الدوحة، واشنطن، دبي: قال خبراء في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) ان التسجيل الصوتي الذي بثته قناة الجزيرة والذي يهدد بشن اعتداءات جديدة على الولايات المتحدة يعود فعلا الى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وقال مسؤول في سي اي ايه طلب عدم ذكر اسمه ان quot;التحاليل التقنية التي اجريت على الشريط تدفعهم الى الاعتقاد بانه يعود الى اسامة بن لادنquot;.
وكانتقناة الجزيرة الفضائية القطرية بثت مساء اليوم شريطا صوتيا جديدا منسوبا إلى زعيم القاعدة اسامة بن لادنقال فيه ان هناك عمليات quot;تحت الاعدادquot; في الولايات المتحدة الاميركية. واضاف quot;ان تأخر حصول تفجيرات مماثلة (للتي حدثت في بعض العواصم الاوروبية) في اميركا لم يكن بسبب تعذر اختراق الاجراءات الامنية فالعمليات تحت الاعداد وسترونها في عقر داركمquot;.وكان اخر ظهور لاسامة بن لادن في كانون الاول(ديسمبر) 2004.
وحذر أسامة بن لادن في شريط صوتي منسوب إليه يوم الخميس من ان تنظيم القاعدة يعد لشن هجمات جديدة داخل الولايات المتحدة لكنه قال ان القاعدة مستعدة لهدنة مشروطة مع الاميركيين.
في وقت اعلن مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) اليوم الخميس ان الشريط الصوتي الذي بثته قناة الجزيرة ونسب الى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، هو بالفعل له. واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، quot;على اثر تحليل تقني للشريطquot; المنسوب الى بن لادن، quot;والذي بثته اليوم قناة الجزيرة، تعتبر وكالة الاستخبارات المركزية ان الصوت هو صوت بن لادنquot;.
ادارة بوش quot;ستبقى متيقظةquot;
واكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني يوم الخميس ان ادارة بوش quot;ستبقى متيقظةquot; في مواجهة تنظيم القاعدة الذي يظل تهديدا quot;خطراquot; حتى لو انه quot;بدأ يضعفquot;. وقال نائب الرئيس في quot;مانهاتن انستيتيوتquot; في نيويورك ان quot;هذه الادارة ستبقى متيقظةquot;، ولم يشر مباشرة في خطابه الى بث التسجيل الجديد المنسوب الى اسامة بن لادن.واضاف تشيني في خطابه المخصص لتسويغ وسائل مكافحة الارهاب التي اعتمدت منذ اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) 2001 والتي تثير مزيدا من الاعتراضات اليوم، ان quot;العدو الذي وجه ضربة في 11 ايلول(سبتمبر) قد بدأ يضعف وينقسم، لكنه ما زال يشكل خطراquot;.
واوضح أن quot;لا احد يستطيع ان يضمن اننا لن نتعرض لضربة جديدةquot;. وقال quot;لكن ليس من قبيل الصدفة اننا لم نتلق ضربة منذ اكثر من اربع سنواتquot;، مدافعا عن وسائل مكافحة الارهاب كتعزيز سلطات قوى الامن او التنصت من دون تفويض من القضاء.
وفي الشريط الذي بثته اليوم قناة الجزيرة الفضائية، هدد بن لادن الولايات المتحدة باعتداءات جديدة، مؤكدا ان عمليات quot;قيد الاعدادquot; على اراضيها، لكنه عرض quot;هدنة طويلة الامدquot; على الشعب الاميركي. وهذه اول رسالة لبن لادن منذ كانون الاول(ديسمبر) 2004، وادت فترة الصمت الطويلة هذه الى كثير من التساؤلات حول مصيره. وامتنع البيت الابيض عن الادلاء بأي تعليق على الفور. واكتفى مسؤول اميركي بالقول ان من غير المعروف هل الصوت في التسجيل هو صوت بن لادن وهل الشريط جديد ام لا.
البيت الابيض يرفض الهدنة التي عرضها بن لادن
من جهة اخرى رفض البيت الابيض عرض الهدنة مع الولايات المتحدة الذي نسب الى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اليوم وقال ان الولايات المتحدة quot;لا تتفاوض مع ارهابيينquot;. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ردا على سؤال حول الشريط الاخير لبن لادن quot;نحن لا نتفاوض مع ارهابيين (...) علينا الا نتوقف حتى هزيمتهمquot;. واضاف المتحدث الاميركي quot;ان اجهزة الاستخبارات تواصل العمل على تحليل الشريط للتأكد من صحتهquot; مضيفا انه في حال تضمن معلومات مفيدة فسنبني على الشيء مقتضاه.
