خط تماس البعث الحكم .. آل الأسد ولحود
سعد الحريري يستهجن مزاعم "شاهد دمشق الملك"

إيلاف من بيروت، صيدا، لندن: صعدت الحكومة السورية اليوم من حملتها الاستباقية لاستجواب مسؤوليها الامنيين الخمسة من جانب لجنة التحقيق الدولية بأن عقدت مؤتمرا صحفيا للشاهد حسام طاهر حسام بعد التصريحات المتلفزة التي ادلى بها أمس للفضائية السورية والمؤتمر الصحافي اليوم، ولاحظ متابعون للشأن السوري ان وزارة الاعلام السورية حشدت العديد من الصحافيين الذين تركزت اسئلتهم على ما زعمه الشاهد من محاولات التأثير عليه ورشوته بالمال. بدوره النائب سعد الحريري اصدر بيانا نفى فيه كل ما جاء على لسان الشاهد السوري معربا عن "أسفه لهذه المحاولة اليائسة الجديدة لتضليل التحقيق والراي العام اللبناني والعربي". وكان المسؤول عن جريدة "المستقبل" هاني حمود والصحافي فيها فارس خشان نفيا كل ما أورده وكرره السوري هسام طاهر هسام في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون السوري من دمشق ، وأكدا أن الرجل جاء إلى الجريدة يطلب مالاً لقاء معلومات يريد أن يدلي بها، تماما كما فعل في محطة "نيو تي في" لكنهما لم يصدقاه ، وطلبا منه الانصراف .

وتراجع حسام عن اقواله التى قالها امس بان ورثة الحريري هم وراء مقتله متهما اسرائيل باغتيال الحريري واعترف أنه عميل للمخابرات السورية ويتعامل مع مكتب مكافحة الإرهاب في لبنان منذ 13 عاما وهو يزاول مهنة "الحلاقة"، وكانت وزارة الاعلام السورية اشرفت على تنظيم ذلك المؤتمر الصحافي حيث أحيط الشاهد حين تكلم خلاله بكل من الناطق الرسمي في اللجنة القضائية السورية الدكتور ابراهيم دراجي والاعلامي نضال قبلان الذي كان اجرى المقابلة البارحة مع حسام طاهر وهو مسؤول البرامج السياسية في التلفزيون السوري.

وزعم حسام طاهر حسام "الذي ظل اسمه لغاية اليوم هسام هسام" في وسائل الاعلام السورية أنه التقى عديدا من الشخصيات اللبنانية الاعلامية والسياسية ومن بينها وزير الداخلية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي لم يكلمه كثير إلا لفترة خمس دقائق، وكذلك جبران تويني وغيره من الصحافيين وادعى أن صلة قرابة تربط بجنبلاط.

وفي مؤتمر الصحافي الذي حددت مدته الزمنية اورد الشاهد العديد من المزاعم والادعاءات حول عروض رشوة من الزعيم اللبناني سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل اللبنانية وقال الشاهد انه رفضها،، ومن بينها سيارة تويوتا قال انه سيسلمها للقضاء السوري، وقال أن الرشوة تراوحت بين الألف وملايين الليرات السورية،

واعترف انه حين كان يعمل حلاقا لـ 13 عاما في لبنان فإنه كان يعمل لصالح جهاز المخابرات السورية. ولم يكشف الشاهد حسام عن تفاصيل هروبه الى سورية، سوى ما لوحظ أنه حط من قدر الاجراءات الامنية اللبنانية على الحدود، وفي مؤتمره حين تكلم عن الشاهد الذي اطلق عليه اسم x في تحقيقات ميليس تطرق حسام طاهر حسام على اسم فضائية العربية التي تبث من دبي وقال أنها دأبت على الثقول أن x هو نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني.

وفي ما يلي البيان الصادر عن المكتب الاعلامي للنائب سعد الحريري "
عرض التلفزيون السوري شخصا اكد أن إسمه هسام هسام وأنه يعمل في المخابرات السورية، وزعم أنه إلتقى النائب سعد الحريري والنائب بهية الحريري، وأنهما عرضا عليه مبالغ مالية لقاء تقديمه شهادة مزورة في قضية الجريمة الإرهابية التي أودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار."

