مصادر سورية تؤكد لـ "إيلاف" انه مطارد قضائيا
رفعت الأسد سيعتقل اذا عاد الى دمشق

نصر المجالي من لندن:نصر المجالي من لندن أكدت مصادر سورية مسؤولة لـ "إيلاف" أن نائب الرئيس السوري السابق اللواء الدكتور رفعت الأسد سيعتقل إن عاد إلى دمشق. وقالت إنه ملاحق قضائيا وهو "سيتعرض للمساءلة في حال عودته بتهم تتعلق بالفساد وأن هناك قضايا ضده أمام المحاكم السورية". وأشارت في تعليق لها ما صدر من الأسد، وهو عم الرئيس بشار الأسد، من تصريحات نقلتها عنه وكالة آسوشيتدبرس الأميركية هاجم فيها الحكم الحالي، إلى أن اللواء رفعت يراهن في عودته على اعتقاده باضطراب الوضع الداخلي وتعدد مراكز القوى. وتقول المصادر "إنه خاطئ في ذلك الاعتقاد، لأن مراكز القوى هذه ستتوحد ضده".

وكان رفعت الاسد أعلن أنه قرر العودة الى سورية التي غادرها منذ عشرين عاما من اجل "مواصلة دوره السياسي والوطني". ولم يحدد المتحدث باسمه الحارث الخير موعد عودة الاسد الذي يعيش في المنفى في ماربيا الاسبانية، وقال "هذا موضوع تتم ترتيباته بشكل دقيق وسيتم الاعلان عنه قريبا"، واكد ان رفعت الاسد "لا يطرح نفسه كبديل عن بشار الاسد، فالدكتور رفعت ذاهب لتحقيق الوحدة الوطنية لان الوضع في سورية خطير".

ولوحظ أن محطة شبكة الأخبار العربية (أيه إن إن) التي يملكها الدكتور الأسد، صعدت في الأسبوعين الأخيرين من لهجتها حول الأوضاع الداخلية في سورية، واعدت مجموعة من البرامج السياسية الحوارية لحشد التأييد، ليس من الجبهات السورية وحدها بل من جهات عربية لإبداء رأيها في التطورات التي تعيشها سورية في مواجهة الضغوط الغربية.

كما لفت الانتباه أيضا الى أنه في الوقت الذي كان فيه رفعت الأسد يتحدث من خلال ناطقين باسمه أو من خلال "أيه إن إن" ، فإنه هو شخصيا دخل المعركة الكلامية تمهيدا لعودته التي لا يعرف بعد ما إذا كانت ستتم قبل أو بعد المؤتمر العاشر لحزب البعث الحاكم في سورية حيث سيعقد في السادس من يونيو (حزيران) المقبل، كمل لوحظ أنه خلافا للهجة الايجابية السلمية التي رافقت إعلانه قبل أسبوعين عن عودته، فإن نائب الرئيس السوري شن هجوما كلاميا على ابن شقيقه الرئيس بشار الأسد.

ففي تصريحات أدلى بها لوكالة آسيوشيتد برس الأميركية من مقر إقامته في ماربيا الإسبانية، شن رفعت الأسد حملة عنيفة ضد السلطة في دمشق، وحذر من انه سيدعو الشعب السوري الى اطاحة الحكومة في حال عدم قيامها بإجراءات اصلاحية، وفتح النار مباشرة على طريقة حكم الرئيس بشار الأسد، وقال إن "لا أحد يعرف من الذي يحكم سورية حاليا". وأطلق رفعت الأسد الذي قاد وحدات سرايا الدفاع، خلال الثمانينات، إشارات تخطب ود الولايات المتحدة، وقال انه يؤيد السلام مع الكيان، وأعرب عن رغبته في لقاء مسؤولين أمريكيين “لمصلحة الشعبين السوري والأميركي". (إقرأ التصريحات في صفحة جريدة الجرائد).

واعترف رفعت الأسد (67 عاماً) الذي كان نائباً لشقيقه الراحل حافظ الأسد بأن "لكل من سورية والولايات المتحدة الحق الطبيعي في الدفاع عن مصالحهما، وان أي خلاف يجب ان يعالج في اطار توافقات وترتيبات اقليمية".

وعلى صعيد متصل، لاحظ مراقبون أن مواقف الأحزاب السياسية والجهات المعارضة لحكم البعث في سورية التي تعمل في الخارج أو داخل سورية، تعارض عودة الأسد العم ، وشنت عليه بعض هذه الجبهات هجوما عنيفا، وحملته مسؤولية المجازر في حماة وحلب في مطلع الثمانينيات الماضية، واستهجنت هذه الجبهات ما صدر عن رفعت الأسد شخصيا أو من حلفائه قولهم إنه يعود لينضم إلى شرائح وفئات من الشعب السوري التي تعاني من فقر وفساد وفوضى سياسية لم يسبق لها مثيل.

كما تتهم هذه الجبهات المعارضة، رفعت الأسد بـ "الفساد وأنه سرق قوت الشعب السوري وأن المليارات التي يقيم فيها إمبراطوريته المالية في الخارج ما هي إلا حق مشروع للشعب السوري، كان رفعت الأسد وأشقاؤه سرقوها من الشعب". والاتهامات بالفساد وإفقار الشعب السوري لا تطال رفعت الأسد وحده بل تطال أيضا شقيقه الراحل جميل النائب السابق في مجلس الشعب السوري والدائرة الضيقة المحيطة سواء بالرئيس الحالي بشار أو تلك التي كانت محيطة بالرئيس الراحل حافظ الأسد،.

وكانت قضية خرجت إلى العلن في الشهر الماضي كشفت عن المزيد من تورط عائلة الأسد بثروات الشعب السوري، وكشفت حادثة إطلاق النار من جانب دورية امن سورية مؤلفة من خمسة أفراد النار على منذر الاسد ابن عضو البرلمان السوري الراحل جميل الاسد، عم الرئيس السوري بشار الاسد، الكثير مما كان مخفيا عن أعين الشعب السوري.

وحسب الروايات، فإن منذر الأسد ملاحق منذ فترة للتنازل عن القضايا المبرمة من اجل تركة والده الراحل لصالح زوجة والده المطلقة طلاق بينونة كبرى واقامت الدعوى لاعادتها الى عصمة زوجها بعد وفاته إذ طلقها ثلاث مرات قبل وفاته واخر طلقة كانت قبل عام منذ وفاته.

وكان موضوع التركة التي تقدر بخمسة مليارات دولار كلها في الخارج، أثار روايات وقصص كثيرة على الساحة السورية، لم يكن متاحا من قبل الحديث عنها علنا، وكانت التساؤلات تتركز عن المبالغ الطائلة التي يملكها ورثة جميل الأسد، ويقال أن منذر النجل الأكبر لجميل وأشقاءه أعلنوا اكثر من مرة وضع كامل تركة والدهم بين يدي الرئيس السوري بشار الاسد ليتصرف فيها كيف ما شاء وكلهم ثقة فيه. وكان منذر الاسد قد اعتقل في اللاذقية منذ ثلاثة شهور لساعات بسبب الموضوع ذاته ويؤكد منذر انه يلاحق وتمارس الضغوط عليه للتخلي عن التركة.