"إيلاف" من دمشق: لم يكد رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري يعود من زيارته الى انقره حتى اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما يقضي بإحداث قنصلية سورية في مدينة غازي عينتاب التركية وذلك بهدف مساعدة رجال الاعمال السوريين والاتراك الناشطين في تلك المنطقة على سرعة انجاز معاملاتهم وعدم تجشم عناء السفر الى انقره في سبيل ذلك .

وقرأ المراقبون الخطوة السورية الجديدة على انها تكريس للاهمية القصوى التي تبديها دمشق لعلاقاتها مع انقره ورغبتها في تصعيد التعاون مع جارتها الشمالية الى اقصى حد ممكن وبما يحقق لها اقصى الفوائد سواء على الصعيد الاستراتيجي او الصعيد الاقتصادي .

ويشير المراقبون الى ان دمشق حققت من علاقاتها مع تركيا جملة من المكاسب اهمها انها أمنت شباك تهوية عبر حدودها الشمالية بعد ان اصبحت محاطة ببعض الدول اقل مايقال انها لاتحبذ النظام السوري اذا لم تكن تناصبه العداء وتتحين الفرص للانقضاض عليه كما ان اقتصادها المتضرر نتيجة احتلال العراق وجد في الاصدقاء الجدد فرصة مناسبة لاخذ جرعة نمو لابد وان تفيد البلاد الواقعة تحت عقوبات وضغوط اميركية لاتطاق .

ومن المنتظر ان تدخل العلاقات السورية التركية في مرحلة متقدمة جدا بعد دخول اتفاقية السوق الحرة المشتركة بين الجانبين حيز التطبيق وذلك قبل نهاية العام الحالي كما ينتظر ان يزداد التنسيق السياسي بين الطرفين اثر الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى دمشق خلال الفترة القريبة القادمة .

وكانت زيارة الرئيس بشار الأسد الى تركيا أوائل العام الحالي ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين وأعطتها دفعاً أقوى شمل مختلف المجالات. وساهم هذا التقارب السياسي بتقديم الدعم الرسمي لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بشكل لافت. كما لوحظ تنامي تلك العلاقات وتطورها بشكل مضطرد حيث باتت زيارات المسؤولين الرسميين بين البلدين متواصلة ووصلت الى حد شملت فيه النواحي الحزبية بين البلدين.