طالباني لا يرفض ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة الجديدة
التوافق السنية تعارض فيدرالية الشيعة والمحاصصة

أسامة مهدي من لندن : اكدت جبهة التوافق العراقية السنية انها ضد فيدرالية الوسط والجنوب التي تطالب بها الاحزاب السياسية الشيعية كما تعارض مبدأ المحاصصة فيما قال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني انه يؤكد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية رافضا تحديد سقف زمني لتشكيلها الذي قال انه يتطلب مباحثات اضافية تجري في العاصمة بغداد .. بينما قال الرئيس العراقي جلال طالباني انه لايعارض ترشيح إبراهيم الجعفري للاستمرار في منصبه رئيسا للحكومة الجديدة فيما القى هذا الاخير بمسؤولية عدم تطبيق مادة تطبيع الاوضاع في كركوك على المجلس المحلي في المدينة الشمالية الغنية بالنفط .

وقال بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك مع وفد قادة الجبهة الذي ضم عدنان الدليمي رئيس مؤتمر اهل العراق وطارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي ومحمود المشهداني عضو قيادة مجلس الحوار انه اجرى نقاشا مثمرا quot;مع الاخوة في جبهة التوافق وكل هذه اللقاءات هو التمهيد للوصول الى قواسم مشتركة لتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية وبحثنا مسائل مهمة اليومquot; واضاف quot; اننا نقترب رويدا رويدا من الحلول التي ستخدم مصلحة العراق والعراقيين جميعاquot; موضحا ان هذه اللقاءات ستتواصل قريبا في بغداد ولقاءات ستكون موسعة ومشتركة اكثر من هذه اللقاءات الثنائية.

واشار بارزاني الى انه ليس هناك سقف زمني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ولكن ليس هناك ايضا مجال مفتوح وقال ان هذه اللقاءات هي في سبيل تشكيل هذه الحكومة على امل ان لاتطول هذه الفترة ولكن بالتأكيد الموضوع يحتاج الى بعض الوقت كما اوضح واضاف ان العقبة الرئيسة كانت أن جميع الاطراف غير راضية في تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن الان جميع الاطراف راضية والتفاصيل باقية. واشار الى ان مطالب الاكراد تتلخص في الالتزام بالعراق الفيدرالي الديمقراطي التعددي .

ومن جانبه قال عدنان الدليمي ان المباحثات مع بارزاني كانت ناجحة لانها تهدف الى حل المشكلة العراقية بالتوافق quot;ونحن متفائلون ان تكون هناك حكومة عراقية جديرة بان تحل المشكلة العراقية وان تعيد الامن والاستقرار الى العراق وسنكمل المباحثات مع جميع الجهات المعنية في الساحة العراقيةquot;.

واشار طارق الهاشمي الى ما اسماه بالتطابق الفريد في وجهات النظر في العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك وقال ان هذه اللقاءات تمثل خطوات لكنها خطوات مهمة في الطريق الصحيح واكرر سعادتي ان النخب السياسية يبدو انها اتفقت على مبدأ اساسي يتعلق بنوعية الحكومة المقبلة. واضاف quot; اننا لدينا شغلنا الشاغل في الوقت الحاضر يتعلق بالطعون التي تقدم بها في نتائج الانتخابات التي اعلنتها المفوضية .. وهذه المسألة تحظى بالنسبة الينا بالاسبقية وما استلمناه وفهمناه من سيادة الرئيس مسعود البارزاني هو تفهم كامل لهمومنا في هذه المسألة ونحن نتطلع الى موقف ايجابي من بقية النخب السياسية كي يبدو قدرا وافرا من المرونة وسعة الصدر لدراسة هذه الهموم حتى ننهي هذا الملف وننتقل الى معالجة الملفات الاخرى التي تتعلق بالحكومة وبرنامجها السياسي وبمهام مجلس النواب القادمquot;. واكد ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق لكن بعد التحقيق في الطعون التي قدمت الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.

وعن الاعتراضات التي قدمتها الاطراف السنية ضد نتائج الانتخابات الاخيرة قال الدليمي quot;نحن قدمنا اعتراضات كثيرة وطالبنا بان تحضر لجنة دولية وتشترك فيها الجامعة العربية وقد جاءت هذه اللجنة ولدينا طلب هو ان يشترك مع هذه اللجنة ممثلون للقوائم الانتخابية التي اعترضت على نتائج الانتخابات ليكون تفتيشها وفحصها لهذه النتائج مبنيا على علم وادراك وحيادية وسننتظر هذه النتائج وعند ذلك سنقول راينا. واضاف quot;اننا لانريد اكثر من حقنا وهناك اتفاق على تشكيل حكومة عراقية متوازنة يتكون بالتوافق وبعيداً عن المحاصصة .

