نهى احمد من سان خوسيه: فازت في الامس في تشيلي مرشحة اليسار المعتدل ميشيل باتشيليت برئاسة الجمهورية، وهذا الحدث له اهمية كبرى ، فعدا عن انها اول امرأة تحكم بلدا في اميركا اللاتينية لكن يمكن القول بانها السياسية الاولى ذات التوجه اليساري التي تفوز باعلى المناصب ، في وقت شهدت فيه بلدان اميركا الجنوبية في التسعينات من القرن الماضي حكاما لم يسلكوا فقط سياسية يمينية بل ومتطرفة الى دكتاتورية مثل اوغوستوا بينوشيت الذي سوف يقف امام المحكمة.

ففي بوليفيا فاز قبل فترة وجيزة احد سكان البلد الاصليين الهنود وهو ايفو موراليس ، وفي فنزويلا يقلق هوغو تشافيس الذي له اصول تعود الى الهنود الحمر ايضا الولايات المتحدة، ولم يتردد مرة عن مهاجمتها وقال في اخر لقاء جماهيري لهquot; اراهن على دولار من منا ، سيبقى بوش في البيت الابيض ام انا في فنزيلا ؟quot;.
وتدل خارطة اميركا اللاتينية على ووجود تيار جديد سوف يقلق راحة الادارة الاميركية، فعندما فاز موراليس اتصل باقرب السياسيين له وهو الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي اعتبر فوز صديقه دعما للمعسكر الاشتراكي ويعتقد ان الاشتراكي لم تمت ولن تموت.

ويقف بين موراليس وكاسترو الرئيس البرازيلي سيلفا دي لولا الذي يميل الى الابتعاد عن الرأسمالية بمفهومها التقليدي، بل يفضل الانفتاح والتعاطي مع موراليس وتشافيس اكثر من رؤساء الجمهوريات الاخرى في اميركا اللاتينية.

لكن مازال الوضع غير واضح بالنسبة للرئيسة التشيلية الجديدة، فمع انها تخلت عن مجتمعها المخملي كطبيبة اطفال في فترة من الفترات لتعالج مشاكل الناس، لكنها محكومة بالحزب الذي رشحها وله ميول اشتراكية راسمالية وعلاقة مع الحزب الديمقراطي المسيحي الليبرالي التشيلي.

ويقول محلل للاوضاع في اميركا اللاتينية ان سبب توجه الناخبين الى انتخاب اليسار كما حصل في بوليفيا والان في تشيلي يعود الى رغبة نسبة كبيرة من المواطنين في تسوية الظلم الاجتماعي وتحسين اوضاعها الاقتصادية بعد نشوء طبقة من الاغنياء لا تظهر بشكل واضح لكن تتمثل بنفوذها الخفي في السلطة. وهم لا يستبعدون ان يكمل اليسار مشواره الى المكسيك ويفوز ايضا في الانتخابات الرئاسية القادمة في نهاية العام الحالي.