ألمانيا وفرنسا: الحديث عن عقوبات quot;سابق لأوانهquot;
نجاد يؤكد أن إيران لن تتنازل عن حقها quot; قيد أنملة quot;

نجاد في مواجهة المجتمع الدولي

اندريه مهاوج من باريس: استنادا الى المواقف المعلنة في الساعات الاخيرة ،من غير المتوقع ان تشهد ازمة الملف النووي الايراني انفراجا في الايام القليلة المقبلة من دون ان يعني التشنج الحاصل حاليا بين ايران من جهة والترويكا الاوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة اخرى اقفال باب الحلول والوساطات بشكل نهائي .

صحيح ان المسؤولين الايرانيين الذين توالوا على الحديث عن هذا الملف منذ نهار الاثنين الماضي عند الاعلان عن استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم ونزع الاختام عن ثلاثة مواقع نهار الثلاثاء لم يتركوا امام وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا الذين اجتمعوا امس في بون من خيار الى الا الرد بصرامة وبلهجة تصعيدية تسير في اتجاه ما طالبت به واشنطن منذ البداية اي نقل الملف الى مجلس الامن . ولكن الجميع يعرف ان للعمل الدبلوماسي خصوصياته و ما التلويح بنقل الملف الى مجلس الامن في الوقت الراهن الا محاولة لدفع ايران لانتهاج quot; سياسة التعقل quot; والعودة الى طاولة المفاوضات بعدما ادى تصرفها بشان رفع الاختام quot; الى وقف عملية التفاوض التي تتحمل هي المسؤولية عنها quot; ، وفقا لما قاله الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان ـ باتيست ماتيي موضحا ان مواقف ايران والخطوات التي اقدمت عليها منذ نهار الثلاثاء تشير الى انها ترفض التفاوض وبالتالي فان الحوار معطل والاجتماع الذي كان مقررا في 18 من الحالي لن يعقد في هذه الحال .

وردالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم قائلاان بلاده لن تتنازل quot;قيد انملةquot; في المسألة النووية لا سيما على صعيد دورة الوقود النووي، رغم التهديدات باحالة ملفها الى مجلس الامن الدولي.

وقال الرئيس الايراني quot;يطلبون منا التخلي عن الطاقة النووية ويعدوننا بتزويدنا بالوقود النووي (..) لكنهم لا يعطوننا حتى ادوية حيويةquot;. وتساءل quot;كيف لنا ان نثق بهم وعدم انتاج الوقود النووي؟quot;. واضاف quot;بحكمة وحزم ستقاوم الحكومة وتدافع عن حق الشعب الايرانيquot;.

كما قال وزير الخارجية الايراني منو شهر متقي ان طهران سوف تنهي ما وصفه quot;بكل اجراءاتها التطوعيةquot; للتعاون بخصوص ملفها النووي اذا تمت احالتها الى مجلس الامن. وكان البرلمان الإيراني أقر قانونا يلزم الحكومة الإيرانية بوقف الزيارات شبه المفاجئة لمواقعها النووية من جانب مفتشي الأمم المتحدة في حالة تمت إحالة طهران لمجلس الأمن.

ووقف عملية التفاوض مع ايران يستدعي اتصالات عاجلة بين الاطراف المعنيين . فالاولوية هي الان للتشاور مع روسيا والصين ودول عدم الانحياز في مجلس الامن يقول الناطق الفرنسي من اجل توحيد موقف المجتمع الدولي تجاه قضية بهذه الاهمية . ففرنسا التي تبحث دائما عن الاجماع الدولي تعمل بنشاط من اجل تامين توافق عام يتيح للمجتمع الدولي التكلم بصوت واحد مع ايران لكي يكون فاعلا في مواجهة هذه الازمة .

وفي اطار هذا التشاور يضيف جان ـ باتيست ماتيي سيعقد اجتماع في بريطانيا في 16 من الحالي على مستوى الخبراء من دول الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية والصين وروسيا لعله يسهم في ازالة الاعتراض الروسي ـ الصيني على نقل الامر الى مجلس الامن في حال اظهرت التطورات انه لا بديل عن ذلك . واعلن ماتيي ان ايران تتحمل مسوؤلية فشل معالجة هذا الملف من خلال قرارهم باستئناف عمليات التخصيب ورفض تعليقها خلال المفاوضات . ولذلك يجب عليهم الا يفاجئوا باعادة الملف الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وربما بعد ذلك الى مجلس الامن . اووضح انه يتم الان الاعداد لاجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستقوم بدورها برفع تقريرها الى مجلس الامن .

ولكن نقل الملف الى مجلس الامن يعني العقوبات وايران هددت باجراءات مضادة فهل تقبل فرنسا بالعقوبات على رغم موقفها المبدئي من اعتبار العقوبات الملاذ الاخير في التعامل مع اي مسالة دولية ؟؟ يجيب ماتيي ان الامر سيكون افضل للجميع في حال تراجع الايرانيون عن موقفهم وهذا ما تامله فرنسا . الملف الايراني له وضع خاص لانه يتعلق بالسلام الدولي وبمخاطر انتشار السلاح النووي . موضحا ان لا احد ينكر على ايران حقها في الحصول على تكنولوجيا نووية لاغراض سلمية ولكن ذلك يتطلب ضمانات عملية ربما كان الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم في روسيا واحدة من هذه الضمانات ولكن ايران رفضت وتتحمل المسؤولية .

ولكن الا يشمل منع انتشار السلاح النووي دولا اخر مثل اسرائيل؟ يقول ماتيي ان منع انتشار السلاح النووي يعني الجميع ولكن الوضع الايراني خاص لانه يستوجب العمل بسرعة لضمان عدم حصول ايران على هذا السلاح كما ان مسالة انتشار السلاح النووي تخضع لاتفاقات ومعاهدات دولية وقعت عليها ايران ولكنها لم تحترمها .

وبين هذه التفسيرات والواقع العملي في الشرق الاوسط ينتقد البعض موقف المجتمع الدولي الذي يتعامل مع امر بهذه الخطورة وفقا لمعيارين مختلفين في حين تبدو المواجهة مع ايران تسير نحو مرحلة جديدة من التصعيد ستكون لها اثارها في الاضواع الاقليمية بدءا من العراق ولبنان .

برلين: الحديث عن عقوبات quot;سابق لاوانهquot;
أما المانيا فاعلنت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن ياغر انها تعتبر ان الحديث عن عقوبات على ايران بسبب نشاطاتها في مجال البحث النووي quot;سابق لاوانهquot; . وردا على سؤال طرحه صحافي حول امكان فرض عقوبات اقتصادية او اتخاذ اي قرار ضد ايران، قال ياغر quot;نعتبر ان الحديث عن ذلك في الوقت الحاضر سابق لاوانه، علينا ان نتفق اولا مع شركائناquot;.

واوضح ان قرارا بهذا المعنى لا يتخذ الا بعد محادثات في فيينا داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم في الامم المتحدة.

وقررت الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا) الخميس وقف مفاوضاتها مع ايران مشددة على ان quot;الوقت حان لاشراك مجلس الامن لتعزيز سلطة قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.