وعن مسألة الفيدرالية قال الدليمي quot;اننا نرفض الفيدرالية في المنطقة الوسطى والجنوبية لانها لا تقوم الا على اساس طائفي اما اقليم كردستان فنحن نقرها لان هناك موجبات تاريخية وجغرافية وعرقية وهذا ما كررنا دائما وسنكررهquot; وكان رئيس قائمة الائتلاف الشيعية الفائزة في الانتخابات الاخيرة عبد العزيز الحكيم اكد امس الاول ضرورة انشاء فيدراليات الوسط والجنوب وبغداد وفيدراليات اخرى لم يذكرها في اشارة الى فيدرالية الغرب السني على ما يبدو . وقال الدليمي ان الارهاب سيقف في العراق عندما تتشكل حكومة عراقية قوية متوازنة تشترك فيها جميع الاطراف العراقية واضاف quot;نحن متفائلون بقيام حكومة جديرة بان تحل المشكلة العراقية وان تعيد الامن والاستقرارquot; لافتا الى ان الجبهة ستتابع المباحثات quot;مع جميع الجهات المعنية لتشكيل حكومة عراقية متوازنة باعتماد التوافق وبعيدا عن المحاصصةquot;.

وردا على سؤال عن موجة الارهاب المستمرة قال quot;الارهاب سيقف عندما تتشكل حكومة عراقية قوية متوازنة تشترك فيها جميع الاطراف العراقيةquot;.

معروف ان مختلف القوى السياسية العراقية تجري حاليا اتصالات مكثفة لتشكيل حكومة موسعة تشارك فيها القوى الفائزة في الانتخابات الاخيرة ولهذا الغرض اجتمع في السليمانية الشمالية اليوم رئيس الحكومة إبراهيم الجعفري مع الرئيس العراقي جلال طالباني .

طالباني والجعفري يتحدثان عن مباحثاتهما اليوم

اكد الرئيس العراقي جلال طالباني انه لايعارض ترشيح الائتلاف العراقي الشيعي لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها إبراهيم الجعفري للاستمرار في منصبه في حين القى الجعفري بمسؤولية عدم تطبيع الاوضاع في مدينة كركوك الشمالية على مجلس المحافظة متنصلا من الانتقادات التي يوجهها له الاكراد بهذا الصدد .

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الجعفري قال طالباني اثر مباحثات اجرياها الليلة في بلدة قلاوجان في اقليم كردستان بحضور اعضاء من المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني وعدنان المفتي رئيس برلمان كردستان وعمر فتاح رئيس حكومة السليمانية وعدد من الوزراء انه بحث مع رئيس الحكومة الوضع العام في العراق وضرورة العمل المشترك من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية كبيرة وواسعة تشمل جميع مكونات الشعب العراقي وضرورة العمل الجاد ضد الارهاب اضافة الى quot;العلاقات التاريخية المديدة التي تمتد الى اكثر من ربع قرن واننا نعتز بها ونسعى لتطويرها وتوسيعهاquot; كما نقل عنه مصدر في الاتحاد الوطني .

وفي رده عن سؤال حول الرئاسة القادمة قال طالباني quot; انني اعلنت بأنه بهذه الطريقة تبقى صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور مقلصة بينما كانت في قانون ادارة الدولة واسعة وقلت انا لم اترشح بهذه الصلاحيات وهنالك آخرون ولا اطالب بتغيير الدستور واننا تعبنا عليه كثيرا وتم الاستفتاء عليه ونال موافقة الاغلبية الساحقة من قبل الشعب العراقي ولا يجب ان يبدل من اجل شخص او صلاحيات شخص او مسؤول في الدولةquot;.

