بشار دراغمه من الضفة الغربية: أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل، أعدت مخططا، لإدارة الأمور بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأشارت الإذاعة الى ان هناك خطة تسمى "خطة درج" سلمت لوزير الخارجية سيلفان شالوم، تناولت "اليوم الدراماتيكي، يوم وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات"، واليوم التالي الذي يحتم على اسرائيل الاستعداد لمواجهة "فوضى عارمة في المناطق (الفلسطينية المحتلة عام 1967) واحتمال تجدد الانتفاضة".
وتتطرق الخطة الى ثلاثة سيناريوهات محتملة لرحيل الرئيس الفلسطيني، وما سيعقب كلاً منها من ردود وانعكاسات على الساحتين الفلسطينية والدولية. وفي الاحتمال الأول تتسبب عملية عسكرية اسرائيلية في قتل الرئيس، بينما يتناول الثاني موتاً طبيعياً، والثالث موتاً بعد فترة طويلة من معاناة عرفات من مرض عضال يحول دون تأدية مهماته. ويرى التقرير ان يوم التشييع هو الأكثر دراماتيكية، ويأخذ في الاعتبار احتمال حمل مئات الآلاف من الفلسطينيين الجثمان والتوجه سيرا على الأقدام من رام الله الى القدس، لدفنه في تراب المسجد الأقصى "وهو أمر لا تقبل به اسرائيل خشية ان يمس بمكانة مدينة القدس"!
ويتوقع التقرير ان تخفق قوات الاحتلال في منع الحشود من التوجه الى القدس، بينما كاميرات التلفزيونات العالمية توثق الحدث وتحرج اسرائيل. لذلك يوصي واضعو الخطة بالاستعداد جيداً لهذا الاحتمال، وبإمكان التوصل الى "حل وسط" يقضي بدفن عرفات في قرية أبو ديس التي تطل على الأقصى ولا تعتبر جزءاً من القدس العربية المحتلة التي تصفها اسرائيل، بشطريها الغربي والشرقي، بأنها "عاصمتها الأبدية".
ويعتقد معدو التقرير بأن الدولة العبرية "ستتهم في كل الأحوال" بموت الرئيس الفلسطيني، لذلك يوصون بالاعداد لمواجهة هذه التهمة إعلامياً أو إرسال الرئيس الفلسطيني، في حال عانى مرضاً خطيراً، الى الخارج لتلقي العلاج. كما ينصحون بتنسيق الخطوات لمواجهة "اليوم الدراماتيكي" مع الأردن ومصر، خصوصاً ان الرئيس الفلسطيني يرفض تسمية خلفه "ما سيعرّض الأراضي الفلسطينية (المحتلة) الى حال من الفوضى وعدم الاستقرار"، واحتمال ان تستغل "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) الفراغ لفرض قيادة فلسطينية تنفض يدها من اتفاقات أوسلو، و"خريطة الطريق". ويحذر التقرير من عواقب إرغام اسرائيل على ادخال قوات دولية الى المناطق الفلسطينية لحفظ الأمن، ويوصي بدعم "القيادة الفلسطينية الشابة" من حركة "فتح".
وهذه الخطة ليست الأولى التي تضعها الأوساط الأمنية في شأن "اليوم التالي" لغياب الرئيس الفلسطيني، ما دفع مقدم البرنامج الاذاعي الذي بث التقرير الى التذكير بأنه منذ العام 1968، حين تسلم عرفات زعامة "فتح"، تبدل تسعة رؤساء وزارات في اسرائيل "بينما عرفات ما زال في منصبه". وعلق منسق شؤون الاحتلال سابقاً، الجنرال داني روتشيلد، على الخطة قائلاً ان تقديرات استخباراتية اسرائيلية سابقة أخطأت في قراءة تطورات في سورية والأردن بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد والملك حسين. ونصح بتكريس الجهود لتسوية النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي بدلاً من التلهي بمثل تلك السيناريوهات.