وأضاف بيان الاستهجان "إن المكتب الإعلامي للنائب سعد الحريري ينفي نفيا قاطعا حصول أي لقاء أو إتصال مباشر أو غير مباشر بين الشخص الذي عرضه التلفزيون السوري وبين النائب سعد الحريري أو النائب بهية الحريري أو أي شخص من آل الحريري. كما يؤكد أن كل ما ورد من أقوال على لسان هذا الشخص في هذا المجال هي أقوال كاذبة وعارية عن الصحة ولا تمت الى الحقيقة بصلة."

وختم قوله "إن المكتب الإعلامي للنائب سعد الحريري، إذ يأسف لهذه المحاولة اليائسة الجديدة لتضليل التحقيق والراي العام اللبناني والعربي، يكرر دعوته الى جميع الأطراف بالتعاون الصادق مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عوضا عن إختلاق الشخصية الوهمية تلو الأخرى والرواية الكاذبة تلو الأخرى لأهداف لا يمكنها في أي حال من الأحوال خدمة الحقيقة التي هي وحدها مطلب جميع اللبنانيين والعرب والعالم".

إلى ذلك أقامت عائلة عبد الرحمن البزري رئيس بلدية صيدا اجتماعا تضامنيا في منزل العائلة في صيدا وذلك بعدما طلبت شقيقة رئيس البلدية للتحقيق معها اضافة الى مدير فرع مصرف في صيدا وزوجته، وذلك بعد إخبارية ارسلت الى ميليس مفادها ان حديثا دار بين المذكورين أعلاه عن احتمال اغتيال الحريري قبل اسابيع من 14 شباط، الأمر الذي أثار ضجة واستغراب شديدن في المدينة.


لبنان والمحكمة الدولية
أما على صعيد المتابعة السياسية، فمن المقرر أن يبحث مجلس الوزراء اللبناني في اول جلسة له في موضوع التحقيق الدولي ويقرر توجيه طلبين الى الامم المتحدة: الاول يتعلق بتمديد مهمة لجنة ميليس لمواصلة التحقيق بعد 15 كانون الثاني/ ديسمبر ويتعلق بانشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري، علماً أن هذه الخطوة يرفضها " حزب الله" ، وان هذا الاقتراح طرحه الوزيران الاشتراكيان مروان حماده وغازي العريضي في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بعدما كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بحث في الموضوع مع المسؤولين الروس خلال زيارته الى موسكو مقترحا ان تكون روسيا مقرا للمحكمة الدولية الخاصة.

وتذكر المعلومات ان توافقا تاما حصل بين قوى الغالبية على فتح حوار جانبي مع جهات محددة بينها "حزب الله "لإقناعه بعدم معارضة اقتراح لبناني رسمي بانشاء محكمة دولية خاصة بجریمة اغتيال الحريري، علما بأن مناخ قوى الغالبية يقول ان الحكومة سوف تمضي بهذه الخطوة حتى لو عارضها الحزب الله المذكور.

وتضيف المعلومات ان المشاورات الاميركية الفرنسية حول المحكمة الدولية نهائية حتى الآن، ترجح ان تقام محكمة لبنانية دولية مشتركة تتألف من قضاة لبنانيين مطعمين بقضاة دوليين، على أن تعمل استنادا الى مظلة دولية يوفرها قرار جديد يصدر عن مجلس الامن، ويحدد مكانها والانظمة التي ستستند اليها، والمرجحة ان تكون النظام اللبناني والقوانين الدولية والاتفاقات الدولية المتعلقة بمكافحة الارهاب.

وتلفت الى ان اقامة هذه المحكمة المشتركة خارج الاراضي اللبنانية يحتاج الى ان توقع الامم المتحدة مع البلد المضيف لها، على اتفاقية متعلقة بالمقر وبالحصانات والامتيازات التي تتمتع بها اللجنة في هذا البلد، وتهدف الى ضمان استقلاليتها وفاعليتها.

وفي سياق متصل (إيلي الحاج من بيروت) حدد سياسي لبناني وثيق الصلة بالنظام السوري قبل أيام "خط التماس" الذي يقف عنده هذا النظام بالقول إنه "حدود أفراد العائلة و... إميل لحود". وأضاف، رافضاً السماح بذكر اسمه، أن الجولة الأولى من المفاوضات بالواسطة أفضت إلى استبعاد اسم شقيق الرئيس السوري قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد عن لائحة مشبوهي ديتليف ميليس ، والثانية ستفضي إلى استبعاد اسم صهره رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية آصف شوكت. وهذا ما حدث لاحقاً.

