تاريخ الفن السعودي شحيحٌ إلا أنه مميز يشبع عشاقه المفطومين منه متأخراً، أسماء لا تنسى وفي ذاكرة المملكة مؤرخةٌ رغم رحيلهم إلا أن عطائهم رفع رصيد الفنون والثقافة في وطنهم فتغنوا ورقصوا وأعطوا من أجله وتجلى كل رمز بهذا العطاء موهبة تفجرت مع حرمان تعليمه على هذه الأرض فهذا السخاء بلا مقابل فهو يسقي رحيقه لوطنه.
نحن دولة الخليج الوحيدة التي لا تسمع بدارسة هذه الفنون، فقد حُرم هذا الجمال الطبيعي "الموسيقى"والأصوات العليلة وتعليم الفنون والمسرح الذي هو فن من فنون الأدب لا يكتمل إلا به، لم يولد الشح في بروزهم بل دفع الكثير لتعليمها حتى لو هاجر من أجل تعليمه، فهنا تضحية لأحلامهم التي حرموها التيار القادم مؤخراً " الصحوة " وسوف ينجرف.
صوت الأرض لم يمت حتى ولو حاولوا بشتى الطرق دفن أغاني طلال مداح "وترحل صرختي تذبل " ولن تذبل سوف تعود لتهتز في أرضها وفي موطنها التي عانت منه حتى انفجرت بالإبداع، أليس من الظلم أن يحرمونا من إحياء هذا التراث!، إن أملنا باقٍ مع فنان العرب وبقية المبدعين والأصوات الشاهقة في الجمال، وصاحب دنيا حظوظ الذي لم يترك شيء في خلدنا إلا لامسه بصوته.
فسلسلة متواصلة من الأغاني التي تذكرنا بكل نجم سعودي تغنت عبر دار الأوبرا في الكويت احتفالاً باستقبال ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وتعبيراً عن حبهم للسعودية قدموا عملا فنبا مميزاً على مسرح أوبرا مع مشاهد مسرحية من فنانين ذو نخبة وهم سعوديين.
فكأن الحفل في قلب السعودية ورأينا الشعب السعودي يرقص مبتهجا فلماذا لا يكون لدينا معهد فنون ومدارس متخصصة يدرسون بها ونكون نحن المحايدين عن الكل،نحتاج فعلاً أن نقتلع الصحوة حتى يعود الفرح ويبتهج الناس بالحفلات الغنائية ومنها يكرم المغني مع جمهوره الأوائل، لماذا لا يكون القرار متاحا فالمسرح السعودي ما زال مكسوراً قد يبرز مع هيئة ترفيه وينضج إذا عزلت أراء المعارضين عنه، فوزارة الثقافة والإعلام غير مفعلة بشكل عام مختصر على الأنباء ومتأخرة كثيراً في موطنها.
حان الوقت في توحيد مطالبنا السعودية في إقامة حفلات غنائية فالحياة جافة جداً في العاصمة لا بحر ولا مسرح ولا أغنية ذاك الفنان الذي يتغنى بها في الليل "ما أرق الرياض تالي الليل "
"وألفاً اه يا فن يا سعودي متى تشع مثل ما رقصت مع عروس الخليج.
- آخر تحديث :
التعليقات