أسامة مهدي من لندن : اتفق رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ومرشح الرئاسة الاميركي السابق السناتور جون كيري على ابعاد الوزارات الحساسة وخاصة الدفاع والداخلية والمالية في الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها قريبا عن الصراعات الطائفية وان يتولاها اشخاص متخصصون يعملون لاجل وحدة الشعب العراقي بينما قال الجعفري ان علاقات العراق مع سورية تحولت من وضع الازمة الى حال الجمود مطالبا اياها بعمل جدي لوقف تسلل المخربين عبر اراضيها الى بلاده في حين كشف في بغداد النقاب عن ان لجنة التحقيق الدولية في نتائج الانتخابات الاخيرة ستلغي مقاعد لثلاثة قوى سياسية عراقية شاركت فيها لكنها اجلت اعلان تقريرها النهائي الى موعد لاحق لم تحدده .

وفي مؤتمر صحافي مع الجعفري اثر مباحثات سياسية في بغداد اليوم قال كيري الذي يقوم حاليا بزيارة للعراق هى الثانية له بعد زيارته الأولى نهاية عام 2003 ان السلطات العراقية تكافح في ظل ظروف صعبة لمواجهة التحديات برغم انها نجحت في تنظيم ثلاث انتخابات عامة في البلاد خلال عام واحد مشيرا الى ان هناك طريق طويق امام العراقيين لانجازه على طريق بناء بلدهم سياسيا وخدميا . وقال انه اجرى مباحثات صريحة مع الجعفري بشان المستقبل العراقي مشيرا الى انه اتفق مع رؤيته على تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة لجميع الاطراف السياسية كما ايده في ضرورة ان تكون الوزارات المهمة وخاصة الداخلية والدفاع والمالية بعهدة اشخاص مهنيين يعملون من اجل توحيد العراقيين بعيدا عن الانقسامات الطائفية .
واكد كيري ضرورة ان تشهد الاشهر الثلاثة المقبلة عملية تحولات كبيرة على طريق انسحاب القوات الاميركية من العراق لكنه استدرك ان هذا لايعني انسحاب الولايات المتحدة منه والتي ستبقى تساعده في الاعمار وتحقيق الديمقراطية . واشار الى انه عقد لقاءات سياسية مثمرة وصريحة مع قادة مختلف القوى السياسية .
ومن جهته اشار الجعفري الى انه سيعمل على ان يتولى اشخاص متخصصون من التكنوقراط يعملون من اجل كل العراق وزارات الدفاع والداخلية والاقتصاد. وقال انه يؤمن يتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الاخذ بالاستحقاق الانتخابي معبرا عن اعتقاده بانه لا خلاف حول تلازم الاثنين لكنه اشار الى انه لايمكن الغاء هذا الاستحقاق لان ذلك معناه افراغ العملية الديمقراطية من مضمونها . واوضح ان تاخير اعلان نتائج الانتخابات يؤثر على الحوارات الجارية لتشكيل الحكومة لانه يؤخرها مشددا على ضرورة الاستفادة من شخصيات عراقية لم تفز في الانتخابات الاخيرة وقال ان الحكومة والشعب قد يحتاجان لكفاءاتهم من دون ذكر لاسمائهم .
وعن المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة اكد الجعفري انه لايطلب ترشيحه لهذا المنصب لكنه لن يرفض ذلك quot;اذا كانت هذه رغبة الشعب العراقيquot; واوضح ان باب الترشيح للمنصب مفتوح لكل من يريد ان يترشح له مشيرا الى ان الحديث عن تشكيل الحكومة حاليا سابق لاوانه نظرا لعدم ظهور النتائج النهائية الرسمية للانتخابات معربا عن امله في ان لاتطول فترة تشكيلها .
وحول رفض الائتلاف العراقي عقد مؤتمر الوفاق الوطني الذي تشرف عليه الجامعة العربية قبل تشكيل الحكومة اوضح الجعفري ان ذلك ياتي لتجنب القول ان المؤتمر شكل ضغطا على تشكيلة الحكومة الجديدة لكنه اكد دعم ومساندة جهود انعقاده . ونفى ان تكون عملية احتجاز ايران لبحارة عراقيين تستهدف مبادلتهم بمعتقلين ايرانيين في العراق وقال ان الحكومة تعمل من اجل اطلاق جميع المعتقلين العراقيين والاجانب الذين لاتثبت ادانتهم .
واشار الجعفري الى تحسن علاقات العراق مع جميع الدول المجاورة لع عدا سورية التي قال ان العلاقات معها تحولت الان من حالة الازمة الى الجمود . وقال ان هناك اشارات حسنة تصل من الجانب السوري وان العراق يتفاعل معها وله مطالب من هذا البلد الشقيق تتركز على حفظ الحدود المشتركة ومنع تسلل المخربين عبرها الى العراق اضافات الى استحقاقات مالية يتمسك بها العراق وعلى سورية الايفاء باعادتها اليه في اشارة الى اموال عراقية تقدر بنصف مليار دولار كان النظام العراقي السابق اودعها في البنوك السورية .

