واشنطن: حذر البيت الأبيض الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم من مخاطر حصول quot;تصعيد خطيرquot; في الخلاف الدولي حول برنامجها النووي بعد قيام طهران باعادة فتح مركز للأبحاث النووية الحساسة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان للصحافيين أن quot;هذه الاجراءات من شانها أن تشكل تصعيدا خطيرا على مستوى المشكلة النوويةquot; الايرانية. واضاف ان quot;اي استئناف لنشاط التخصيب او التحويل سيشكل خرقا جديدا من قبل ايران لاتفاقاتها مع الاوروبيينquot;.
وردا على سؤال حول الخطوات الدبلوماسية التي ستتخذها الولايات المتحدة ازاء تحدي ايران للاسرة الدولية، قال المتحدث ان واشنطن quot;لا تزال تتشاورquot; مع الترويكا الاوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا) التي حاولت التفاوض مع ايران حول برنامجها النووي. لكنه اضاف انه في حال استمر الايرانيون في عدم احترام التزاماتهم الدولية quot;فلن يكون هناك خيار آخر سوى احالة المسالةquot; الى مجلس الامن الدولي واحتمال فرض عقوبات على ايران.
من جهته اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان العمل العسكري ضد ايران quot;ليس على جدول اعمالناquot;، وذلك ردا على قرار ايران برفع الاختام عن العديد من منشآتها للابحاث النووية. وقال سترو امام مجلس العموم quot;ان العمل العسكري ليس على جدول اعمالنا، ولا اعتقد انه على جدول اعمال اي كانquot;. وصرح امام مجلس العموم ان quot;مسألة معرفة ما اذا كنا سنقترح رسميا رفع الملف الى مجلس الامن ستكون محورية في المحادثات التي ساجريها مع نظرائي الاوروبيينquot;.
ويتوقع ان يبحث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قضية الملف الايراني مع الرئيس الاميركي جورج بوش في الايام المقبلة حسب ما اعلن المتحدث باسمه. واضاف quot;لا اعرف ما اذا كانا تحادثا في هذه المسالة في الايام الاخيرة، الا انها كانت على الدوام موضوع حوار في الاشهر الماضية، واعتقد ان الامر سيكون كذلك في الايام المقبلةوفي فيينا قال غريغوري شولت السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران اظهرت quot;استهتارها بالمخاوف ورفضا للدبلوماسية الدوليةquot; عبر رفعها الاختام عن مراكز للبحث النووي في ناتانز (وسط ايران). واضاف ان quot;ايران خطت اليوم خطوة جديدة نحو تخصيب اليورانيوم المؤدي لانتاج السلاح النوويquot;.
وقد اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في بيان ان ايران سترفع الاختام عن مركز الابحاث النووية في ناتانز في وسط البلاد اضافة الى موقعين اخرين مرتبطين به.وقال البرادعي الذي ابلغ مجلس حكام الوكالة بقرار ايران، ان quot;مفتشي الوكالة (الدولية) اكدوا ان ايران بدأت برفع اختام الوكالة عن الاجهزة والمعدات المرتبطة بالانشطة المرتبطة بالتخصيب في ناتانزquot;. واضاف quot;انطلاقا من المعلومات المتوفرة، ستنتهي عملية رفع الاختام في ناتانز وفي موقعين آخرين للتخزين والاختبارات وهما فارس تراش وفراياند تكنيك، بحلول 11 كانون الثاني(يناير)quot;.وبذلك اكد البرادعي ان ايران تنوي تخصيب اليورانيوم بواسطة اجهزة الطرد المركزي لاهداف البحث العلمي وquot;على نطاق ضيقquot; وذلك على الرغم من المعارضة الشديدة للدول الغربية التي تعتبر ذلك quot;خطا احمرquot; يهدد تجاوزه برفع الامر الى مجلس الامن الدولي.
ووفقا للبيان اعرب مدير الوكالة عن quot;قلقه العميق اثر قرار ايران (...) وقف العمل بقرار تعليق النشاطات المرتبطة بتخصيب اليورانيوم، قبل ان تتاكد الوكالة من طبيعة البرنامج النووي لايرانquot; في الوقت الذي طالب فيه مجلس الحكام بالابقاء على هذا التعليق الذي بدا في خريف 2003. ولا يشمل رفع الاختام، الذي سيصبح ساريا غدا الاربعاء، مركز ناتانز المتطور فقط ولكن ايضا موقعين اخرين quot;تابعين لهquot; رغم بعدهما عنه جغرافيا وهما فارس تراش وفراياند تكنيك. وابلغت ايران الوكالة الدولية ان الابحاث وعمليات التطوير ستجرى في ناتانز.مشيرا الى انه بعد ثلاثة اشهر من التحقيق الذي اجرته الوكالة الدولية فانها لم تتمكن من التوصل الى نتائج نهائية بشان الطبيعة السلمية للبرنامج الايراني quot;لان سلسلة من الاسئلة الهامة ما زالت مطروحة بسبب عدم وجود شفافية كافيةquot; من جانب الايرانيين. ودعا الى استئناف quot;الحوار مع جميع الاطراف المعنيةquot; في اشارة الى المباحثات بين الايرانيين والاوروبيين.
