من الواضح ان الصفحة الثانية من المؤامرة واسعة النطاق التي تنفذها حكومة بغداد بدعم مباشر من قبل بعض الأوساط الايرانية المتنفذة ضد الشعب الكوردستاني وتجربته ومشروعه الديموقراطي قد بدأت بعد ان استطاعت إعادة احتلال المناطق المغتصبة من كوردستان بمعونة حفنة من الخونة المارقين وبإشراف قيادات عسكرية ايرانية.
الصفحة الثانية هذه بدأت بتظاهرات في أجزاء من محافظة السليمانية بعد ان فرضت حكومة خيال الماتا في بغداد الحصار الاقتصادي على كوردستان بالإضافة الى حرمانها أساسا من حصتها في الميزانية العامة لخلق نوع من الاستياء وعدم الرضا من أداء حكومة كوردستان وبالتالي توفير المقدمات الضرورية لتنفيذ مخططها العنصري والطائفي و تميزت هذه التظاهرات منذ البداية بالعنف واحراق ممتلكات الموطنين والمؤسسات العامة ومقرات الأحزاب السياسية ونشر الخراب والفوضى بالتوازي مع الدعوات المشبوهة لتدخل حكومة العبادي من اجل فرض الامن والاستقرار!نفس الحكومة التي نفذت مجازر طوزخورماتو.
لقد تم توظيف إمكانات واسعة واستغلال بشع للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها كوردستان لاستغفال بعض المواطنين وزجهم في التظاهرات بذريعة المطالبة بحقوقهم المشروعة من رواتب واجور وخدمات.....الخ في نفس الوقت الذي كان فيه المنظمون الحقيقيون وراء الستار يوجهون المتظاهرين للجوء للعنف واشعال فتيل نار الاقتتال الداخلي ولتعطيل عمل الحكومة والبرلمان وتشتيت قوات البيشمه ركه والشرطة والامن الداخلي وزجهم في حرب أهلية تبرر توجه قوات العبادي ومليشياته لإعادة احتلال كوردستان وإلغاء الإقليم وتجربته الديموقراطية وإقامة نظام دكتاتوري طائفي بحجة حماية وحدة العراق والحرص المزعوم على (إخواننا الكورد)!!
واضح ان التظاهرات توجه وفق مصالح اخرين وبالضد من مصالح ومطالب المتظاهرين أنفسهم والا ماذا يعني حرق المؤسسات العامة واملاك المواطنين ومقرات الأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية؟ ومن المستفيد من نشر الدمار والخراب والعنف المصحوب بوقوع عدد من الضحايا في الوقت الذي تجاهد فيه حكومة كوردستان وبرلمانها من اجل إيجاد حلول واقعية للازمة الاقتصادية والمالية نتيجة الحصار الاقتصادي الذي فرضته حكومة بغداد.
نعم للتظاهر السلمي والقانوني وللمطالبة المشروعة بالإصلاح وتصحيح الأخطاء والسلبيات التي عانت منها التجربة الكوردستانية في الحكم والإدارة ولكن ما يحدث عمليا هو تنفيذ لأجنداتمتعارضة كليا مع مصالح شعب كوردستان وطموحاته المشروعة ومن المؤكد ان نتائج الصفحة الثانية من فصول المؤامرة ضد شعب كوردستان لن تكون بأفضل من نتائج الصفحة الأولى التي كانت وصمة عار في جبين منفذيها واذا كانت قد حققت بعضا من أهدافها العدوانية مؤقتا فقد فشلت وتوقفت عند اول مواجهة حقيقية لها مع أبناء كوردستان في منطقة (بردى) القريبة من كركوك.
لقد مل العالم من تدخلات إيران وعبثها المستمر في العراق وكوردستان وعموم منطقة الشرق الأوسط ومن الواضح ان هذا العبث الخطير لن يستمر طويلا.
التعليقات