جمال مبارك في أول مقابلة صحافية له
لا صفقات بين الحزب الوطني والإخوان


نبيل شرف الدين من القاهرة: في أول مقابلة صحافية يجريها مع صحيفة مصرية، اعترف جمال مبارك نجل الرئيس المصري بوجود quot;اقتراع احتجاجيquot; تمثل في تصويت ناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ضد مرشحي الحزب الوطني (الحاكم) احتجاجا على أداء الحكومة، وقال quot;من الطبيعي أن يصوت الناخب ضدك أو يصوت للمعارضة، هذا نوع من التصويت الاحتجاجي لأن إحساسه أنك لم تصل بعد لما هو مأمول أو لما كان يتوقعهquot; .

ونفى جمال مبارك أنباء تحدثت عن وجود صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الانتخابات الماضية، وقال في سياق مقابلة مع عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة (روز اليوسف)، إن quot;هذا الكلام ليس له أساس من الواقع، كنت في المطبخ الداخلي والحزب الوطني لم ينسق مع أحد، وكنا نعرف أننا ندخل على معركة صعبة ومشكلتنا احتمال تقدم عدد غير قليل من المستقلين أعضاء الحزب وهو تحد كبيرquot; .

ونفى مبارك الابن أن يكون بعيداً عن الناس، وقال quot;أعطيت أمثلة كثيرة لسياسات توصلنا إليها وتناقشنا فيها ووضعناها وتوافقنا عليها مع الحكومة وأعلنت في كثير من الأحيان، هذه جاءت من خلال نقاش أجريناه على المستوى المحلي وعلى مستوى القيادات الحزبية القاعدية، وعلى مستوى فئات مختلفة في المجتمع اجتمعنا بها مرارا على مدار السنوات الثلاث أو الأربع الماضيةquot; .

وقال جمال مبارك في المقابلة الحصرية مع رئيس تحرير صحيفة quot;روز اليوسفquot; اليومية : quot;كان هدفنا ألا نقل عن 50 أو 60 بالمائة من كل المرشحين، هذا كان هدفنا وهذا لم يتحقق لأسباب كثيرة يمكن أن نتكلم فيهاquot;، وأضاف quot;في السنة الماضية تحديدا خرجنا من ظروف اقتصادية صعبة. من اقتصاد انخفض نموه بشكل كبير ومن بعض خطوات اقتصادية اتخذتها الحكومة أدت لبعض النتائج السلبية في موضوع التضخم والموضوعين الأساسيين الوظائف والدخل ثم يأتي الموضوع الأساسي وهو الخدمات التي تقدم للمواطنquot; .


لماذا يتحدث الآن ؟

** لماذا قررت أن تتكلم الآن ؟ بينما الجميع يعرف أنك تتلقى عشرات من طلبات الحوارات الصحافية كل يوم ومنذ سنوات ؟
-: على مدار العام الماضي 2005 وقد شهد أحداثا كثيرة وحركة سياسية كبيرة في المجتمع، وطبعا في الحزب بطبيعة الحال وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية ومنذ بدأنا عملية التطوير في عام 2002 وهي كما تذكر السنة التي اعدنا فيها صياغة المبادئ الرئيسية للحزب وقواعد الحزب التنظيمية من الداخل، بدأنا في الحزب نحاول أن نتعامل مع الإعلام، ونصوغ خطابا إعلاميا جديدا كانت فيه محاولات مختلفة .

** هل أنت تتكلم باسم الحزب ؟
- أنا تحديدا أتكلم من واقع مسؤوليتي داخل أمانة السياسات، وقد وجدت مع بداية عمل الامانة ولجانها أن التعامل مع الإعلام لابد أن يتطور، آخذا
في الإعتبار التطور الذي بدأ يحدث في الحزب وتحديدا في جانب السياسات والأسلوب الجديد الذي سنتبعه في صياغة السياسات العامة أنا هنا أعطيك الإطار الأوسع لأن الموضوع لايخصني أنا تحديدا، فنحن نتكلم عن السياسة الإعلامية للحزب عموما .

** أتذكر ما الذي حدث ؟
- إن الحزب في اللجان النوعية، وهى لجان السياسات الحالية كان عندنا جلسات مفتوحة لهذه اللجان .. وكان يشارك فيها ويحضرها رجال الصحافة
والاعلام ونحن نعيد صياغة أسلوب جديد للعمل وجدت أن هذا غير مناسب فالجلسات والنقاش الداخلي في مطبخ الحزب وكانت كل هذه النقاشات وتفاصيلها مفتوحة على الاعلام..وضعنا خطة وعرضت على هيئة المكتب اسلوبا جديدا ضمن اساليب العمل الجديدة عن جانب السياسات عن الفكر وعن القضايا معه بشكل دوري واتحدث انا فيها تحديدا عن جانب السياسات ..عن الفكر وعن القضايا التي نطرحها، عن الافكار المختلفة ونشرح فيها السياسات حين نستقر عليها.

