في خيمة صفوان، عندما أعلن عراق صدام حسين إستسلامه أمام جيوش التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريکية، فقد أبقى الامريکيون ثمة بابا لصدام حسين کي يطل من خلاله على العالم، هذا الباب کان تحت الشرفة الامريکية تحديدا، وقد کان للأمريکيين فيه مآرب، يومها، کان صدام حسين مستمر في عقد إجتماعاته و يواظب على أن يطل من وسائل الاعلام العراقية ويقول کلاما لم يکن قياسا للواقع الذي يعيشه و يواجهه العراق بعد إجتماعات خيمة صفوان، سوى هرطقة و حديث يدور في حلقة مفرغة، فقد خسر الرجل کل شئ وهو لايزال يتکلم وکأن کل شئ کالسابق بعهدته!
المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية، آية الله خامنئي، هل يمکن تشبيهه بصدام حسين أو معمر القذافي، أيام کانا يصران على إن مرکبهما لايزال يمخر عباب البحار، في حين کانت أياديهما مغلولة وليس لهما إلا بابا واحدا ليطلا من خلاله على العالم، خامنئي عندما يفرض 6 شروط على أوربا من أجل بقاء الاتفاق النووي، في وقت يرى فيه الاوربيون و مختلف الاوساط السياسية المتابعة لمجريات الامور بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، بأن فرص استمرار الاتفاق تتقلص، بل وإن هناك من يرى بأن الاتفاق أشبه بالميت سريريا ولن يفيده الانعاش الاوربي بشئ، لکن خامنئي وعلى مايبدو يحاول من خلال نهج و اسلوب شبيه بأسلوب و نهج صدام و القذافي، يريد أن يقف بسفينة خرقاء بوجه عاصفة عاتية في يم يکاد أن يبتلعه ظلام دامس.
شروط خامنئي التي يطلقها في وقت حرج يشبه الوقت بدل الضائع لفريق خاسر لامحالة، من يقرأ أول شرط يطالب فيه الدول الاوربية أن تصدر بيانا في مجلس الامن تدين فيه نکث أمريکا لإلتزاماتها! أما الشرط الثاني فهو الامر و الادهى عندما يصر على(عدم بحث المسائل المتعلقة بالصواريخ والقضايا الإقليمية الإيرانية تحت أي شرط كان.)، رغم إن نائب وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي قد کان أعلن قبل أيام الموافقة على بحث الاوضاع في اليمن مع البلدان الاوربية!! وشرط آخر يطالب البلدان الاوربية ب"مواجهة أي نوع من أنواع العقوبات تفرض على إيران."، عندما يفرض خامنئي هکذا شروط، فإن المطلوب تلقائيا و کشرط لامناص منه، هو أن يقف على أرض صلبة، بمعنى إنه يضمن أمرين، أولهما دعم و تإييد الشعب الايراني له، والثاني أن البنية التحتية الايرانية قوية ومهيأة و معدة لأي طارئ، ولکن، هل الاممر کذلك؟
الشعب وکما قال خامنئي بنفسه"وليس أحد آخر"، شارك في إنتفاضة خططت لها و نفذتها منظمة مجاهدي خلق هذه الانتفاضة التي لازالت مستمرة بصورة إحتجاجات متواصلة، أما البنية التحتية الايرانية، فيکفي أن نشير الى أن هناك ضجة في داخل إيران حول کيفية صرف 800 مليار دولار من واردات النفط على مدار العقود الاربعة المنصرمة في وقت صار أغلب الشعب الايراني يقبع تحت خط الفقر، وقد تجاهلنا عن عمد مع سابق إصرار"زواج المتعة"بين روسيا و الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي يبدو إن إنسحاب الحرس الثوري و الميليشيات الشيعية بإختلاف أعراقها و إنتماءاتها من جنوب سوريا على أثر أوامر و إملاءات روسية بوتينية لامجال لإيران خامنئي المترنح لرفضها أو مخالفتها.
ليست المرة الاولى التي يضع فيها المرشد الاعلى الايراني شروطا بوجه الغرب خصوصا و العالم عموما، فقد فعلها الرجل في عام 2015، وفي الاسبوع الاخير قبل توقيع الاتفاق النووي، عندما أعلن 19 شرطا"غضنفريا"أمام دول مجموعة 5+1، ولکن سرعان ماتم"تجاهل" تلك الشروط وتم الاعلان عن التوصل للإتفاق النووي، ولاريب من إن حال و وضع و مصير هذه ال6 شروط لن تکون بأفضل من التي سبقتها بل وحتى يمکن التصور بأنها قد تواجه مصيرا أسوأ لأن الجمهورية الاسلامية الايرانية برمتها تقف على حافة هاوية ولم يعد للعنتريات الفارغة من تأثير في تغيير مصيرها.
التعليقات