في المقابل رفعت ايران اليوم الاختام عن مراكز البحث النووي وبينها مركز تخصيب اليورانيوم في ناتانز (وسط) ما اثار موجة استياء غربية.و ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها ترغب في اعادة تشغيل اجهزة الطرد المركزية في مركز ناتانز النووي للابحاث لتخصيب اليورانيوم quot;على نطاق ضيقquot; حسب ما قال المدير العام للوكالة محمد البرادعي في بيان له. وذكر مسؤول اميركي بارز اليوم ان الولايات المتحدة تنظر quot;بقلق بالغquot; الى قيام ايران بازالة الاختام الدولية عن منشأة نووية تمهيدا لاستئناف الابحاث النووية.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الشكف عن هويته ان واشنطن تجري مشاورات مع حلفائها حول الجدل الذي تجدد حول ما يشتبه بانه برنامج ايران للاسلحة النووية. وقال quot;يوجد احتمالquot; لعقد اجتماع طارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي مقرها فيينا لمناقشة هذا التطور الا انه لم يكشف عن احتمال القيام بتحرك ضد طهران. واشار الى ان اعلان طهران بازالة الاختام عن منشأة ناتانز للابحاث باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;هو خطوة سيئة من جانبهم، وامر يدعو الى القلق الشديدquot;.
وقد اعربت روسيا اليوم عن quot;قلقهاquot; لقرار ايران استئناف نشاطات مرتبطة بتخصيب اليورانيوم ودعت طهران الى تمديد فترة تعليق هذه النشاطات الحساسة. وقالت الخارجية الروسية في بيان نشر مساء quot;ندعو ايران الى تمديد فترة تعليق النشاطات الحساسة والتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية في اطار تطبيق قرارات مجلس الحكام بشأن برنامج ايران النوويquot;. واضافت الوزارة quot;نتوقع ان تأخذ طهران على محمل الجد قلق الاسرة الدولية بعد قرارها باستئناف نشاطاتها لتخصيب اليورانيومquot;. ورفعت ايران اليوم الثلاثاء الاختام عن عدة مراكز ابحاث منها مركز تخصيب اليورانيوم في ناتانز (وسط) رغم دعوة الغربيين الى عدم تخطي هذه المرحلة.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم ان روسيا quot;قلقةquot; من اعلان ايران نيتها استئناف نشاطات مرتبطة بتخصيب اليورانيوم quot;رغم الاتفاق بينها وبين الدول الاوروبية ورغم قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحديد هذا الاتفاقquot;.ونقلت وكالات الانباء عن لافروف قوله ان روسيا quot;تبذل جهودا لضمان الالتزام بالاتفاق خلال فترة المفاوضات (بين موسكو وطهران)quot;. وذكر لافروف بان موسكو quot;تنسق جهودها مع شركائها الاوروبيين المانيا وبريطانيا وفرنساquot;.
وكان الوزير الروسي تلقى اليوم الثلاثاء اتصالا هاتفيا من نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير للتشاور حول قرار طهران.وكررت روسيا اليوم الثلاثاء اقتراحها نقل نشاطات تخصيب اليورانيوم الايراني الى الاراضي الروسية واضافت انها ما زالت تنتظر قرار طهران حول هذا المشروع. وقال لافروف ان المفاوضات الروسية الايرانية حول الموضوع ستستأنف في موسكو في شباط(فبراير).
بدوره اعرب الاتحاد الاوروبي عن quot;قلقه العميقquot; لقرار ايران استئناف انشطة البحث في مجال تخصيب اليورانيوم. وقالت الرئاسة النمساوية للاتحاد في بيان quot;رغم نداءات الاسرة الدولية تجاوزت ايران اليوم مرحلة خطيرة ومؤسفة برفع الاختام عن عدة مراكز للبحث النووي منها مركز تخصيب اليورانيوم في ناتانزquot; (وسط). واضافت الرئاسة النمساوية ان quot;تحرك الحكومة الايرانية في وقت تدرس فيه امكانية العودة الى المفاوضات ينسف بشكل مستمر ثقة الاسرة الدولية بالطابع السلمي لبرنامجها النووي ويقلق الى حد كبير المجتمع الدولي بكاملهquot;. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان اجتماعا سيعقد الخميس بين فرنسا وبريطانيا والمانيا لدرس قرار طهران.
التعليقات