** لكن حتى هذه اللقاءات انت لاتتصدى لها
-بالطبع .. فبعد ذلك قلنا نضع نظاما ..لانه من غير المعقول أنا أو غيري كأمين سياسات أن أكون الوحيد الذي يتعامل مع الاعلام فيما يخص قضايا خاصة بالامانة .. وضعنا نظاما يقضى بوجود متحدث رسمي باسم امانة السياسات، وتحديدا عقب كل اجتماع للمجلس الأعلى للسياسات يكون هناك مؤتمر صحفي حسب طبيعة الظروف والقضايا ونتطرق فيه الى نقاش مطول مع الصحفيين والاعلاميين قد احضره بنفسي، أو يتولى ذلك المتحدث باسم الامانة د. محمد كمال .
-
** تقصد أنك وأمانة السياسات كنتم تعبرون عن افكاركم للاعلام بشكل مستمر ؟
- بالضبط .. وكنا نحرص دائما في اجتماعاتنا ولقاءاتنا على مستوى المحافظات سواء الحزبية أو مع فئات عديدة من المجتمع في الجولات المختلفة التي عملناها أن ندعو عددا من الصحفيين أن يحضروا ليشاهدوا ويستمعوا على الواقع .. وأيضا كنا نجرى معهم بعض اللقاءات الصحفية .

التعامل مع الإعلام

** إذن .. هل هذا يعني أنك راض عن أسلوب التعامل مع الاعلام حتى الآن ؟
-: حاولنا قدر الامكان في الثلاث سنوات التي مرت ، وفي الحزب عموما وتحديدا المجال الذي انا مسئول عنه ، أن نطور اسلوب التعامل مع الاعلام، ولكن لايزال امامنا الكثير .. يعنى المرحلة الماضية فيها كثير من الدروس والعبر .. واعتقد ان الانتخابات نفسها لما نتكلم عنها اعتقد ان فيها رسالة واضحة معناها انه لابد ان نطور بشكل اكبر الرسالة الاعلامية للحزب وبالتالي الرسالة التي تصل للمواطن من خلال الاعلام بشكل عام..في السنة اللى فاتت تحديدا ، وانا اتكلم عن نفسى من خلال المنظومة الاساسية للحزب كأمين سياسات وكعضو في الامانة العامة وعضو هيئة المكتب .. أعتقد أن عام 2005 تحديدا بدءا من مبادرة الرئيس في شهر فبراير الماضى لتعديل الدستور .. بدأنا نصدر اوراقا وافكارا ونعقد أكثر من مؤتمر صحفي حضرته العام الماضى حتى نشرح الآلية التي نتبعها لمناقشة التعديل الدستوري ثم بعد ذلك بدأنا نطرح اوراقا ونوزعها ونتكلم عنها..انا متذكر أنى عقدت اكثر من مؤتمر صحفي حتى اتكلم عن بعض الافكار الصادرة عن امانة السياسات، وبالتالي عن الحزب الذي بدأ يطرحها للتعاطى مع موضوع تعديل المادة ثم تتالت الاحداث بشكل متتابع مرورا بالاستفتاء وصياغة القانون الجديد لانتخابات الرئاسة..يضا كان فيه تواصل مستمر مع الاعلام حتى نشرح الافكار اثناء المناقشة داخل الحزب ووصلنا بعد كده لانتخابات الرئاسة وحملة انتخابات الرئاسة، والرئيس طبعا هو الذي وضع المعالم الرئيسية لهذه الحملة واحنا - وانا اتكلم كعضو هيئة مكتب امانة عامة - وضعنا او اقترحنا اسلوبا للتعامل الإعلامي حتى يدعم حملة الرئيس وتحرك الرئيس خلال المحافظات..وكان فيه عدد من اعضاء الحزب يتحدثون مع الاعلام ويشرحون بالتفصيل برنامج الرئيس ويشرحون المغزى من الجولات المختلفة للرئيس..وكان فيه عندنا عدد من القيادات تطلع وتتكلم في برامج حوارية .

** هذه الاهداف السياسية والاعلامية مضى وقتها .. ماهو الهدف الان ؟
-حديثي معك اليوم .. انا سعيد به لانه يعطيني الفرصة المناسبة هذه المرة لكي احاول ان أتكلم سواء عن الانتخابات او ماحدث في 2005 كمرحلة من ضمن مراحل اوسع بدأناها في التطوير الحزبي عام 2002 .. ومرة اخرى اقول ان الموضوع ليس قيام جمال مبارك باجراء حديث صحفي الموضوع ان يكون للحزب سياسة تتطور باستمرار للتعاطي مع الاعلام وأن تكوم له رسالة واضحة وان يتمكن باساليب مختلفة من ان يتحدث عنها ويناقشها .