وعن ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة الجديدة قال الرئيس طالباني quot; نحن نحترم قرار الائتلاف العراقي الموحد وليس لدينا اي اعتراض ضد الاخ الجعفري واذا تم ترشيحه فهذا شأن الائتلاف وان التحالف الكردستاني لم يعترض على ذلك. وحول زيارة عبد العزيز الحكيم الى اقليم كردستان ولقائه معه وفي ما اذا بحث معه موضوع ترشيح الجعفري اوضح quot; لم نبحث موضوع ترشيح الدكتور إبراهيم الجعفري لا الآن ولا مع السيد الحكيم وهذه مسألة تعود لشأن الائتلاف العراقيquot;. وفي ما يخص علاقاته مع الجعفري اكد طالباني quot;ان علاقتنا جيدة مع الدكتور الجعفري وستكون احسن في المستقبل ونتمنى ان تتطور هذه العلاقة ونحن لدينا علاقة قديمة تمتد الى ربع قرن مع الجعفري وسنعزز هذه العلاقة ونطورها في المرحلة المقبلة بشكل احسن من السابق وليس هناك اي قضية عالقة بيني وبين الجعفريquot;.

ومن جانبه قال الجعفري ان زيارته لكردستان تأتي quot;ضمن العلاقات الاخوية مع الاخوة الكرد في اقليم كردستان وتناولنا في الاجتماع الشؤون التي حصلت على الساحة العراقية خلال عام 2005 وما تحقق من نتائج باهرة سواء كان في انجاح الدستور او تشكيل الجمعية الوطنية العراقية والحكومة العراقية وما قدمته من انجازاتquot; واضاف انه جرى التأكيد على الاسس والمبادئ العامة حول تشكيل الحكومة quot;وكنا متفقين على ضرورة تحلي الحكومة المقبلة بهاquot;. واوضح quot; تحدثنا على ان تكون الحكومة المقبلة حكومة دستور لان الدستور دستور دائم والبرلمان برلمان دائم وبالتالي حكومة مدتها اربع سنوات تختلف عن حكومة مدتها بضعة اشهر, واستفدنا من الحكومة الماضية ومن ايجابياتها وما عليها من ملاحظات على كل الصعد وضرورة تحقيق حكومة وحدة وطنية وتظافر جهود الطرفين بين الائتلاف والتحالف وانهما يعملان على تضييق كل العقبات التي تقف امام الاتساع لتشكيل الحكومة القادمة حتى تخرج الحكومة بمكونات تعكس بتشكيلتها مكونات الشعب العراقي والبرلمان الجديد وجرى تقييم بعض القضايا العامة واللقاء كان ايجابيا جدا ولم ندخل في قضايا التفاصيل وقضايا المواقع والاسماء وانما تحدثنا بشكل عام عن كل شيء يهم العراق ويحفظ وحدة العراق وحكومتهquot;.

وحول اسباب عدم تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية المتعلقة بتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك والتي يلقي الاكراد المسؤولية على الجعفري بعدم تنفيذها قال quot;حان الوقت ان نتحدث عن المادة 58 لان الحديث عنها لم يأخذ صفة دفاعية وان فترة الحكومة انتهت ولا مجال للدعاية الانتخابية .. وان المادة 58 فيها 3 محاور محور ألف ومحور باء فيه 5 نقاط, ومحور جيم .. والمحور الذي يتعلق بموضوعنا كلنا تعاملنا معه وما يتعلق بمسألة لجنة الاعمار وشكلنا لجنة الاعمار فور اشارة مكتب رئاسة الجمهورية وتقبلنا المرشح لادارة هذه اللجنة ووافقنا عليه وطلب تخصيص ميزانية قدرها 200 مليون دولار وفي الوقت نفسه تم الاتفاق عليها وابلغنا وزارة المالية, ووزارة المالية وعدت بانها توفر المبلغquot; .

واتهم الجعفري ادارة كركوك بالتلكؤ في تنفيذ المادة 58 قائلا quot; ان التلكؤ حصل من داخل محافظة كركوك لاسباب متعلقة بالجانب الفني وهذه ليس منةٌ على مدينة وعلى اقليم كردستان هذا واجبنا الوطنيquot;. واضاف quot; اعتقد ان التجربة التي حصلت بين الائتلاف والتحالف تجربة للمراجعة والاستفادة وانها تجربة جيدة وناجحة ولم تتشكل الحكومة لو لم يكن هناك توافق وعمل دؤوب بين الكيانين quot;. وحول طلب لجنة التفاهم والحوار الوطني في كركوك التي تسعى الى اعادة العرب الى مواقع سكناهم الاصلية التي رحلوا منها الى كركوك قال الجعفري quot;نحيطكم علما ان اي مقابلة طلبت مني استجبت لتنفيذها ولن اتذكر اني امتنعت عن اي منهاquot;.