عمان: قال العاهل الاردني الملك عبدالله يوم السبت ان المنطق يوحي بأن المفجرين الانتحاريين الذين قتلوا العشرات في فنادق فاخرة في عمان هذا الاسبوع لا بد وانهم جاءوا من العراق او سورية ووصف التفجيرات بانها "صراع داخل الاسلام".

واعلن تنظيم القاعدة في العراق بزعامة ابي مصعب الزرقاوي الاردني المولد المسؤولية عن التفجيرات التي قتلت الانتحاريين و 54 شخصا اخرين في ثلاثة فنادق يتردد اليها متعاقدون اجانب ودبلوماسيون يعملون من خارج العراق.

وحين سئل في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.ان.ان.) حول امكانية ان يكون الانتحاريون قد أتوا من سورية قال "نعم. هذا احتمال" لكنه استطرد في التكهن حول كيفية دخولهم الى بلاده.

وقال الملك خلال المقابلة "هناك احتمالان منطقيان فقط.. اما ان يكونوا قد عبروا من الحدود العراقية او السورية."

وتواجه سورية بالفعل ضغوطا من الولايات المتحدة التي تتهم دمشق بالسماح لمسلحين بعبور حدودها الى العراق لقتال القوات العراقية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة.

وفي واحد من اسوأ الهجمات في تاريخ الاردن الحديث قتل مفجرون يرتدون احزمة ناسفة عشرات الاشخاص ممن كانوا يشاركون في حفلات زفاف في فنادق جراند حياة وراديسون ودايز ان ومعظمهم من الاردنيين.

وقال تنظيم القاعدة في العراق ان اربعة عراقيين بينهم زوجان يرتدون احزمة ناسفة هم الذين نفذوا هجمات الاربعاء.

لكن نائب رئيس الوزراء مروان المعشر أبلغ مؤتمرا صحافيا في وقت سابق ان المهاجمين هم ثلاثة ذكور غير اردنيين ونفى تكهنات بانه تم تحديد امرأة بين الجثث على انها من المفجرين . وقال ان المفجرين ماتوا في التفجيرات.

واعرب الملك عبدالله وهو حليف مقرب لواشنطن اثار تأييده للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق غضب الكثير من الاردنيين عن اسفه للتفجيرات شبه المتزامنة ووصفها بانها هجوم على الابرياء.

وقال "اذا كانت هذه حربا ضد السياسة الاردنية فلماذا يدخلون فندقا ويقتلون نساء واطفالا ابرياء.. هذه ضربة ضد شعب الاردن وليس ضد سياسات الاردن."

وامتنع المعشر الذي قال ان تحقيقا رسميا اكد وقوف القاعدة وراء التفجيرات عن اعطاء اي تفاصيل عن جنسيات منفذي العمليات لكن مصدرا امنيا قال لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته ان المفجرين الانتحاريين عراقيون.

وحتى فترة قريبة كان الاردن وهو حليف مقرب للولايات المتحدة وواحد من دولتين عربيتين ابرمتا معاهدتي سلام مع اسرائيل بمنأى عن هجمات مرتبطة بتنظيم القاعدة مثلما حدث في دول اخرى بالمنطقة.

وقتل ثلاثة اميركيين في التفجيرات.

واثارت التفجيرات حالة من الغضب في المملكة التي يبلغ تعدادها نحو خمسة ملايين نسمة حيث عبر الوف الاردنيين من العاصمة عمان الى مسقط رأس الزرقاوي في بلدة الزرقا الصناعية للتعبير عن غضبهم وشاركوا في مظاهرات للتنديد بالزرقاوي والوقوف خلف الملك.

ومنذ وقوع التفجيرات اعتقلت الشرطة عشرات الاشخاص في حملة على مستوى البلاد بحثا عن شركاء المهاجمين بينهم خلايا سنية أصولية سرية وتقوم بعمليات تفتيش لمنازل عمال عراقيين في مناطق فقيرة من العاصمة.

وتعيش في الاردن جالية عراقية كبيرة معظمها ممن فروا من الحرب والاثار التي ترتبت عليها ليستقروا هناك مما تسبب في حدوث ازدهار في سوق العقارات انعش الاقتصاد الاردني الذي يعتمد على المساعدات. ويعد الاردن ايضا مركزا للجهود الرامية الى اعادة الاعمار في العراق.

لكن تأييد عمان للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق اغضب الكثير من الاردنيين ومعظمهم من اصل فلسطيني ويعارضون السياسات الاميركية في المنطقة.

وقال الملك عبدالله لوكالة الانباء الاردنية في وقت سابق "لقد تبين ان منفذي العمليات الاثمة هم ثلاثة انتحاريين كانوا يحملون احزمة ناسفة مزودة بكرات معدنية لايقاع اكبر قدر ممكن من القتلى والاصابات."

واتجهت الشكوك سريعا نحو المقاتلين السنة في العراق الذين يشنون حربا ضد الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة والاكراد.

وفي اب (أغسطس) الماضي أعلنت جماعة الزرقاوي مسؤوليتها عن هجوم صاروخي فاشل على سفن بحرية أميركية في ميناء العقبة الاردني. ودخل الزرقاوي السجن في الاردن بعد أن صدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عاما في عام 1996 ولكن أطلق سراحه بعدها بثلاثة أعوام في اطار عفو.

وحذرت السلطات من أن الزرقاوي الذي خصصت مكافأة قدرها 25 مليون دولار لرأسه أمر الجهاديين بضرب أهداف خارج العراق.

ومن المتوقع ان تقوم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تقوم بجولة في الشرق الاوسط واسيا بزيارة الاردن يوم الاثنين.