** استاذ جمال بوضوح هل تعمدت الاختفاء الاعلامى بعد نتائج الانتخابات كما لوحظ في الفترة الماضية ؟.
- بوضوح أيضا أضيف على ماقلته أن بعض الناس أو السادة الصحفيين قالوا انه كان هناك اختفاء اعلامي منى اثناء الانتخابات .. او بعدها .. وأرد :
بالعكس كنت موجودا .. كنا نطلع ونشارك في لقاءات كثيرة من خلال خطة اعلامية اتفقنا عليها .. لايجب ان ننسى ماذا حدث بعد الانتخابات في ديسمبر .. وكان عندنا عمل تنظيمى مهم جدا لان مجلس الشعب بدأ جلساته بعد 4 او خمسة ايام من المرحلة الاخيرة.
وطبعا مع التشكيلة الجديدة في مجلس الشعب ومع ظروف الانتخابات ونجاح عدد غير قليل من المستقلين هم اصلا اعضاء في الحزب والذين عادوا انضموا للحزب بعد ذلك كان التحدى الاول ان نبدأ تنظيم العمل داخل المجلس .. وتحديدا موضوع انتخاب الرئيس والوكيلين ..ثم انتخاب اللجان .. وطبعا مع العدد غير القليل من المستقلين .. كان لابد ان نجلس مع كل هؤلاء الاعضاء ونبدأ نتكلم عن ترشيحات الحزب داخل اللجان ونبدأ نوفق بين مواقف القيادات المختلفة لكى ننجح في أول تجربة .. وان ندفع بقيادتنا في رؤساء ووكلاء اللجان.
واستغرق هذا الامر ما يقرب من الاسبوعين بعد الانتخابات .. وعلشان هذا .. نذكر ان تشكيل اللجان تأخر بعض الشىء داخل المجلس على غير العادة اذ كان من قبل يحدث مباشرة .. اخذنا فرصة طويلة لهذا العمل التنظيمي .
اقول لكل شىء وقته .. وفي نفس الوقت لاتنس ان الحزب لم يكن صامتا فالامين العام للحزب وهو المسؤول الرئيسى بالحزب تكلم بوضوح عن تجربة الانتخابات والرئيس مبارك زعيم الحزب تحدث في لقائه مع اعضاء الهيئة البرلمانية عن تشكيل لجنة لدراسة ما حدث في الانتخابات بهدف تقييم التجربة بشكل عام ثم يخرج منها بعض التوصيات وبعض القرارات نستكمل بها عملية التطوير التي لم تنته بعد.

** نقصد انه لم يكن اختفاء اعلاميا متعمدا؟
ـ العملية ليست اختفاء .. والموضوع اولويات .. وهناك مؤسسة حزبية تعمل.

** على الهامش هنا استوقفنى مصطلح قلته الان : quot;الرئيس مبارك زعيم الحزبquot; .. هل تفضل استخدام زعيم الحزب ام رئيس الحزب .. وهل لهذه او تلك دلالات مختلفة؟
ـ لا طبعا الرئيس مبارك هو رئيس الحزب الوطنى ولكن الرئيس مبارك اسميه زعيم الحزب لانه زعيم له تاريخه الطويل في العمل الوطنى وايضا تاريخه الطويل للعمل في الحزب الوطنى في مراحل مختلفة منذ كان الرئيس السادات رئيسا للحزب.
انا استخدمها مجازا .. ولكن طبعا الرئيس مبارك هو رئيس الحزب طبقا للنظام الاساسى وزعيمه ايضا طبقا لتراثه الطويل وتجربته مع الحزب خصوصا وفي مصر بشكل عام.

نتائج الانتخابات

** هل تسببت نتائج الانتخابات لديك في نوع من انواع الاحباط؟
ـ سوف احدثك بصراحة قبل ان ادخل في الاجابة عن هذا السؤال بشكل مباشر، أي حزب سياسي أيا كانت نتيجة الانتخابات لابد ان يأخذ العبر والدروس منها .. يعنى سواء حققت اغلبية معينة وبالتالي تم تشكيل حكومة اغلبية .. فهذا هو هدف أي حزب سياسي يسعى اليه أو سواء لم توفق وحققت نسبة لم تمكنك من هذا .. اعتقد أن أي انتخابات لابد ان يقف عندها كل حزب ويستخلص دروسه منها .
في حالتنا فقد حقق الحزب الوطني اغلبية ليست بالقليلة فوق 70 \% مع انضمام المستقلين اليه .. ولكن طبعا حتى نكون صرحاء مع انفسنا ومع اعضائنا وحتى صرحاء مع الناخب بشكل عام طبعا يجب ان نقول اننا كنا واضعين اهدافا محددة ونتمنى ان نخرج بهذه الاهداف.

