أسامة مهدي من لندن: قال مسؤول في المؤتمر الوطني العراقي ان نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس المؤتمر احمد الجلبي اجرى مباحثات في واشنطن مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد تناول اوضاع العراق السياسية والامنية وعلاقات البلدين الاقتصادية.

وابلغ حيدر الموسوي الناطق باسم الجلبي "ايلاف" ان المسؤول العراقي بحث خلال اجتماعهما في مقر وزارة الدفاع الاميركية في البنتاغون القضايا التي تهم البلدين بصراحة كاملة حيث تمت مناقشة تطورات الوضع الامني في العراق والتحديات الامنية والسبل الافضل لمكافحة الارهاب ومستوى تدريب القوات العسكرية العراقية وضرورة زيادة القدرة القتالية لهذه القوات من خلال رفع مستوى التدريب وتطوير تسليحها بما يتناسب ونوع التحديات التي تواجهها وكذلك لكي تكون قادرة على استلام مسؤوليات امنية اكبر في مختلف ارجاء العراق.

واشار الى انه في ختام الاجتماع ابدى الطرفان ارتياحهما الكامل للمناقشات التي جرت في الاجتماع وللاتفاق الكامل في الاراء حيث حضر اللقاء من الجانب العراقي عبد الكريم المحمداوي وجواد البولاني والدكتور فاروق عبد الله وجليل الصميدعي وهم مرشحون على قائمة المؤتمر الوطني الى الانتخابات العراقية المقبلة منتصف الشهر المقبل اضافة الى انتفاض قنبر مساعد الملحق العسكري العراقي في واشنطن كما حضر من الجانب الاميركي عدد كبير من المسؤولين المدنيين والعسكريين في البنتاغون.

ومن جانبه قال مسؤول دفاعي امريكي كبير ان رامسفيلد والجلبي ناقشا اهمية حماية شبكات الطاقة الكهربائية والنفط العراقية من هجمات المسلحين وتحسين جمع معلومات المخابرات التي تقوم بها القوات التي تقودها امريكا في العراق .
ونقل عن الجلبي قوله"هناك رابطة دم بين العراق وامريكا في القتال من اجل قضية الحرية."واضاف انه جرت مناقشات بشأن ضرورة مواصلة تحسين قدرة التحالف على جمع معلومات المخابرات وتحسين قدرة قوات الامن العراقية بشكل اكبر على تحطيم المسلحين وهزيمتهم في نهاية الامر.

والتقت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في الاسبوع الماضي مع الجلبي ولكنها لم تظهر علانية معه مما يؤكد الحساسية السياسية للاجتماع.
وكان الجلبي قد بدأ الأسبوع الماضي أول زيارة له الي الولايات المتحدة منذ تدهور علاقاته مع واشنطن قبل عامين على خلفية اتهمات له بتسريب معلومات عسكرية سرية الي طهران وهي الاتهامات التي ينفيها الجلبي بشدة.

واستبق الجلبي زيارته الي واشنطن بزيارة الي طهران التقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي يتعرض الي انتقادات واسعة في الولايات المتحدة وأوروبا.

واوضحً الجلبي إنه تحدث مع المسؤولين الإيرانيين وخاصة مع الرئيس نجاد في سلسلة من اللقاءات المغلقة عن التدخل الإيراني في الشؤون السياسية الداخلية للعراق الأمر الذي وصفته دوائر أمريكية بأنه محاولة من الجلبي لتقريب نفسه الي إدارة بوش مشيرة الي اتهامات مسؤولين عراقيين وأمريكيين للحكومة الإيرانية بالتورط بشكل كبير بما يحدث في العراق ودعمها المباشر لمليشيات وجماعات مسلحة.

ولم يُخف الجلبي نفسه أن السبب الرئيس لزيارته طهران "هو إخبار الإيرانيين بقلق العراقيين من بعض النشاطات والأعمال التي تحدث في العراق حيث نشعربأنه من الضروري أن نحدد بعضاً من هذه المسائل، ومنها مسألة أمن الحدود وغيرها " مضيفاً أنه أوضح للمسؤولين الإيرانيين أن الحكومة العراقية سوف تقيم روابط قوية مع الولايات المتحدة، وأوضح أن "من الضروري التأكيد لهم أننا نعمل مع الولايات المتحدة وأن الأمريكان قد جاؤوا لتحرير العراق ونحن حريصون علي إقامة عراق جدير بالاحترام، وأن من الضروري أيضاً أن يقوم الإيرانيون بمساعدتنا من أجل الوصول الي هذا الهدف".

وتري أوساط أمريكية أن طرح الجلبي هذه المسائل علي الإيرانيين تشير الي أنه يحاول إظهار نفسه بأنه علماني وأنه مرشح مدعوم من قبل واشنطن، وأنه قد يكون رئيس الوزراء العراقي القادم مشيرة الي أنه استبق زيارته الي طهران بتصريح أعلن فيه عزمه رسم مسار أكثر علمانية للسياسة العراقية وذلك بانسحابه مطلع الشهر الماضي من الائتلاف الموحد الذي حصل علي الغالبية في الانتخابات السابقة وأضافت لكن الظروف الدقيقة لانسحاب الجلبي من الائتلاف الموحد ما زالت غير واضحة بالرغم من تصريحه أنه لم يعد راغباً بأن يكون جزءاً من ائتلاف إسلامي، وأن هدفه كان تقديم فرصة للشعب العراقي المسلم وليس الي هؤلاء الذين يدعمون الأحزاب الإسلامية.

وقال الجلبي في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عقب لقائه المسؤولين الإيرانيين إنه تلقى وعداً منهم بعدم وقوفهم ضد ترشيحه لرئاسة الوزراء بعد الانتخابات القادمة موضحاً "ليس معني هذا أنني سأصبح رئيس وزراء لأن الإيرانيين لا يعارضون ذلك" وأضاف "لكنهم سوف يدعمون عملية ترشيحي لمنصب رئيس الوزراء وأنهم لن يعارضوا ذلك إذا ما تم الأمر عن طريق الانتخابات".