"إيلاف" من القاهرة: قبيل مغادرته القاهرة في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن جبريل الرجوب مستشار رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات للشؤون الامنية أن الحوار الفلسطيني سوف يستأنف بالقاهرة في شهر أيلول (سبتمبر) القادم، نافياً أنباء عن تخلي القيادة المصرية عن دورها حيال القضية الفلسطينية، ومؤكداً "أنها مازالت ملتزمة بمواصلة جهودها في اطار الالتزام بوحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة قيادته، وإن كانت بالفعل منزعجة حيال التطورات المؤسفة التي وقعت في غزة".

ومضى الرجوب قائلاً إنه لمس خلال لقاءاته مع عدد من كبار المسؤولين المصريين، وفي مقدمتهم الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، وأسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري، أن القاهرة تتطلع إلى تحقيق الاستقرار والهدوء الداخلي وبناء جبهة فلسطينية داخلية متماسكة تقوم على مؤسسة أمنية تقوم على توحيد الاجهزة الامنية وإعادة صياغتها، وتطوير ودعم أدواتها.

جاءت تصريحات الرجوب لدى مغادرته القاهرة في طريق عودته إلى بلاده في ختام زيارة للقاهرة استمرت يومين، وأضاف أن المسؤولين المصريين أكدوا له حرصهم على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ودعم وحدة (فتح) لأن وحدتها تعد من أهم عناصر الاهتمامات المصرية، واستئناف الحوار الوطني الفلسطيني للاتفاق على برنامج سياسي نضالي قابل للتحقيق يتناغم مع المبادرة العربية ومع الشرعية الدولية"، على حد قوله.

وأضاف أن مصر تتابع على مدار الساعة محاولة احتواء الازمة بما يضمن اعادة الوحدة إلى البيت الوطني الفلسطيني وكمقدمة لاستئناف الحوار الوطني ومواجهة التحديات واحتواء العدوان الاسرائيلي احادي الجانب.
وحول الحوار الفلسطيني في المرحلة المقبلة، قال أن مصر جاهزة لاستئناف الحوار في أقرب فرصة ممكنة بالقاهرة كجزء من التزامها تجاه القضية الفلسطينية، وكاستمرار لاستضافة مصر للحوار الفلسطيني على مدى السنوات الماضية ووفقا لجدول زمني، مشيرا إلى أن مصر ستستضيف الحوار في بداية شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.

وتعليقاً على إصرار أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني على تقديم استقالته، قال الرجوب إن "أبو علاء يحظى بثقة القيادة السياسية"، وأضاف أنه قدم استقالته فقط كشكل من أشكال الاحتجاج ازاء ما حدث من تطورات في غزة، ونفى الرجوب وجد هناك خلاف بين رئاسة الوزراء ورئاسة السلطة الفلسطينية ممثلة في الرئيس عرفات بشأن آلية إدارة واحتواء الازمة.

وفي معرض تعقيبه على الاوضاع الأمنية المتردية في غزة، قال الرجوب إن "هذه التطورات مؤلمة ومؤسفة وتصب في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي ولهذا يجب أن تتم معالجة القضايا الفلسطينية من واقع الالتزام بالاطار المؤسسي الذي يعد المصلحة الوطنية الفلسطينية"، ووصف استخدام السلاح بأنه محاولة انقلابية مرفوضة لا يمكن أن تنسجم مع المصالح الفلسطينية أو طموحاتها وتطلعاتها ولا يمكن أن تكون هذه الاعمال سابقة ايجابية في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني".

واختتم الرجوب تصريحاته داعياً إلى وقف هذه الأحداث في غزة، وقال إن الاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد الوحيد من هذه التطورات ويجب وقف هذه الافعال، وأضاف أن المقاتل الوطني الفلسطيني يدرك متطلبات هذه المرحلة الخطيرة والحرجة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.