عامر الحنتولي من عمان: قالت مصادر دبلوماسية فلسطينية رفيعة في العاصمة الأردنية عمان ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وجه رسالة خاصة وسرية الى رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي طلب منه فيها رسميا الكف عما أسماه عباس في الرسالة "وضع العصي في الدواليب" أمام اختصاصات السلطة الفلسطينية والوزارات في حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ووزارة الخارجية على وجه الخصوص، في اشارة ضمنية الى قيام القدومي بتحريض سياسيين وسفراء فلسطينيين جمدتهم الحكومة الفلسطينية ضد السلطة.

ووفقا لمصادر "إيلاف" فإن عباس قد كتب للقدومي رسالة عاضبة جدا بلغت حد تلميح أبومازن بقوة الى عزل القدومي بقوله "ولقد نصحتك مرارا بضرورة وحدة صف جميع المؤسسات الفلسطينية لكنك آثرت المصلحة الخاصة على المصلحة الوطنية.. لذا فأني أبلغك بعزمنا بحث الأمر داخل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية مع كل الشخصيات الفلسطينية في الداخل والخارج لوقف التجاوزات". وقالت المصادر الفلسطينية ان سبب غضب عباس الشديد هو ماورد الى علمه من ان القدومي قد أصدر تعميما للسفراء الفلسطينيين المحالين للتقاعد البقاء في مواقعهم وعدم مغادرته مدعيا –والكلام للمصادر الفلسطينية- انه صاحب القرار الأول والأخير فيما يتعلق بموضوع تنقلات السفراء واحالتهم للتقاعد.

وفي عمان رفضت شخصيات فلسطينية التعليق أمام "إيلاف" على السجال السياسي الحاد بين عباس والقدومي الذي تطور خلال الأيام القليلة الماضية، لكنهم ألمحوا الى عزمهم مطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحسم الجدل بما يضمن مصلحة الشعب الفلسطيني. يذكر ان فاروق القدومي الذي حل في الموقع الثاني بعد عباس في منظمة التحرير الفلسطينية ليس له أي دور في السلطة الفلسطينية ولايعترف بها ويصفها بأنها أحد مخلفات اتفاق أوسلو الذي يعارضه، كما ان القدومي يرفض زيارة المناطق الفلسطينية الخاضعة لحكم السلطة الوطنية الفلسطينية.