اللهجة التي تحدث بها وزير الخارجية الألمانية يوشكا فيشر عقب زيارته العاصمة السودانية، صبغت بالانتقاد لحكومة الرئيس البشير وقال بكل صراحة:" بدون حل لإقليم دارفور لن تنال السودان مساندة لا من ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي، وعلى الخرطوم تفادي وقوع كارثة إنسانية في غرب المنطقة".
وكان فيشر قد أصر بشدة عندما التقى نظيره السوداني إسماعيل على الإسراع في تجريد ميليشيات جنجاويد من سلاحها، لإيقاف عملياتها الإرهابية ضد سكان الإقليم الأفارقة السود، وإفساح المجال أمام منظمات الغوث لإيصال المساعدات إليهم. ثم كرر قوله:" عندما يوقع اتفاق سلمي ستعود ألمانيا والمجموعة الأوروبية للمساهمة في السودان، عدا عن ذلك فليس هناك ما يمكن الحديث عنه".
ونفى الوزير ما ورد في صحف سودانية أن برلين تساند مجموعات مقاومة في إقليم دارفور بقوله:" لا نشد أزر أي فريق متمرد وليس هناك مصلحة لبرلين التدخل في شؤون السودان الداخلية".
رغم ذلك لا يساند فيشر فرض إجراءات عاجلة ضد حكومة البشير فهذا ليس وقته الآن كما قال، لكن على الخرطوم تحمل مسؤولية شعبها بالكامل أيضا في دارفور.
وكان الوزير السوداني إسماعيل قد انتقد تهديدات المجتمع الدولي مثل فرض عقوبات اقتصادية على بلاده وقال لضيفه الألماني قبل مغادرته بعد ما اتفق عليه مع وزير الخارجية الأمريكية باول والأمين العام للأمم المتحدة أنان لا داعي للعجلة من أجل فرض أي إجراءات ضد الخرطوم، فزيادة الضغط قد تصيب الهدف الخاطئ، وقد تسحب الحكومة المركزية قواتها من دارفور.
ولدى عودتها من إقليم دارفور اليوم أكدت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية كارستن مولر بأن السودان لم يلتزم حتى الآن بالاتفاق لتجريد ميليشيات جنجاويد هناك، وتعتقد بأن القتال سيستمر. وكانت قد زارت مخيم كالما ويأوي قرابة خمسين ألف لاجئ يعانون من أدنى حد من العناية الصحية، لكن هناك تحسن في توفير المساعدات الإنسانية. والمشكلة الأساسية هي الأمن، فاللاجئون يمتلكهم الهلع الشديد لأن الميليشيات مازالت تهددهم ولم تجرد من سلاحها. وكما قالت ستكون النتائج سلبية جدا على الخرطوم إذا ما تأكد فعلا وجود أفراد من الشرطة والجيش ضمن هذه الميليشيات.