك صراع في تنوع الاستهلاك أحياناً يميل إلى العشوائية الذي سيطر على حياتنا، وزاد معه انجراف الكثير منا نحو هوس الذاتية وطغيان النرجسية والميل إلى العزلة والتفرّد والتقيد بظهور عبر هذه القنوات التي أصبحت مفتوحة للجميع وبثقافة متباينة لترسيخ الشخصية النرجسية التي صارت فيها منافسة وتحد محموم، تمكنت من تزييف الشخصية عبر سيرة ذاتية في المظهر والمخبر مبالغة لا تعكس الحقيقة الذي استفاد من هذا وراح يستغل هذا الصراع ويزيد من تأجيجه هو بالطبع من يمتلك سوق الاستهلاك (الذي يجلس في قاعة عرض مسرحية يراقب الجمهور وتفاعلهم مع شخصية بطولية قام بدعهما في الخفاء وطلب منها التركيز على فائدة الاستهلاك الذي يحقق شخصية متميزة).

لا شك أن الثقافة تحكم هنا ومعها الواقع الاجتماعي في كافة المجتمعات وبدرجات مختلفة في التأثير يحدده مستوى التعليم وتقدمه, ويمكن أن يكون مختلفاً في التأثير وبحسب مواد الاستهلاك وتنوعها, وتبقى العدوى في التقليد دافعاً نحو هوس الذاتية.

في ثقافتنا الاجتماعية هناك غلو في الذاتية على نحو مخجل بسبب أن هناك من يستغله فنجد إسرافاً مفرطاً في ذاتية نرجسية لا تقتصر على الاستهلاك، بل تشمل الكثير من مجالات العمل المختلفة, تضخم وتبالغ في إظهار الشخصية التي ربما تكون مصابة بمرض نفسي في إبراز الذات على خلفية بيئة اجتماعية قاسية أو روح تعصب قبلي موروث.