لم اتأثر طوال حياتي بمشهد بقدر ما تأثرت بمشهد معروض على الفيسبوك قبل يومين لطفلتين صغيرتين يدفعهما والداهما الى الموت الإنتحاري.. ففي مقطع فيديو تداوله نشطاء الفيسبوك عرض مشهد زهرتين صغيرتين بعمر الورود، إحداهن في التاسعة والثانية في السابعة من عمرهما ويعلمهما والدهما كيفية الضغط على زر التفجير أمام مركز للشرطة السورية بحلب.
هذا المشهد المروع يبين لنا بوضوح مدى وحشية وهمجية داعش كتنظيم إرهابي والذي يدعي الإسلام وهو منه براء..فأين هؤلاء الهمج من قول رسولهم الكريم حين كان يبعث جيوشه لمقاتلة الكفار فيوصيهم قبل كل شيء" لا تقتلوا شيخاً فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولاامرأة".فإذا كان الرسول الأعظم يوصيهم بأطفال الكفار، فكيف إذن يتغاضى عن أطفال المسلمين وهم يساقون الى الموت بأيدي آبائهم؟.ثم أين الرحمة في قلب هذين الوالدين تجاه أطفالهم فلذات أكبادهم؟.فالمتعارف عليه هو أن يضحي الوالدان بأنفسهما من أجل أطفالهم، وهذه غريزة إنسانية مغروسة بنفس كل إنسان، فهل هذان الوالدان هما إنسانين طبيعيين، أم هما مجرد حيوانين متوحشين؟.
الزهرتان لم تكونا تدركان ما يدور حولهما،وكانت ملامح وجوههما البريئة تهد الصخر، وأنا متأكد بأن براءتهما الطفولية ستشتكي الى الله،ومتيقن أيضا بأن الله يمهل ولا يهمل..
لقد إرتكب داعش العديد من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية،لكن أن تصل الأمور الى هذا الحد الهمجي،فالمطلوب وبإلحاح شديد من رجال الدين ومن يسمون أنفسهم بورثة الأنبياء أن يفضحوا هذا التنظيم الإرهابي الهمجي، وأن يقولوا كلمة الفصل بشأن كل هذه الجرائم الوحشية لداعش،لأنه لم يعد هناك أي مبرر للسكوت عن جرائم داعش، وإلا فإنهم سيكونون مشاركين في الجريمة أمام الله..
إن هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها داعش لايخطر على بال أوحش المتوحشين،فكيف يسمح علماء الأمة لهذا الفكر الإرهابي المتوحش أن يدعي الإسلام، فإما إقتلاع هذا الفكر الإرهابي من جذوره، أو شيوع الفساد في الأرض.
" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَافِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} - البقرة (204)
"وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُلَا يُحِبُّ الْفَسَادَ"- البقرة (205)
التعليقات