وفي ما يلي النص الحرفي للتسجيل الصوتي لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي بثت قناة الجزيرة الفضائية القطرية مقاطع منه مساء اليوم الخميس ونشرته كاملا على موقعها على شبكة الانترنت وتوجه فيه الى الشعب الاميركي :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى
رسالتي هذه إليكم عن الحرب في العراق وأفغانستان وكيف السبيل إلى إنهائها ولم أكن أنوي أن أحدثكم بهذا الخصوص لأن هذا الأمر محسوم عندنا ولا يفل الحديد إلا الحديد وأحوالنا بفضل الله من حسن إلى أحسن وأحوالكم على العكس من ذلك.
ولكن استنهض همتي للحديث عن مغالطات رئيسكم بوش المتكررة في تعليقه على نتائج استطلاعات الرأي عندكم والتي أفادت أن الغالبية العظمى منكم يرغبون في سحب القوات الأميركية من العراق، ولكنه اعترض على هذه الرغبة وقال إن سحب القوات يعطي رسالة خاطئة للخصوم وإنه من الأفضل أن نقاتلهم على أرضهم خيرا من أن يقاتلونا على أرضنا. وبين يدي الرد على هذه المغالطات أقول إن الحرب في العراق مستعرة بلا هوادة والعمليات في أفغانستان في تصاعد مستمر لصالحنا والحمد لله، وأرقام البنتاغون تشير إلى تصاعد عدد قتلاكم وجرحاكم فضلا عن الخسائر المادية الهائلة.
ناهيك عن انهيار معنويات الجنود هناك وارتفاع نسبة الانتحار بينهم فلكم أن تتصوروا حالة الانهيار النفسي الذي يصيب الجندي وهو يلملم أشلاء رفقائه بعد أن وطئوا الألغام فمزقتهم، وعقب هذا الموقف يصبح الجندي بين نارين إن رفض الخروج في الدوريات من ثكنته العسكرية لحقته عقوبات جزار فيتنام الصارمة، وإن خرج أكله غول الألغام فهو بين أمرين أحلاهما مر مما يجعله يقع تحت ضغط نفسي. خوف وذل وقهر وشعبه غافل عنه فلا يجد أمامه حلا إلا أن ينتحر وهذا الذي تسمعون عنه وعن انتحاره رسالة قوية لكم كتبها بروحه ودمه والحسرة والألم يعتصرانه كي تنقذوا ما يمكن إنقاذه من هذا الجحيم إلا أن الحل بأيديكم إن كان يهمكم أمرهم .
أما أخبار إخواننا المجاهدين فهي مختلفة عما ينشره البنتاغون إذ تشير إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام لا يتجاوز الحقيقة، وما هو واقع على الأرض ومما يعمق الشكوك في معلومات إدارة البيت الأبيض استهدافها لوسائل الإعلام التي تنقل بعض الحقائق من الواقع، ولقد ظهر مؤخرا بالوثائق أن جزار الحرية في العالم كان قد عزم على قصف المكاتب الرئيسة لفضائية الجزيرة في دولة قطر بعد أن قصف مقرها في كابل وبغداد وهي على علاتها صنيعة صنائعكم هناك.
ومن جهة أخرى فإن الجهاد مستمر ولله الفضل والمنة رغم جميع الإجراءات القمعية التي يتخذها الجيش الأميركي وعملاؤه إلى درجة لم يعد هناك فرق يذكر بين هذا الإجرام وإجرام صدام فقد وصل الإجرام إلى اغتصاب النساء وأسرهن كرهائن بدل أزواجهن ولاحول ولاقوة إلا بالله. وأما تعذيب الرجال فقد وصل إلى استخدام الأحماض الكيميائية الحارقة واستخدام الثاقب الكهربائي في مفاصلهم وإذا يئسوا منهم وضعوه أحيانا على رؤوسهم حتى الموت، واقرأوا إن شئتم التقارير الإنسانية التي تتحدث عن الفظائع في سجن أبوغريب وغوانتانامو وباغرام.
فأقول رغم جميع الأساليب الوحشية فإنها لم تكسر من حدة المقاومة. والمجاهدون بفضل الله في ازدياد وقوة بل إن التقارير تشير إلى الهزيمة والفشل الذريع لمشروع الرباعي المشؤوم بوش وتشيني ورامسفيلد وولفويتز، وإعلان هذه الهزيمة والعمل على إخراجها إنما هو مسألة وقت ترتبط إلى حد ما بوعي الشعب الأميركي بحجم هذه المأساة، وإن العقلاء يعلمون أن بوش لا يملك خطة لتحقيق نصره المزعوم في العراق.