** ما هي هذه الاهداف؟
ـ الهدف الاول اننا كنا نريد ان نحقق اكبر نسبة من النجاح للمرشحين الرسميين في الحزب الوطنى.

** ماهى النسبة التي خططتم لها؟
ـ جمال مبارك : كان هدفنا الا نقل عن 50 \% او 60 \% من كل المرشحين .. هذا كان هدفنا .. وهذا لم يتحقق لاسباب كثيرة يمكن ان نتكلم فيها ونحلل مبرراتها ونتعمق فيها.
في عام 2000 .. وعفوا لاننى سأرجع مرة اخرى للوراء قمنا بتشكيل لجنة تطوير بعد الانتخابات وكنت انا عضوا ضمن هذه اللجنة وكنت قد انضممت مع عدد من الزملاء للامانة العامة منذ سبعة او ثمانية اشهر قبلها فلا يمكن ان اقول اننى عشت تجربة الانتخابات في عام 2000 بكامل تفاصيلها .. دخلنا الامانة العامة وبدأنا نفكر مع القيادات الموجودة في عملية التطوير ولكن الوقت سبقنا امام انتخابات تشريعية كان يجب ان نستعد لها .. وتشكلت لجنة التطوير بعد ذلك حتى تدرس ما حدث في الانتخابات ونتج عنها التطوير الذي تعرفه.

** وفي هذه المرة .. انتم في مواقع المسؤولية؟
ـ انا اقول هذه المرة واتحدث عن نفسى عشنا هذه التجربة .. تجربة انتخابات 2005 بكل تفاصيلها وكنا مشاركين فيها وكنا نحتل مراكز مسؤولة بها وبالتالي عندما نقيم لابد ان نتحمل مسؤولية القرارات التي اتخذناها.
كلنا كل واحد منا انا سواء كنت اتكلم عن سياسات او عضو امانة عامة او عضو هيئة مكتب كنت مساهما ومشتركا وساهمت في قرارات معينة وساهمت في سياسات معينة اتبعناها وفيه نتائج معينة لازم نقف ونقول بكل وضوح اننا نتحمل - كل واحد منا حسب مسئوليته - مسئولية عدم تحقيق النتائج المطلوبة سنحلها ونعرف ما هى الاسباب وسنطرحها على اعضائنا في الحزب حتى نرى ماهو المسار في الفترة القادمة .

** هذا اعتراف واضح بالمسؤولية؟
ـ الهدف لم يتحقق .. نعم حققنا في النهاية المطلوب ولكن ليس بالطريقة التي كنا نريد .. وهذا موضوع لابد ان نقف عنده ونحلله.

** ما هو السبب؟
ـ اعتقد انه من اسباب النتائج التي تحققت ان رسالة الحزب في سياساته وتوجهاته من الواضح لى في قراءة سريعة وقبل ان ندخل في تفاصيل التحليل ان الرسالة لم تصل بالقدر الكافي للمواطن بشكل عام وتحديدا للناخب .. ولكن هذا لا يتعارض مع قناعتنا داخل الحزب بالمبادىء التي اعدنا صياغتها في عام 2002 وقناعتنا بالتوجهات العامة والسياسات التي نسير عليها .. بالخطوات الاصلاحية التي اتخذت في السنوات السابقة وعندنا رؤية من خلال البرنامج ان شاء الله سنمضى فيها ونتحدث فيها بالتفصيل.

** لماذا لم تصل للناس او للناخبين تحديداً، وهل لاسباب اعلامية او سياسية او تنظيمية؟
ـ والله شوف .. احنا بدأنا كما قلت بالتطوير الذي نتكلم عنه في 2002 وكان لدينا مهام وتحديات كبيرة فلاتنس اننا بعد انتخابات 2000 وفي السنة الماضية تحديدا خرجنا من ظروف اقتصادية صعبة .. من اقتصاد انخفض نموه بشكل كبير ومن بعض خطوات اقتصادية اتخذتها الحكومة ادت الى بعض النتائج السلبية في موضوع التضخم .. والموضوعان الاساسيان اللذان كنا نواجههما ونتكلم فيهما ولاتزال الناس تتكلم فيها هما الوظائف وموضوع الدخل .. وهما مرتبطان بموضوع التضخم .. ثم يأتي الموضوع الاساسي وهو الخدمات العامة التي تقدم للمواطن.
نحن خلال خمس سنوات من الانتخابات الماضية وحتى انتخابات 2005 مررنا بظروف اقتصادية صعبة .. يمكن ان نتكلم في تفاصيلها وما الذي ادى لهذا وهل بدأنا نخرج منها ام لا .. وضعنا تشريعات جديدة وهل حكومة الحزب اتخذت قرارات سليمة في العامين الماضيين حتى نخرج من هذه الازمة .. هذا كله يمكن نتحدث فيه .. لكن انتخابات 2005 جاءت ولازالت التبعات السلبية للنمو الاقتصادى البطىء في السنوات الثلاث عقب انتخابات عام 2000 وهى تؤثر عليها بطبيعة الحال في اى مجتمع وانت حزب الاغلبية وتتجه الى انتخابات ولديك هذه المشكلة وعندك فترة من التباطؤ في النمو وعندك مشكلة بطالة وموضوع الدخل وكل هذه القضايا ومن ثم لابد ان تواجه مشكلة .. ثم حتى لو وصلت لسياسة جديدة وحتى لو اخذت خطوات جديدة .. فالناس في النهاية، أي الناخب العادي يريد ان يشعر بالاثر ليس كفاية ان نقول له اني عملت قانون ضرائب جديد، لايكفي ان نقول ان هناك تحولا كبيرا في الثقة في الاقتصاد المصري وان الصادرات بدأت تزيد .
في النهاية يريد الناخب ان يرى هل كل ذلك بدأ يترجم في شكل محسوس يوفر فرص عمل جديدة وتحسنا في دخله وفي الخدمات التي تقدم له ، لو لم يشعر بهذا بشكل ملموس فانه مهما كانت رسالتك واضحة فمن الطبيعى ان يصوت ضدك او يصوت للمعارضة، هذا نوع من التصويت الاحتجاجي لأن احساسه انك لم تصل بعد لما هو مأمول او لما كان هو يتوقعه.

