نصر المجالي من لندن: تشتد معركة زعامة حزب المحافظين البريطاني المعارض لخلافة مايكل هيوارد الذي استقال في مطلع الأسبوع نتيجة لهزيمته الكاسحة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (أيار) الماضي، حيث انتصر حزب العمال بزعامة توني بلير لولاية ثالثة في الحكم، واليوم أعلن وزير الدفاع السابق مايكل ريفكند وهو أحد المرشحين الستة انسحابه من المعركة تاركا الساحة لأربعة من المرشحين ليتصارعوا على القيادة.

ويبدو أن من أبرز المرشحين الأكثر حظا هو ديفيد كاميرون الذي يمثل الشباب في الحزب حيث قفزت أسهمه ليتصدر قائمة المرشحين في استطلاعات الراي العام، حيث حقق نسبة 39 بالمائة في آخر استطلاع للرأي كانت نشرته صحيفة (صنداي تايمز) يوم الأحد الماضي. لكن هذا المرشح سيواجه غدا معركة من نوع آخر مع نواب الحزب في مجلس العموم حيث يستعدون لاستجوابه عن ماضيه حين كان طالبا في جامعة اكسفورد.

ويقول برلمانيون أن ديفيد كاميرون وهو يتولى منصب وزير التربية في حكومة الظل كان يتعاطى المخدرات "ولا بد من أن يقدم كشف حساب عن ممارساته في الماضي"، ولم ينكر كاميرون هذه المعلومات خلال مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية، لكنه قال "لقد كان ذلك في الماضي وخلال دراستي الجامعية، وقبل انخراطي في العمل السياسي وهو أمر انتهى بالنسبة لي".

ويجد بعض السياسيين عذرا للمرشح الذي يعلق عليه كثيرون من أنصار الحزب الذين يقدر عددهم بحوالي ثلاثمائة ألف شخص بقولهم أن عديدا من زعماء العالم مارسوا "ابشع مما فعله كاميرون قبل توليهم قيادة بلدانهم، وهم حققوا افضل أنواع القيادة"، ويعطون أمثلة في ذلك على الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الذي يقال أنه كان مدمنا على المخدرات والرئيس السابق بيل كلينتون الذي كان يدخن حشيشة الكيف قبل انخراطه في العمل السياسي.

وفضلا عن وزير الظل ديفيد كاميرون هناك ثلاثة من أعمدة حزب المحافظين الذي يمثل قلعة الأرستقراطية في بريطانيا أعلنوا عن ترشيح أنفسهم، وهم كينيث كلارك وليام فوكس وديفيد ديفيز، وكان كلارك إلى ما قبل المؤتمر السنوي للحزب في مدينة بلاكبول الساحلية الغربية الشمالية من أكثر المرشحين حظا، لكن يبدو أن حظوطه تراجعت لوجود رغبة كبيرة عند أعضاء الحزب لاختيار وجها شابا للقيادة يستطيع هزيمة حزب العمال بقيادة الشاب توني بلير في الانتخابات المقبلة. وسيعلن عن اسم الفائز في معركة الزعامة في السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويرفض ديفيد كاميرون تشبيهه برئيس الوزراء بلير الذي قاد حزب إلى النصر في ثلاثة انتخابات متتالية، وهو وجه خلال تصريحات كثيرة في اليومين الأخيرين انتقادات لاذعة لزعيم حزب العمال في أدائه كزعيم ورئيس للحكومة، وقال أنه لم يحقق للشعب البريطاني ما كان يعد به في برامجه الانتخابية. لا بل انه أضاف "مقارنتي مع بلير كلام لا يعدو كونه مثل النفايات".

وإلى هذا، فإن بعض مناهضي ترشيح كاميرون للزعامة يطلقون عليه لقب "كاميرون الحشيش"، وحين سئل عن تعاطيه للمخدرات قال "أنا الآن سياسي، وكانت لي تجربة عادية كطالب جامعي لا تختلف عن تجربة أي طالب آخر في جامعات بريطانيا،، نعم فعلت الكثير من الأشياء في حياتي الجامعية ولكنني حين احترفت العمل السياسي لم اقترف أي ذنب أو ارتكب أي فعل خاطئ".