بغداد: قال مسؤولون يوم الاثنين ان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق مثل امام المحكمة العراقية الخاصة التي تسارع خطاها في محاكمة اركان النظام السابق بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.

ووزعت المحكمة شريط فيديو يظهر خلاله عزيز الذي بدا هادئا في لباس السجن الابيض وهو يجيب عن اسئلة خاصة برسائل تبادلها مع مكتب صدام بشأن سؤال مكتوب للامم المتحدة عن قتل اكراد عام 1991. وقال عزيز للمحقق ردا على سؤال بشأن عدم تقديمه للاحصاءات المطلوبة في هذا الصدد انه لم يكن لديه آنذاك الصلاحية التي تسمح له القيام بذلك.

واستجوبت المحكمة عددا اخر من المسؤولين من بينهم علي حسن المجيد ابن عم الرئيس العراقي السابق والمعروف بعلي الكيمياوي والذي مثل امام قاض للمرة الثانية في غضون اسبوعين.

وعرض الشريط صورا للمجيد الذي كان يرتدي غطاء الرأس التقليدي وقد بدت عليه امارات التعب وتقدم السن وهو يفحص وثائق عرضها عليه المحققون في المحكمة.

وكانت المحكمة الخاصة قد ذكرت في بيان صدر في وقت سابق انها استجوبت وطبان وبرزان الحسن الاخوين غير الشقيقين لصدام ضمن ستة مسؤولين استجوبتهم الاسبوع الماضي.

وترغب الحكومة العراقية في بدء محاكمة صدام ومسؤولين سابقين اخرين في اقرب وقت ممكن. وتم استجواب صدام نفسه قبل نحو اسبوعين. ويقول مسؤولو المحكمة التي انشئت قبل 18 شهرا ان المحاكمات لا يمكن ان تمضي بشكل متعجل ولم يتم تحديد موعد للمحاكمات حتى الان.

ولم يكن واضحا متى عقدت جلسة استجواب عزيز الا ان محاميه بديع عارف الذي كان حاضرا معه خلال الاستجواب قال انها عقدت يوم 21 يونيو/ حزيران.

وقال عارف لرويترز ان ممثل الادعاء لم يكن مهذبا مع عزيز خلال استجوابه وانه خاطبه قائلا "انت مجرم". وقال عارف ان هذا الامر أغضب عزيز كما اغضبه وانهما انخرطا في جدال محتدم معه اثر ذلك.

واضاف ان هذا الامر غير مقبول وانه بصدد تقديم شكوى يطالب فيها بان يحترم ممثل الادعاء العام موكله.

ويُزعم ان عزيز الذي كثيرا ما كان يعتبر الرجل الثاني في قيادة البعث كان ضالعا في عدة عمليات تطهير خلال السبعينات والثمانينات قُتل خلالها عدد غير معروف من الافراد.

وكان عزيز الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة الوجه الذي يمثل نظام صدام في العواصم الاجنبية والامم المتحدة.

واستجوب المجيد ومسؤولان اخران عن مزاعم استخدام اسلحة كيميائية عام 1988 واطلاق الغاز السام على قرويين اكراد في عملية عسكرية اطلق عليها الانفال.

واستجوب بشأن الاتهامات نفسها قبل اسبوعين كل من طه ياسين رمضان النائب السابق لصدام وسعدون شاكر وزير الداخلية في اوائل حكم صدام والذي استجوب ايضا عن عمليات قتل قرويين شيعة عام 1982.

وقد استجوب صدام نفسه فيما يخص حوادث القتل التي وقعت في قرية الدجيل وراح ضحيتها ما يزيد عن 140 من اهل القرية بعد ان تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال اثناء مرور موكبه بها. وقد يكون الحادث مدخلا لاجراء محاكمة مبكرة لصدام.