** ألم تكن هذه الصورة واضحة قبل الانتخابات، وهذا التحليل الذي تعلنه الان ألم يكن مكشوفا، انتم تحددون ان الهدف هو فوز ما بين 50% إلى 60% من المرشحين .. بمعنى اخر واوضح هل فاجأتكم النتائج ؟ وهل المزاج العام للناخبين لم يكن واضحا ؟
ـ لكى اكون صريحا معك كنا نعرف اننا مقبلون على تحديات كبيرة في هذه الانتخابات وكنا متواجدين في الشارع دائما على عكس ما يتصوره البعض، وانا هنا اتحدث تحديدا عن السياسات، لقد استمعت كثيرا لناس تقول ان الحزب الوطني يضع السياسات في برج عاجي او يصوغ السياسات على مستوى مركزي واستمعت لبعض الكتاب والصحفيين تعليقا على بعض الجولات الانتخابية التي شاركت فيها يقول لى .. والله كويس اننا شايفين جمال مبارك بدأ ينزل للناس ويشارك في لقاءات جماهيرية بدل ماهو قاعد على مستوى مركزي .
والحقيقة هذه فرصة جيدة لكى ارد واقول ان هذا الكلام غير صحيح .. ولان مشاركتي في اللقاءات الجماهيرية في الانتخابات ليست أول نزول لي بالشارع .. لقد طفت تقريبا في كل محافظات مصر مرات ومرات في لقاءات مع قواعدنا الحزبية بدءا بانتخابات مجلس الشعب عام 2000 وانتخابات الشورى عام 2001 ومرورا باللقاءات العديدة منذ أن توليت مسئولية أمانة السياسات مع الكوادر الحزبية مع فئات مختلفة من المجتمع وهذا ما فعلناه .

جمال والناس

** ألست بعيدا عن الناس؟
ـ لست بعيدا عن الناس وأعطيت أمثلة كثيرة لسياسات توصلنا إليها وتناقشنا فيها ووضعناها وتوافقنا عليها مع الحكومة وأعلنت في كثير من الأحيان، هذه جاءت من خلال نقاش أجريناه على المستوى المحلي وعلى مستوى القيادات الحزبية القاعدية .. وعلى مستوى فئات مختلفة في المجتمع اجتمعنا بها مرارا على مدار السنوات الثلاث أو الأربع الماضية.

** من الواضح أن النتيجة لم تتحقق؟
ـ ارجع مرة أخرى وأقول اننا كنا مدركين أن المشاكل الجماهيرية سوف تؤثر علينا وتأخذ منا أصواتا، لذلك قلنا اننا نستطيع أن نوفق أكثر لو أحسنا
الاختيار وأنت تقول لي أنه من الواضح أن النتيجة لم تتحقق، أنا معك وهذا ما أؤكده في كلامي، أنا كنت مشاركا كما كان أيضا كل أعضاء هيئة المكتب والقيادات في الحزب في موضوع الاختيارات، الاختيارات تمت هذا العام بشكل اختلف عن عام 2000 ولم تحقق النتائج المطلوبة، وسوف نتوقف لنحلل الأسباب وراء ذلك.

** على ماذا اعتمدتم في الاختيار؟
ـ لم نعتمد على مصدر واحد. اعتمدنا على المجمعات الانتخابية بالشكل المحدث، واعتمدنا على استطلاعات رأي علمية تمت على مستوى كل دائرة وعلى مراحل مختلفة واعتمدنا على تقييم جاء من القيادات الحزبية على المستوى المحلي وجلسنا اسبوعا كاملا نتناقش مع القيادات المحلية، حتى نحلل ونصل في النهاية للرأي السليم .. ولكن في النهاية كان لدينا في الانتخابات متوسط مايقرب من 12 مرشحا غير رسمي من الحزب أمام كل مرشح رسمي للحزب الوطني حتى بعد أن نجحنا في اقناع بعض المستقلين بالتنازل، وهذا بدون شك شكل عبئا كبيرا جدا على الحزب في تفتيت الأصوات.

