علي أوحيدة من بروكسل: يتجه الاتحاد الأوروبي الى تقديم عرض جديد لإيران لإنقاذ المفاوضات معها.وبعد ثلاثة أيام من الفوز المفاجئ والساحق لمرشح المحافظين محمد احمدي نجاد بمنصب الرئاسة في طهران يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام معادلة قوة جديدة مع الجمهورية الإسلامية ولكنه يسعى بكافة الوسائل الى تجنب مواجهة معها في الملف النووي والمراهنة على الدبلوماسية الوقائية وهي العقيدة الرسمية في السياسة الخارجية الأوروبية .

وتلقت الأوساط الأوروبية بمختلف مستوياتها بقلق واضح فوز محمود احمدي نجاد بدل المرشح الأوروبي الشبه الرسمي علي اكبر هاشمي رافسنجاني.

ويضع هذا التطور الدبلوماسية الأوروبية أمام المحك وهو ما يفسر التحفظ الكبير والمستمر في ردود فعل منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا والذي لعلب دورا رئيسيا في التقارب الإيراني الأوروبي طوال الأشهر القلية لماضية شارك في مفاوضات الدول الرئيسية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع إيران حتى الآن.

ولم يصدر خافيير سولانا أي بيان شخصي هذه المرة بشان التطورات في إيران على خلاف تعامله مع مجمل الملفات الدولية الأخرى.

ولكن سولانا أوضح عبر عدد من المقربين منه انه من السابق لآونة إصدار حكم نهائي على نوايا الرئيس الإيراني الجديد خاصة انه أبدى علنا رغبة في استمرار التعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وقال مساعد للمسؤول الأوروبي ان بروكسل على استعداد للتعاون مع اية حكومة إيرانية جديدة تقبل التعاون معنا ولكن مفوض الشؤون العدل والقضاء الأوروبي الإيطالي فرانكو فراتيني والمقرب من الولايات المتحدة دعا في خطوة أثارت استياء الديبلوماسيين الأوروبيين الى تجميد المفاوضات مع إيران.

ويتناقض موقف فراتيني مع النداء الصريح الذي وجهه هذه المرة المستشار الألماني حيرهارد شرودر بتقديم عرض تفاوض أوروبي جديد للقيادة الإيرانية وفي اقرب فرصة ممكنة لتجنب الصدام المتوقع بين الطرفين والذي سيسبق نقل الملف النووي الإيراني دون شك أمام مجلس الأمن الدولي.

وتتزعم ألمانيا ذات المصالح القوية مع إيران وتحديدا في محل الطاقة والاستثمارات مجموعة الدول الأوروبية التي تدعو الى الاستمرار في سياسة احتواء إيران بالطرق السلمية.

وقال شردور المتواجد في واشنطن في زيارة رسمية انه يجب تقديم عرض يأخذ بعين الاعتبار حق إيران في استعمال الذرة للأغراض السلمية و تجنيب المواطنين الإيرانيين اية تداعيات لعقوبات محتلمة قد تفرض على بلادهم.

ومن المرجح ورغم الخلافات القائمة بين بريطانيا من جهة وكل من فرنسا وألمانيا من جهة أخرى ان تعمل الدول الثلاث على انتهاج إستراتيجية موحدة وطارئة في مواجهة إيران ترتكز على عومل محددة واهما معرفة الهامش الفعلي الذي يتمتع به الرئيس الإيراني الجديد تجاه الجهات المتشددة داخل القيادة الإيرانية التي تدير الملف النووي .

كما ان الهامش الفعلي الذي ستكون طهران مستعدة لمنحه هذه المرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة الأنشطة النووية وخاصة الطابع الفعلي لعمليات التخصيب والتمييز بين ما هو مدني وما هو عسكري سيرجح الكفة لصالح الانفراج او التصعيد .

وراهنت الدبلوماسية الوقائية للاتحاد الأوروبي على جعل المفاوضات مع إيران جسرا فعليا للتعاون مع الشريك الأمريكي الذي قبل حتى الآن باللعبة الأوروبية و تخلي عن معارضته في شهر أيار(مايو) الماضي لانضمام إيران لمنظمة التجارة العالمية.

وتقول الأوساط الأوروبية في بروكسل انه يوجد تشاؤم فعلي تجاه المنحى الذي قد تتخذه الاتصالات الإيرانية الأوروبية وان الخشية ان تراهن ايران على متاعب واشنطن الحالية في العراق لرفض العروض الدولية.
واذا ما قبلت فرنسا وبريطانيا بتقديم عرض جديد لايران وفق خطة المستشار الألماني غيرهارد شردود فان الموقف سيتضح بشمل سريع بين طهران وبروكسل .

ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون ان وصول احمدي نجاد للحكم قد لا يمثل عاملا سلبيا في نهاية المطاف وان سيناريو على الطريقة الصينية قد يحصل في إيران أي تكريس نظام متشدد على الصعيد الداخلي ولكنه منفتح ديبلوماسيا على العام الخارجي بهدف تحقيق اكبر قدر ن المكاسب الاقتصادية والتجارية.

ويضيف نفس الديبلوماسيون انه يوجد برنامج عمل محدد مع إيران وان الاتحاد الأوروبي متمسك به وعلى الأقل لفترة الأسابيع القليلة القادمة وحتى حصول حالة من وضح الرؤيا في طهران ..أي عقد اول لقاء اوروبي إيراني في شهر آب( اغطس) القادم.