غزة: يرى محللون فلسطينيون أن المواقف والتصريحات الأميركية والاسرائيلية المعارضة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) تسهم في الدعاية الانتخابية للحركة التي تخوض الانتخابات التشريعية لأول مرة وتفيد استطلاعات الرأي بتنامي شعبيتها. ويقول المحلل السياسي طلال عوكل ان الحكومة الاسرائيلية عندما وافقت الاحد على مشاركة فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة في الانتخابات ومنعت حماس من خوض حملتها فيها quot;اسهمت ببساطة في الدعاية لحركة حماس في القدس واماكن اخرى في الضفة الغربيةquot;.
ويضيف quot;كل ما يصدر عن الجانبين الاسرائيلي والاميركي ضد حماس يرتد ايجابا على الحركة بين الجمهور الفلسطينيquot;. ويتابع ان quot;الجمهور الفلسطيني لديه موقف معاد للسياسة الاسرائيلية والاميركية ويرفض الاملاءات الخارجية، ولذلك فاي تركيز ضد حماس عبر وصفها بالارهاب والدعوة لمنعها من المشاركة في الانتخابات او الحكومة المقبلة، يعطي تزكية لحماس اكثر مما يؤثر عليها سلباquot;.
وتكررت التصريحات الاميركية التي تدعو الناخبين الفلسطينيين الى عدم التصويت لصالح حماس في الانتخابات المقررة في 25 كانون الثاني(يناير) ورفض التعامل مع حكومة فلسطينية مقبلة تشارك فيها هذه الحركة التي تعارض اتفاقات السلام وتعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية وترفض التعامل معها.
وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الفلسطينيين اليوم من ان اشراك لحماس في اية حكومة جديدة قد يؤثر على المساعي التي تدعمها واشنطن لاقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويتابع عوكل quot;الاسرائيليون والاميركيون لديهم قراءة خاطئة للوضع، لسايكولوجية المجتمع الفلسطيني، لاني لا اعتقد انهم يعون ذلك، والا لكان ذلك معناه انهم يريدون خدمة حماس التي يحاربونها علناquot;.
ولكن الباحث اشرف العجرمي، مدير الشؤون الاسرائيلية في وزارة الاعلام الفلسطينية، يعتبر ان quot;الاسرائيليين يدركون هذا لا بل انهم معنيون به. السياسة الاسرائيلية اسهمت على مدى السنوات الماضية في تقوية حماس على حساب السلطة الفلسطينية عبر اضعافها وضرب مؤسساتها ومقار الشرطة من خلال الاجتياحات والاغتيالات وافشال الخطط الامنية وتخريب التهدئة، كل هذا كان يضعف السلطة ويعزز حماس التي كانت تبدو كجهة تدافع عن الشعب الفلسطينيquot;.
ويضيف ان quot;اسرائيل عملت بصورة منهجية على الدفع باتجاه التطرف في المجتمع الفلسطيني عبر وقف المفاوضات واتخاذ خطوات احادية الجانب لفرض الامر الواقع كالتوسع الاستيطاني والجدار، فهم ليسوا بحاجة الى براغماتيين ولا الى مفاوضين ولا الى عملية ديموقراطية وبرلمان جديد يقدم الفلسطينيين بصورة جيدة وانما الى الفوضى والعنف والارهاب وهذا يريحهم من التفاوض على قضايا جوهرية كالاستيطان والقدس، فاما ان يقبل الفلسطينيون او يضربوا راسهم بالحائطquot;. ويضيف لذلك quot;كانت السياسة الاسرائيلية معنية بابراز حماس لتفوز بمقاعد كثيرة في البرلمان، فتحصل اسرائيل على ذريعة عدم وجود شريك فلسطينيquot;.
وفي السياق نفسه، يقول العجرمي quot;اصرت اسرائيل بعد التهدئة (التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية في ربيع 2005) على مواصلة الاغتيالات وعملت على استفزاز حماس عبر اغتيال عدد من كوادرها، لكن الحركة لم ترد وهي لم تتبن اطلاق صواريخ منذ فترة طويلة ولم تنفذ عمليات انتحارية، لان لها مصلحة في عدم الرد لضمان تنظيم الانتخابات التشريعيةquot;. ويختلف المحلل ناصر ابو الوفا في رؤيته لاثار التشدد الاسرائيلي والاميركي من حماس بقوله انه quot;يساهم نسبيا في الدعاية لحماس لكن في اطار استفادة حماس من المزايدة الداخلية في اسرائيل، لكنه ليس عاملا رئيسيا ولا اساسيا في حسابات حماس ولا عاملا مغذيا ولا دافعا لقوة حماس الانتخابيةquot;.
ويضيف ان الحركة التي رفضت المشاركة في الانتخابات سنة 1996، quot;شهدت تحولا هائلا خلال السنوات العشر الماضية لتصبح حركة قائدة تسعى الى الحصول على الشرعية السياسية، فلسطينيا ودوليا، وباتت الانتخابات تشكل اهم محطة بالنسبة لهاquot;.ويعتبر ابو الوفا في المقابل ان quot;وصول حماس الى السلطة قد لا يكون خارجا عن الحسابات الاميركيةquot;، حيث ان quot;الادارة الاميركية عملت في السنوات الاخيرة على استقطاب الاسلام السياسي المعتدل وتطبيع الجيوب المتطرفة ومنها حماس، وهي من مصلحتها وصول اسلام وسطي الى الحكم بدل التطرفquot;. ولكنه يتوقع اختلاف خطاب التعامل مع حماس بعد دخولها البرلمان. ويقول quot;ماذا تقول لتنظيم انتخبه جمهوره؟ لا يمكن ان تصفه بالتنظيم الارهابي، يمكن مقاطعته سياسيا وحصاره سياسيا ولكن لا يمكن وصفه بانه غير غير شرعي او ارهابيquot;.
التعليقات