ولو قارنتم عدد القتلى القليل يوم أن أعلن بوش ذلك الإعلان الاستعراضي الزائف السخيف من فوق حاملة الطائرات عن انتهاء العمليات الكبرى مع عشرات الأضعاف من عدد القتلى والجرحى الذين قتلوا في العمليات الصغرى لعلمتم حقيقة ما أقول وإن بوش وإدارته لا يملكون الرغبة ولا الإرادة للخروج من العراق لأسبابهم الخاصة المشبوهة. وعودا على ذي بدء أقول إن نتيجة الاستطلاع ترضي العقلاء وإن اعتراض بوش عليها مغلوط والواقع يشهد أن الحرب ضد أميركا وحلفائها لم تبق محصورة في العراق كما يزعم، بل أصبحت العراق نقطة جذب وتجديد للطاقات المؤهلة، ومن جهة أخرى استطاع المجاهدون بفضل الله أن يخترقوا جميع الإجراءات الأمنية التي تتخذها دول التحالف الظالمة مرة بعد أخرى والدليل على ذلك ما رأيتم من تفجيرات في أهم عواصم الدول الأوروبية في هذا التحالف العدواني، وأما تأخر وقوع عمليات مشابهة في أميركا لم يكن بسبب تعذر اختراق إجراءاتكم الأمنية فالعمليات تحت الإعداد وسترونها في عقر داركم حال الانتهاء منها بإذن الله.
وبناء على ما تقدم يظهر بطلان مقولة بوش ولكن القول الذي تهرب منه ، وهو جوهر نتائج استطلاعات الرأي بسحب الجنود، هو أنه من الأفضل أن لا نقاتل المسلمين على أرضهم ولا يقاتلونا على أرضنا ولا مانع لدينا من إجابتكم إلى هدنة طويلة الأمد بشروط عادلة نفي بها فنحن أمة حرم الله علينا الغدر والكذب، لينعم في هذه الهدنة الطرفان بالأمن والاستقرار ولنبني العراق وأفغانستان اللذين دمرتهما الحرب ولا عيب في الحل لولا أنه يحول دون انسياب مئات المليارات إلى أصحاب النفوذ وتجار الحروب في أميركا، الذين دعموا حملة بوش الانتخابية بمليارات الدولارات.
ومن هنا نستطيع أن نفهم إصرار بوش وعصابته على استمرار الحرب. فإن صدقتم في إرادتكم للأمن والصلح فها قد أجبناكم وإن أبى بوش إلا مواصلة الكذب والبغي فمن المفيد أن تقرأوا كتاب الدولة المارقة الذي جاء في مقدمته : لو كنت رئيسا سأوقف العمليات ضد الولايات المتحدة. أولا سأقدم اعتذاري لكل الأرامل واليتامي والأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب، وبعد ذلك سأعلن أن التدخل الأميركي في دول العالم قد انتهى وبشكل نهائي.
وختاما أقول لكم إن الحرب إما لنا وإما لكم فإن كانت الأولى فهي خسارتكم وخزيكم أبد الدهر وفي هذا الاتجاه بفضل الله تجري الريح، وإن كانت الأخرى فاقرأوا التاريخ فإننا قوم لا ننام على الضيم، ونطلب الثأر مدى العمر ولن تذهب الأيام والليالي حتى نثأر كيوم الحادي عشر من سبتمبر بإذن الله، ويظل ذهنكم مكدودا وعيشكم منكودا ويصير الأمر إلى ما تكرهون، وأما نحن فليس عندنا ما نخسره والسابح في البحر لا يخشى المطر، فقد احتللتم أرضنا واعتديتم على أعراضنا وكرامتنا وسفكتم دماءنا ونهبتم أموالنا وهدمتم دورنا وشردتمونا وعثتم بأمننا وسنعاملكم بالمثل.
لقد حاولتم أن تمنعونا الحياة الكريمة ولكن لن تستطيعوا أن تمنعونا من الموت الكريم، فالقعود عن الجهاد المتعين في ديننا إثم مخوف، وخير القتل عندنا ما كان تحت ظلال السيوف ولا تغرنكم قوتكم وأسلحتكم الحديثة فهي تكسب بعض المعارك ولكنها تخسر الحرب. والصبر والثبات خير منها والعبرة بالخواتيم ولقد صبرنا في قتال الاتحاد السوفياتي بأسلحة بسيطة عشر سنين فاستنزفنا اقتصادهم فصاروا بفضل الله أثرا بعد عين، ولكم في ذلك عبرة ولنصبرن في قتالكم بإذن الله حتى يموت الأعجل منا ولن نفر من الكفاح حتى يفر السلاح. أقسمت لا أموت إلا حرا وإن وجدت الموت طعما مرا أخاف أن أذل أو أغرا
والسلام على من اتبع الهدىquot;.
التعليقات