ملف الأمن وأزمة الثقة مازالت قائمة بين البلدين
مسؤول إيراني يلتقي رئيس البرلمان المصري


نبيل شرف الدين من القاهرة: في اتصال سياسي نادر من نوعه، التقى يوم الأربعاء فتحي سرور رئيس مجلس الشعب (البرلمان) المصري، سيف الموسوي مساعد رئيس الجمهورية الإيراني للشؤون البرلمانية والقانونية، وهي الزيارة التي تأتي في وقت طرح فيه على نحو مفاجئ وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط الملف النووي الإيراني، في وقت تزامن مع زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي لمصر أمس، وحدد أبو الغيط موقف بلاده حيال المسألة النووية الإيرانية قائلاً إن quot;مصر لن تقبل بظهور قوة نووية جديدة في المنطقةquot;، غير أنه استدرك مؤكداً أحقية كافة الدول في الانتفاع من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية .

وتشارك مصر في الاجتماع الاستثنائي لمجلس محافظي الوكالة الطاقة الذرية الذي لم يتحدد موعده بعد، كما لم تحدد مصر موقفها من التصويت قائلة على لسان وزير خارجيتها إنه quot;من السابق لأوانه التكهن بنتائج هذا الاجتماع دون تقييم للجهود الدبلوماسية السابقة لعقده أو المتزامنة معه، في إطار المجموعات الجغرافية وصياغات القرار الذي سيطرح للتصويت، والذي سيتقرر على ضوئه الموقف النهائي لكافة الدول الأعضاء البالغ عددهم 35 في مجلس محافظي الوكالة، ومن بينهم مصرquot; .

مصر ونووي إيران
وقال مصدر برلماني مصري إن رئيس الوفد الإيراني حمل دعوة من غلام علي حداد رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى سرور لحضور مؤتمر لمناصرة القضية الفلسطينية يعقد في إيران بعد ثلاثة شهور، غير أن المصدر لم يشأ يتطرق لما إذا كان رئيس البرلمان المصري قد لبى الدعوة ويعتزم التوجه إلى إيران أم لا .

ومضى المصدر قائلاً إن الموسوي شرح موقف طهران حيال الأزمة الراهنة الخاصة بالمسألة النووية فى الأغراض السلمية فقط على حد تعبيره .

وتقول القاهرة إنها تتعامل مع الملف النووي الإيراني من منظور فني وقانوني، وبما يتطلب الاخذ بما يطرحه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تقييم باعتبار أن الوكالة هي الجهة الفنية المنوط بها التأكد من مدي التزام الدول بتعهداتها بموجب اتفاق الضمانات الموقع بين إيران والوكالة الدولية .

وظلت العلاقات بين ايران ومصر خلال الخمسين عاما الماضية متوترة غالباً، لا سيما منذ قيام شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي بطلاق الاميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت هناك خصومة كاملة بين البلدين بسبب قيام علاقات دبلوماسية بين إيران وإسرائيل، وكانت الفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة في ايران حيث كانت هناك علاقة حميمة تربط شاه ايران بالرئيس المصري الراحل انور السادات وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت الى القطيعة الكاملة، في العام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونشطت بين الحين والآخر مساع لتحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، غير ان هذه المحاولات اصطدمت في أغلب الأحيان بمناخ عدم الثقة السائد بين العاصمتين، وصراع التيارات وتباين وجهات النظر حول جملة من القضايا أبرزها المسائل الأمنية وتراجع رصيد الثقة بين الجانبين .