قال السيد مسعود البارزاني ردا على سؤال رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط الصحفي اللبناني&المعروف (غسان شربل&) حول ماذا سيفعل في حال تولي رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي رئاسة الوزراء مجدداً ، قال البارزاني بحرف واحد &: &( سأعلن استقلال كردستان في اللحظة التي يتولى فيها المالكي رئاسة الوزراء وليكن ما يكون, &ومن دون الرجوع إلى أحد )(1 ) .&
ان تصعيد التصريحات&التي يقودها السيد مسعود البارزاني بين فينة واخرى حول اعلان الدولة الكردية المستقلة &ليس فقط تعمل على مضاعفة المشاكل وتعميقها داخليأ واقليميأ , بل تضعه في ورطة ومأزق حقيقي مع ابناء شعب كردستان قبل الاخرين , حيث شهد الشارع الكردي ومنذ فترة جدلاً واسعأ& بشأن إعلان استقلال إقليم كردستان عن العراق في وقت أشارت مصادر سياسية مطلعة قبل( سنتين ) الى ان &السيد مسعود البارزاني، سيعلن عن "بشرى سارة " للشعب الكردي بمناسبة (أعياد نوروز) ,وكان الكل بانتظار هذه البشرى بفارغ الصبر , الا ان خطاب البارزاني الذي وجهه إلى شعب كردستان بمناسبة (عيد نوروز) لم يأتي& بجديد ولم&&يحمل في طياته المفاجأة& المنتظرة للشعب الكردي (في الإعلان عن دولته المستقلة).....!! بل على العكس كان خطابا مكررا وشبيهاً بخطاباته السابقة التي يتم تكرارها باشكال مختلفة في كل مناسبة وبغير مناسبة احيانا وحسب المستجدات والأحداث المحلية&, لتغذية المشاعر والاحلام القومية بدون ملاحظة ( للمحددات الداخلية والإقليمية والدولية )مما أثار ردود فعل سلبية داخل الإقليم بشكل خاص ومتباينة خارجه ..... !
ويرى المهتمون بالشأن السياسي الكردي بشكل خاص والعراقي بشكل عام , &بان هذه التصريحات ماهي الا غطاء للنخبة السياسية الكردية في الإقليم &لحمايتها من الضغوطات الداخلية والتي هي بمثابة (إبرة مهدئة)& لن يطول أثرها ما لم تحدث تغيرات حقيقية واصلاحات جذرية للبنية التحتية والقضاء على المحاصصة وانهاء تقاسم السلطة بين الحزبين (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني) و رص الصفوف والقضاء على الفساد الذي ينخر في جسد الإقليم وفصل المؤسسات الحكومية عن هيمنة الحزبين الرئيسيين واستقلال القضاء وتفعيل البرلمان والعمل على انهاء احتكار السلطة من قبل الاحزاب المتنفذة التي استحوذت &على حصة ( الاسد ) من المكاسب والارباح الهائلة نتيجة عقود صفقات ومنها الذهب الاسود (البترول ) , وتحسين ملف حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير .&
نعم , ان القضاء على الفساد وفصل المؤسسات الحكومية عن هيمنة الاحزاب و معالجة&مشكلة&تاخر الرواتب والتقشف والأدخار الاجباري& ومشاكل كثيره آنية اخرى والتي تعصف بالإقليم ومواطنيه &تدفع بنا اليوم لممارسة سياسات اكثر عقلانية على جميع المستويات ( الداخلية , الاقليمية , الدولية ), ولا يوجد شك ان مثل هذه التصريحات غير المسؤولة ستشعل خلافات داخلية وإقليمية جديدة , والتي بدأت بالفعل تأخذ حيزأ واضحا وكبيرا في الساحة السياسية الكردستانية والعراقية...
اخيرأ .... علينا &ان لا ننسى او نتناسى بان الحقائق& الجغرافية والسياسية والاقتصادية فارضة نفسها وبقوة على واقع اقليم كردستان والمنطقة بشكل عام, &وان ادارك مصالح الشعب الكردستاني وحدود (اللعبة السياسية الممكنة)& كفيل بوضع البوصلة امام& الجهات المعنية في الإقليم &لتحديد الاتجاه الصحيح للمسار السياسي الكردستاني من جهة , والعمل الجاد للخروج من الازمات& الداخلية التي تعصف&بكيان الاقليم وتهدد&مستقبل مواطنيه من جهة ثانية ،&و التي تتعاظم يوم بعد يوم &, منها الصراع الكردي ـ الكردي بين الاحزاب الكردية في الاقليم وخارج الإقليم , والذي كان ولا يزال أشد بكثير من صراعهم مع أعدائهم ومضطهديهم , بالاضافة الى العوامل الداخلية والعقبات والصراعات القاتلة المرتبطة بطبيعة الاحزاب الكردية في الإقليم ودور القوى الإقليمية ومصالحها في تأجيج تلك الصراعات الحزبية والتناحرات الداخلية بين (الاخوة الاعداء) وإطالة أمدها بشكل عام والتي حولت مشروع الاستقلال &إلى مجرد خيال لا اقل ولااكثر .... ؟&
والسؤال الذي يطرح نفسه هو :
هل حقأ السيد&نوري المالكي &هو&مفتاح بوابة إستقلال&إقليم كردستان &...؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ&رابط المصدر &:&http://aawsat.com/print/836806
التعليقات