يتذكره أمام إيلاف مطالبا واشنطن أن تكون منصفة معه
التويجري مع محاكمة عادلة لصدام مهما ارتكب

الشيخ عبدالعزيز التويجري

إيلاف من الرياض: دعا سياسي مخضرم ومفكر سعودي معروف في مؤلفاته وكتاباته التي نالت قسطًا كبيرًا من الشهرة، الإدارة الأميركية إلى معاملة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي سقط حكمه في التاسع من نيسان(أبريل) عام 2003، ووقع في أسر القوات الأميركية بعد اشهر من تخفيه، إلى ان تشرع الولايات المتحدة في اتجاه محاكمة عادلة له وفق مقتضيات القانون الدولي. وعبر بالقول"هذا ممكن ان يكون انسجاما مع العرف العربي". وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، وهو السياسي والمفكر السعودي المثير للجدل "قرار أميركي كهذا سيترك أثرًا حميدًا على النفسية العربية وردات فعلها بالتالي". والتويجري الذي كان ومازال قريبا لعقود خمسة مضت من القرار السعودي الأعلى، قال أمام (إيلاف) إن "هذه الدعوة التي تكلم بها صراحة وأفشاها إلى مسؤولين أميركيين زاروه في منزله، الواقع في حي العليا في شمال العاصمة السعودية الرياض "هي رغبة العقلاء في المنطقة، وهم من الذين يتطلعون الى أفق من التطبيع والتصالح والتسامح بين ذات البين".

والشيخ التويجري الذي قام بمهمات لعقود إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز كنائب مساعد له في رئاسة الحرس الوطني، طالب أن تكون "معاملة اسرى الحرب وفق اساسيات الحق والعدالة"، وقال الشيخ التويجري، المعروف بحواراته الجدلية الكثيرة، حين استقبل (إيلاف) في منزله يوم الأول من أمس إنه "قد يكون آخر المتعاطفين مع صدام حسين، فهو له على ما ذكر التاريخ مواقف اتسمت بالعداء".

ويقولالتويجري، وهو من المعروف عنهم بتوثيق معلوماتهم،إن صدام حسين"قال أمام مسؤول سعودي مهم كلامًا مثيرًا خطيرًا، وهو كلام جرى بحضوري". وقال التويجري إن صدام "حذر المسؤول السعودي الكبير منه لأنه ـ أي التويجري ـ يحذر السعودية منه، لأنه ضد السعودية، ويعمل لغير صالحها كما انه ضد البعث وصدام شخصيا"، فما كان من التويجري الا ان رد عليه قائلا " انني لا استطيع التعليق الا انني اعلم ان السعودية لديها من معلومات ما يجعلها تحمي مصالحها". واضاف الشيخ التويجري في الكلام أمام ضيفته (إيلاف) أن صدام حسين أخذه جانبًا ليعتذر منه قائلًا"إنه يهدف من هذه الملاحظات الى أن يوقف ما يمكن اعتباره عداء من جانب التويجري له".

ويعود التويجري الى القول مذكرًا "هذه المحاولة وغيرها التي بدت من صدام لم تكن تمنعه من القول لذلك الوفد الاميركي العالي المستوى الذي كان في زيارة للسعودية، حيث نادى بأن يأخذ الاميركيون جانب العرف الانساني في معاملة رئيس مهزوم، مثل صدام حسين".

واضاف الشيخ التويجرى المقرب من الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، انه لايحمل حقدًا لأحد في حياته الطويلة التي يستعرض تفاصيلها الان وهو في بحر التسعين من العمر سنين عددا، على ان الشيخ الذي يعيش في الرياض ويستقبل زواره يوميًا يتمتع بذهن وقاد ورؤية صافية وذاكرة حديد، وحيوية ملحوظة. ورغم بعض الالام التي تعتريه، إلا أنهمازاليحافظ على لقائه مع راعيه الامير عبدالله يوميًا، كما يستقبل زواره الكثر. والشيخ السياسي والأديب مشغول كغيره من السعوديين في المتابعة الدقيقة لصحة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.

وفي الأخير، كشف التويجري، ايضا أمام (إيلاف) انه يعد الان أربعة كتب تتناول قصة حياته التي بدأها قبل اكثر من تسعين عامًا في مدينة المجمعة، البعيدة عن العاصمة الرياض 180كم في الشمال الغربي. وفي الختام أشارالى كيفية بدئهرحلته المثيرة الى قلب مركز القرار بفضل مؤسس المملكة وموحدها الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل الذي اختاره للمسؤولية وهو فيالسابعة عشرة من العمر.

وإليه يتوقع ان تجد الكتب الاربعة المنتظرة من تأليف وإبداع الشيخ السياسي والأديب والمؤرخ عبد العزيز التويجري ضجة وحوارًا كبيرين لا ينقطع بين اوساط المتابعين والكتاب والمؤلفين والمراقبين سواء بسواء، على غرار كتبه ومؤلفاته ومقالاته السابقة على مدى نصف قرن متكامل من العطاء.