** وكيف كان رد فعلكم أمام الظاهرة المتوقعة؟
ـ: حاولنا من واقع كل القرارات أن نصل الى القرار السليم أخذنا في الاعتبار أنه في بعض الحالات كان يصل عدد المرشحين من الحزب الى 30 شخصا وكانت استطلاعات الرأي في كثير من الأحيان متقاربة بفارق 3 \% أو 5 \% وطبعا هذا الفرق من الممكن أن يتغير بين يوم وآخر، وكانت هناك نتائج مجمع انتخابي تعطي مؤشرات في اتجاه معين وكانت لدينا تقارير من القيادات الحزبية وفي النهاية وبشكل مجمع فإن اللجنة التي كانت معنية وهي أعضاء هيئة المكتب بالاضافة الى أمين العضوية أحمد عز والمستشار محمد الدكروري كان لابد في النهاية أن نتخذ قرارا مبنيا في تقرير يستند الى معلومات، وفعلا توصلنا لهذه الترشيحات ونحن مسؤولون عنها.

* أنت لاتتبرأ من مسؤولية نتائج الانتخابات في إطار دورك؟
ـ بالطبع لا.

** ماهو دورك؟ .. إذن حدد لنا ماهو بالضبط دورك في الانتخابات وفي تحديد أسماء المرشحين .. وإذا كانت كل آليات التقييم تظهر نتائج عكس ماتم التوصل اليه وربما في ذلك استطلاعات الرأي والدراسات العلمية والمجمعات الانتخابية .. ماهي قيمتها إذن؟
ـ خليني أقول لك دوري كعضو موجود في تنظيم .. أمانة السياسات وهيئة المكتب والأمانة العامة .. أولا كان لي دور مباشر وغير مباشر خلال الثلاث سنوات الماضية في الموضوع الخاص بصياغة السياسات العامة من داخل الحزب كما شرحت ، وفي القواعد، وأيضا بمشاركة الحكومة لأنها هي المسؤولة في النهاية .. فهي لو لم توافق أو تقتنع بمانطرحه، هي في النهاية التي تتخذ قرارا وتنفذه لأنها دستوريا هي المسؤولة .. ودورنا بمشاركة الوزراء معنا وبمشاركة الهيئة البرلمانية .. نتشاور حتى نصل الى توافق.
أنا من خلال مسؤوليتي ومع زملائي كلهم كان لي دور مهم في التوصية في بعض هذه القرارات ومحاولة الاقناع للوصول لما اتخذناه من خطوات في الاصلاح المطلوب وهذا هو موضوع التقييم .. نقيمه ونشوف .. أنا من جانبي مقتنع أنها في الاتجاه الصحيح وأعتقد أن الحزب مقتنع أنها في الاتجاه الصحيح .. ونفس الوضع في الاختيارات سوف نضع بشكل واضح أمام أعضائنا الأسلوب الذي اتبعناه .. سنكاشف أعضاءنا في الحزب ونقول هذا الذي علمناه.
وفي النهاية عملية التقييم والاقتراحات والنقد لابد أن نتقبلها حتى نرى ماذا سنفعل في المستقبل .. وكيف سنطور هذه الآلية وكيف سنكرس مفهوم الالتزام الحزبي
لأن الخيارات السليمة جانب .. ولكن الالتزام الحزبي جانب آخر مهم، ولابد أن نرى كيف سنضبطه في حركة الحزب في الانتخابات القادمة.

** لماذا لم يستطع الحزب الوطني اقناع أعضائه بالالتزام الحزبي على مدى كل هذه السنوات؟ ألا يرسخ هذا الانطباع بأنه حزب لمجموعة من المنتفعين أو الراغبين في الوصول لمناصب من خلال آليته فإذا لم يصل فإنه لايلتزم بقراره؟
ـ والله ممكن ننظر لها من هذه الناحية .. وممكن ننظر لها من ناحية أخرى، أي أنه حزب به قيادات كثيرة على المستوى المحلي وقيادات شعبية .. وقد تكون هناك أمثلة تنطبق على ما نقوله ولكن الأمثلة الغالبة أنها قيادات شعبية ترى في نفسها القدرة والأحقية من غيرها في أن تنزل باسم الحزب وأن تخدم دائرتها ووطنها من خلال الانتماء للحزب الوطني ومن خلال الاقتناع بمبادئ الحزب وتوجهاته.