وفي وقت سابق اليوم اكد السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد ان بلاده لن تتدخل في اختيار وزيرين لوزارتي الداخلية والدفاع اللتين تتنازع عليهما القوى السياسية في التشكيلة الحكومية الجديدة التي دعا لان تكون حكومة وحدة وطنية . وايد السفير مطالب القوى السياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية مشددا على ضرورة ان تبنى هذه الحكومة على اساس الحوار والمناقشة بين الفرقاء السياسيين وتصبّ في مصلحة العراق. واضاف ان حكومته لن تتدخل بالمناصب الوزارية للحكومة مشيراً إلى منصبي وزارتي الداخلية والدفاع مؤكداً ان من يشغل هذين المنصبين لابد ان يحظى بثقة العراقيين جميعا وهكذا الحال بالنسبة لمنصب رئاسة الجمهورية الذي تقترب اغلب القوى السياسية في تولي الزعيم الكردي جلال طالباني له والذي وصفه السفير بالصديق العزيز لكنه استدرك قائلا quot; غير ان من يصوت اليه هم العراقيون وحدهمquot; .
ووصف خليلزاد المرحلة الانتقالية التي يمر بها العراق بالصعبة وقال ان العراق بحاجة إلى نظام سياسي واقتصادي وامني يسمح له بالنهوض من جديد مشيراً إلى ان الولايات المتحدة ستدعم الحكومة المقبلة مثلما قدمت الدعم للحكومات السابقة فضلاً عن انها ستواصل دعم القوات العراقية من حيث التدريب والمعدات مؤكداً بان الولايات المتحدة تشترك مع الحكومة العراقية بهدف بناء عراق ديمقراطي وقال ان نجاح العراق يعني نجاح الولايات المتحدة وان مستقبل العراق له الاثر البالغ على المنطقة والعالم .
وتأتي تصريحات الجعفري وكيري في وقت ينتظر فيه العراقيون اعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية التي جرت منتصف الشهر الحالي والتي ستتشكل الحكومة الجديدة وفق استحقاقاتها التمثيلية وسط جدل واسع بين الفرقاء السياسيين حول خروقات وعمليات تزوير تقول قوى سياسية انها قد شهدتها .
ومعروف ان القوى السياسية الشيعية والسنية الفائزة في الانتخابات تتنازع من اجل الحصول على منصبي وزارتي الداخلية والدفاع نظرا لاهميتهما في الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد وتوازن القوى فيها .

وقال المصدر ان التقرير يؤكد وقوع انتهاكات تتمثل بالتصويت الجماعي في بغداد خاصة في مناطق البوعيثة والدورة والتصويت اكثر من مرة ووقوع حالات تزوير في دوائر عديدة .. لكن اعضاء في البعثة الدولية امتنعوا عن اعطاء تفاصيل واكتفى مدير عملياتها مازن شعيب بالقول ان التقرير اوشك على الانجاز ليعلن الخميس الا ان عضوا اخر رفض ذكر اسمه اكد ان الاعلان سيكون عصر الجمعة. ويعني سحب سبعة مقاعد دعم قوائم اخرى ويغير بشكل او باخر خارطة التكتلات التي تجرى وراء الكواليس لتشكيل الحكومة فيما يرى متابعون ان الائتلاف لن يتضرر كثيرا باعتبار ان لديه حوالي 130 مقعدا بحسب النتائج الاولية وانه اذا ما نقص منه مقعدان او ثلاثة فأنه سيظل متحكما بمصير الحكومة المقبلة وان النتيجة التي وصل اليها تقرير البعثة الدولية لا يناسب الضجة التي اثيرت ضد النتائج الاولية التي قال سياسيون من القوائم المعارضة انهم يدعمون اعتراضاتهم بالادلة والوثائق التي بوسعها ان تغير الارقام المعلنة بشكل كبير.

ومن جهته قال مصدر مطلع في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فى العراق اليوم إن المفوضية ستعلن النتائج النهائية للانتخابات غير المصدق عليها غدا الجمعة فيما أعلن الفريق الدولى الذى يحقق فى الطعون المقدمة حول النتائج الأولية لهذه الانتخابات تأجيل الإعلان عن تقريره اليوم الى موعد لاحق لم يحدده بعد.
وأوضح المصدر أن الفريق الدولي أبلغ المفوضية أنه أجل إعلان تقريره اليوم ولم يحدد أي يوم سيعلنه وأضاف أن المفوضية إرتأت إعلان ما يخصها وترك الفريق الدولي يعلن تقريره متى يشاء.
كما كان فريق من الخبراء الدوليين قد وصل العراق بداية الشهر الحالي للنظر بالطعون التي قدمتها الكيانات السيايسة وبطلب منها وأعلن هذا الفريق فى وقت سابق أن سيعلن تقريره حول نتيجة البحث فى الطعون اليوم الخميس.
واعطت النتائج الاولية للانتخابات الائتلاف 130 مقعداً والتحالف 52 مقعدا والتوافق 42 والعراقية 25 والحوار 15 مقعدا .ويتعين على كتلة برلمانية مؤلفة من 184 مقعدا ان تصوت على رئيس الجمهورية وترشح رئيس الوزراء من خلال 138 صوتا.