وكشف أن رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري سابقا في لبنان العميد رستم غزالي عرض قبل مدة أن يفتدي نظام البعث بتحمل المسؤولية عن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، لقاء توفير الحماية لعائلته من كل النواحي، وخصوصاً أن المحكمة الدولية لا تحكم بالإعدام وأن السجون التي يوضع فيها محكومون بقضايا تنظر فيها تحوي ما يمكن اعتباره مستلزمات رفاهية في دول العالم الثالث .

لكن أركان النظام تحفظوا عن هذا العرض، مع الاحتفاظ به في الوقت نفسه ورقة للاستخدام عند الضرورة القصوى، فيكون غزالة أعلى ضابط رتبة لديها يمكنها التضحية به . علماً أن انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان يساعد في تمرير السيناريو الذي اقترحه غزالة ، إذ يمكنه الإفادة أمام المحكمة بأنه تلقى أمراً بارتكاب ما ارتكب ممن هو أعلى منه، وبما أن كنعان انتحر يمكن اعتبار أنه الآمر والمحرض النهائي، وتنتهي المسألة عند هذا الحد .

أهمية لحود
أما خط التماس الثاني، رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود، فيحذر السياسي نفسه جميع من يتعاطون وقضية موقع الرئاسة وشاغلها إلى عدم الخطأ في التقدير . فالاتصالات لا تتوقف بين لحود والرئيس السوري بشارة الأسد الذي لا يزال يعتبره من أركان النظام الذي ورثه من والده الراحل . وبالتالي ، إن أي محاولة جدية لإسقاط لحود – وهذه لم تحصل حتى اليوم- سيقابلها النظام السوري بخطوات ليست في حسبان أحد، وربما تصل إلى حد إعادة قواته إلى لبنان ... وليكن بعدها ما يكون.

ويتكل النظام السوري باستمرار في كل قراراته على ثابتة مطمئنة: أميركا ودول الغرب تضغط عليه صحيح ، لكن الأصح أنها لا تريد إسقاطه . فلا بديل لديها منه . ويكفيها عراق واحد في نهاية المطاف.

رئيس "مشبوه"
في سياق آخر، ورد تقرير في صحيفة "السفير" البيروتية مفاده أن ثمة ان كلاما جديا في دوائر القرار في باريس وواشنطن عن أن الرئيس لحود يجب ألا يبقى في منصبه حتى انقضاء العام الحالي. كما أن هناك كلاما جديرا بالتوقف عنده قاله مسؤول اميركي بارز ، وفيه ان لجنة التحقيق الدولية سوف تتعامل مع لحود قريبا على انه مشتبه فيه، وان مصدرا آخر في اللجنة نفسها قال لمسؤول لبناني كبير التقاه قبل اسبوع ان اللجنة "غير مرتاحة الى القصر الجمهوري بكل قاطنيه" في اشارة فسرها السياسي البارز على انها تشرح سبب استدعاء عدد من كبار الموظفين في القصر الى جانب احتمال العودة للاستماع مجددا الى الرئيس لحود.

وفي جديد التحقيق على الصعيد اللبناني أبلغت رقية نزيه البزري شقيقة عبد الرحمن البزري رئيس بلدية صيدا بوجوب الحضور امام المحقق العدلي الياس عيد في الاول من الشهر المقبل بصفة شاهدة، ومعها حسان حشيشو مدير فرع بنك "المدينة" في صيدا وزوجته. وعلم ان الهدف هو استيضاحهم في شأن اخبارية وردت الى النيابة العامة التمييزية أفادت ان حديثا جرى في منزل آل البزري عن احتمال تعرض الحريري للاغتيال، وذلك قبل اسبوعين من حصول الجريمة.

وأدى هذا التطور الى بلبلة في صيدا التي شهدت اجتماعا موسعا في منزل آل البزري تم التوافق عليه بين عبد الرحمن البزري والنائب اسامة سعد وحصل على دعم وتأييد من حزب الله وحركة أمل. ويخشى ان تؤدي هذه الاجواء الى تصديع وحدة صيدا التي تجلت بعد اغتيال الرئيس الحريري، والى دخولها مجددا في مرحلة المحاور.