** توافر وتنوع القيادات ظاهرة موجودة في كل الأحزاب الكبيرة في العالم وهناك لديهم آلية لتنظيم هذا الطموح والرغبات المتضاربة؟
ـ نحن أخذنا بعض العبر من انتخابات 2000 ولو تتذكر فكرة المجمع الانتخابي التي استحدثناها وطبقناها لأول مرة في انتخابات الشورى التي تلت
انتخابات مجلس الشعب، كانت أول تجربة للحزب الوطني في هذا الاتجاه. ثم هناك فكرة أخذ موقف صارم من الخارجين عن الالتزام الحزبي وطبقناها في الشورى، وقلنا نريد أن نبدأ ونتخذ هذه الخطوات من البداية حتى عندما نصل الى انتخابات 2005 تكون قد ترسخت لأن الموضوع ليس قرارات ومجمعا انتخابيا، الموضوع هو ممارسة وتعود على أسلوب ممارسة جديد وعدم الالتزام واقبال عدد كبير من مرشحي الحزب على الترشيح ليس موضوعا جديدا أو فوجئنا به في عام 2000 بل هو يتم منذ زمن .. نحن حاولنا أن نرسخ الالتزام .. ولكن لم ننجح بالقدر الكافي ولابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونحن نحلل داخل الحزب الأرقام نقول اننا لم نصل الى أهدافنا رغم أننا سعينا بقدر الامكان.

المجمع الانتخابي
** كثير من الناس كانت لديهم ملاحظات على أسلوب المجمع الانتخابي؟
ـ قلنا لن نعتمد على أسلوب واحد في الاختيارات، بعض الناس على سبيل المثال كان لها تحفظات على المجمعات لأنه يتم التحايل عليها من قبل بعض المرشحين حتى يوجه النتيجة لصالحه .. من هنا قمنا بتعديل أسلوب المجمعات ووسعنا القاعدة في المجمع حتى نمنع محاولة السيطرة عليه، ومع ذلك لم نعتمد فقط على نتائج المجمع، واجتمعنا بالقيادات المحلية وناقشناها تفصيلا على مدار فترات طويلة لكي نستمع لرأيها، وعملنا لأول مرة فكرة استطلاعات الرأي في الدوائر وكررناها أكثر من مرة ولكن في النهاية هناك قرار لابد أن يصدر.

أريد أن أقول شيئا آخر أن فكرة ومفهوم ممارسة الالتزام الحزبي ليست مقصورة على الانتخابات ولن ننتظر حتى عام 2010 لكي نطبق مفهوم الالتزام الحزبي، مفهوم من أدبيات العمل الحزبي ، لأن الالتزام ليس فقط ألا تدخل في انتخابات ضد الحزب .. وانما أن تلتزم بنظام وأهداف الحزب والدفاع عن قضاياه .. أقصد نوعا من الثقافة والممارسة نراها في العمل اليومي الحزبي والتفاعل مع الجماهير.

** بغض النظر عن الثقافة والقانون والالتزام بالقواعد الحزبية ألا يجوز أن تكون ظاهرة عدم الالتزام هي تعبير عن الاحتجاج ضد ما رآه من سوء
الاختيارت؟

ـ خلينا واقعيين أنت تأتي في دائرة وعندك 30 واحد يريدون الترشيح وعليك أن تختار اثنين فقط ال 30 واحد يرون في أنفسهم القدرة والمقدرة كما قلت وفي النهاية أنت تختار اثنين فقط، وبالتالي 28 يزعلوا، وهذا يحدث لأن لدينا عددا وفيرا من القيادات.. منهم الذي كان عضو مجلس شعب.. والذي كان عضو مجلس محلي.. وكل واحد له تجربة مختلفة وله عمل وتواجد في محيطه المحلي ويرى في نفسه القدرة على تمثيل دائرته.
وفي الأساليب التي اخترناها والمعلومات التي كانت متاحة لنا كان هناك عدد غير قليل من هؤلاء المرشحين متقاربين من بعض .. حتى في المجمع كان فيه ناس واضح أنها نمرة واحد لكن الثاني قريب منه جدا.. وهف يالمعلومات والتقديرات التي كانت تأتي لنا من قيادات المحافظات نقول فلان وفلان قريبين من بعض، يعني هذا قوي في قرية وقرية أخرى.. إنما احتماله أكثر في أماكن أخرى.

** ما الذي يؤدي إلى نجاح القرار؟
ـ أن تتخذ القرار وتقنع هذا العدد الكبير بأن يلتزم ويبدأ في العمل ويطلع ناسه ويستخدم قوته وتواجده في أن يساند مرشح الحزب .. وهذا لم يكن يحدث في حالات كثيرة .. وحتى أكون منصفا فإن عددا ليس بالقليل من قيادات الحزب التي أبدت رغبتها في الترشيح تراجعت بعد قرار الحزب بترشيح مرشحه الأصلي وبعد أن حاولنا معهم فإن بعضهم تنازل وانضم لحملة الحزب.

