استنفار أمني على أعلى المستويات في كل المناطق
لبنان يدخل أسبوع ميليس بمهدئات أعصاب
ريما زهار من بيروت: بدت الطريق امس في لبنان لا تنتهي وانا اهم بالخروج الى وسط بيروت، الحواجز في كل مكان حتى تكاد تصبح من الساهرين الامنيين الدائمين خصوصًا ان تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس في قضية الرئيس رفيق الحريري دخل الاسبوع اللبناني بامتياز.
حواجز تبث الاطمئنان المقنع في نفوس اللبنانينن الذين باتوا على خوف مستمر من أخبار التفجيرات والاغتيالات والانتحارات حتى كادت ادوية الاعصاب تنقطع من الاسواق اللبنانية.
أسأل صديقاً فرنسياً يلم بالملف اللبناني اكثر من لبنانيين كثر عن موقف أوروبا من هذا التقرير الذي اقض مضاجعنا وجعل من أحاديثنا الموضوع الاول والاساسي فيوضح ان باريس كما بيروت تشدد الرقابة على الساحة اللبنانية في اسبوع ميليس ، وهي تلّح على ديبلوماسييها الذين اختارتهم بعناية وعينتهم في سفارتها في قصر الصنوبر في بيروت، أن يكونوا في اعلى درجات الحذر امنيًا ويمنع على هؤلاء التجول خارج اطار اذونات العمل، على ان يرافقهم في كل تنقلاتهم حراس امنيون.
وملف تقرير ميليس سيفتح على مصراعيه في لقاءات السنيورة اليوم في باريس ، في وقت همست فيه اوساط ديبلوماسية معنية بأن اتفاقًا مبدئيًا حصل بين باريس وواشنطن حول الخطوط العريضة للوضع في لبنان بعد تقرير ميليس.
وتهتم فرنسا بموازاة تقرير ميليس بالسلاح الفلسطيني الذي عولج جزء منه في لبنان، و لن يكون نهاية المطاف، ولو ان الامور ما تزال بحاجة لانضاج طبخة الخطوات الاساسية على مستوى الداخل الفلسطيني وبين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وتبدو باريس اليوم متأكدة من تسليم "حزب الله" سلاحه الثقيل في نهاية المطاف. ولكنها تشير في المقابل بأنه من الغباء الاعتقاد بأن تسليم سلاح الحزب الثقيل سيحصل مجانًا.
وتتابع باريس بكثير من الانتباه مراحل التلاقي المستجد بين حزب الله و"التيار الوطني الحر" وهي التي تخاصم ولو من زاوية مختلفة كل من هذين الفريقين، الا ان العاصمة الفرنسية تبدو واثقة بأن هذا التقاطع في المصالح بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله موقت وليس دائم المدى.
فحزب الله بحسب فرنسا يجتذب التيار الوطني الحر بهدف كسر طوق عزلته من خلال زعامة العماد عون المسيحية، اضافة الى سعيه الى عدم ترك العماد عون يذهب باتجاه تيار المستقبل. والعماد عون في المقابل يعمل على التلويح بورقة حزب الله للمقايضة في سوق بازار الانتخابات الرئاسية. ولذلك تبدو باريس واثقة بأن هذا التلاقي بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو ظرفي ولن يلبث ان يتبدد مستقبلًا.
وما يهم باريس حاليًا هو ملف الاستحقاق الرئاسي وهي تعترف ان هنالك خمسة مرشحين جديين ينتظرون غربلة اللحظة الاخيرة وهم: نائب سابق لم يحالفه الحظ في الانتخابات الاخيرة، ونائب سابق ايضا ولكنه لم يترشح الى الانتخابات الاخيرة، نائبان حاليان، واخيرًا احد التكنوقراط البارزين في المجال المالي.
لبنان
ولبنان الذي دخل "اسبوع ميليس" بامتياز يتخبط وسط تكهنات وتكهنات مضادة، ولا يكاد يلتقي اثنان الا يكون الحديث عن ميليس وتقريره ثالثهما حتى بات هذا التقرير المولود المنتظر بشغف من كل اللبنانيين.
وبانتظار "المولود" يحبس اللبنانيون انفاسهم في ظل معلومات عن تزايد الطلب بشكل قياسي على شراء الادوية المهدئة للأعصاب علما ان لبنان يعتبر من اكثر الدول استهلاكا لهذه الحبوب، وهذا ما يكشف عن معاناة اللبنانيين الذين يتلون الصلوات كل بحسب انتماءاته الطائفية، لكي يتجاوز لبنان هذا التقرير بأقل الخسائر. ولانهم متخوفون من عودة شبح الحرب اليه خصوصًا مع كثرة ورود الاشاعات في هذا الخصوص.
وزارتا الدفاع والداخلية من جهتها ولطمأنة اللبنانيين اتخذت سلسلة تدابير من قبل قوى الجيش والأمن الداخلي والامن العام وامن الدولة بدأ تنفيذها على الارض، كما تم وضع جميع الوحدات العسكرية في حال من الاستنفار القصوى، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات، ووضع الخطط في حال حصول اي طارئ.
وصرح مصدر عسكري لـ "إيلاف"ان قوى الجيش موجودة على الارض دائمًا وبالتنسيق مع القوى العسكرية الاخرى وهناك مراقبة دائمة وغرفة العمليات تعمل على مدار الـ 24 ساعة وقد تمّ إلغاء كافة الإجازات للضباط والعسكريين والإداريين الذين سيتم الاستعانة بهم للمهمات العسكرية على الارض في حال اقتضت الضرورة. فالاستنفار العسكري بلغ اقصى الدرجات وشمل كل الوحدات وقيادة الجيش تتابع كافة التطورات وتتلقى التقارير من الوحدات المنتشرة لحظة بلحظة حيث يشرف العماد ميشال سليمان شخصيا ومن مكتبه على التقارير كافة وعلى مدار الـ 24 ساعة، ولا يفارق مكتبه في ظل دقة المرحلة الحرجة التي يعيشها لبنان.
ويشير المصدر العسكري الى ان التدابير العسكرية تشمل تدابير حول عدد من المقرات اضافة الى حواجز ثابتة ومتنقلة ودوريات مؤللة في كل المناطق اللبنانية. مع تعزيز للتواجد العسكري في عدد من المناطق الحساسة، وان هذه التدابير تتم بالتعاون والتنسيق مع قوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة وكل الاجهزة العسكرية وتشرف عليها غرفة عمليات واحدة تتلقى التقرير وتقوم بتحريك الوحدات العسكرية في ظل تعليمات صارمة من القيادات العسكرية الذين يشرفون على التدابير.
ومن المتوقع ان تنعكس هذه التدابير ارتياحا لدى المواطنين خصوصا وان مصادر سياسية متابعة تشيد بوعي العماد سليمان لجهة التعامل الحكيم مع الاحداث والتطورات منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحطات المفصلية التي تلت عملية الاغتيال.
التعليقات