** كم واحدا وما هى نسبتهم؟
ـ لا ليست لدى نسبة محدودة والواضح ان الاغلبية الكبيرة كانت تفعل العكس .. ولكن هناك عددا غير قليل استجاب .. وكان لديهم قناعة أننا مقبلون على مرحلة جديدة وتحد كبير .. وقرر في النهاية وقال انا جندى من جنود الحزب .. والله اذا الحزب اختارنى أو لم يخترنى أنا مستمر في مساندتى لمرشحى الحزب .. ولكن في كثير من الدوائر هذا لم يحدث بل الاصعب انه في الاعادة - وهو ماحدث في الغالبية العظمى من الدوائر - كان التشتت الذي كان يحدث في المرحلة الاولى يترك اثاره مابين مرشحى الحزب في المرحلة الثانية .. فتجد عندنا اعادة وعندنا مرشح الحزب او حتى مرشح مستقل للحزب امام المعارضة .. وبسبب سخونة المعركة في المرحلة الاولى لم تستطع جمع الحزب او المرشحين الذين لم يوفقوا في الجولة الاولى حتى يقفوا مع الحزب من اجل انجاح مرشحهم .. وكانت الخلافات لم تزل مثارة لذلك كنا نسعى الا ندخل المرحلة الاولى بهذا التشتت لاننا نعرف بطبيعة الحال ما ينتج عنه من تفتيت رهيب في الاصوات .. لقد كان لم الشمل صعبا.

الحزب والحكومة

** اذن هل كان الحزب يدفع ثمن فشل الحكومة السابقة او قصورها؟
ـ لا أريد أن أفرق بين الحكومة والحزب في هذا الامر،نحن تحملنا المسئولية في 2002 بعد المؤتمر العام كقيادات في الحزب ورؤساء أمانات مختلفة وأعضاء امانة عامة،لابد أن نكون على قدر هذه المسئولية اذا وفقنا في شىء نتكلم عنه، واذا لم نوفق في شىء معين نقول حاولنا وسعينا ونكاشف أعضائنا .. وتعالوا معا نحللها اذا كنا قصرنا في شىء نتحمل هذه المسئولية واذا كانت فيه أمور خارجة عن ارادتنا نتعامل معها بالشكل المناسب ونرى أين كان الخلل ولابد من هذه المصارحة

** كم ستستغرق فترة التحليل والتقييم وهل بدأت بالفعل؟
ـ لا أريد أن اقفز على الامور لاننا سنناقش ذلك في هيئة المكتب، والرئيس في اجتماعه باللجنة البرلمانية طلب من الامين العام تشكيل لجنة حتى تبدأ
على الفور في تقييم واستخلاص الدروس والعبر .. وقد بدأنا في اجتماعاتنا وحواراتنا مع الامين العام .. وسنبدأ اجتماعات هيئة المكتب قريبا .. ونعد العدة في وقت قريب حتى نبدأ عملية التقييم وهى عملية لن تكون فوقية .. فانا أعرف أن الناس حين سمعت ان هناك لجنة قالت من سيكون في اللجنة ولن يكون فيها تقييم .. لا.. نحن نتحدث عن تقييم ومكاشفة وسوف نجلس مع أعضائنا في التشكيلات المختلفة وسنكاشف ونعطيهم البيانات.

** من الذي سيجلس؟
ـ اعطيك مثلا ولا أريد مرة أخرى أن أقفز على الامور حتى يتم اقرار الموضوع ،انما انا مثلا في امانة السياسات سواء في المجلس الاعلى او اللجان
النوعية ومن شاركوا وساهموا معى في السنوات الماضية في صياغة السياسات سوف نقترح آلية على هيئة المكتب وعلى امانة السياسات .. وهذا على سبيل المثال .. اى ان نناقش في جلسات ونكاشف انفسنا ونستمع ونعطى معلومات كاملة عن الذي قمنا به وعن خطة المستقبل ونكاشف انفسنا.

** افهم من هذا انه في المستقبل القريب قد تكون هناك جولات في اتجاه التشكيلات القاعدية في الحزب بهدف الاستماع لتقييمها للانتخابات بشكل مباشر بعيدا عن التواصل عن طريق تقارير اللجان بشكل ما.
ـ لااريد ان استبق الاحداث قبل ان نقرها لكن نحن في صدد ان نتناقش في هيئة المكتب قريبا باسلوب واسع وشامل وبحيث يشارك او يفتح المجال لمشاركة كل مستويات الحزب في مناقشة وتحليل ورفع المقترحات حول تجربة الانتخابات.
لقد قلت قبل الانتخابات في جولاتى ان عملية تطوير الحزب لم تنته ليس لان لدينا هدف انتخابات 2005 يكون التطوير قد وصل لمداه .. تجربة الانتخابات سوف تدفعنا لان نواصل التطوير .. وقلنا ان عملية التطوير مستمرة قبل وبعد الانتخابات لكن من الطبيعى ان هذه الانتخابات تعطى لنا دروسا لابد ان تؤخذ في الاعتبار عندما نواصل عملية التطوير في الفترة القادمة.

** هناك حديث عن التغيير في الفترة المقبلة ماهى حدوده وهل سوف يقتصر على عدد من امناء المحافظات ؟
-
ايضا لااريد القفز والتعدى على صلاحياتى لان هذه قضايا سوف تناقش اقتراحاتها على مستوى هيئة المكتب وطبقا للنظام الاساسى .. والتغييرات لها معايير مؤسسية واضحة .. ولكن ما اقوله بشكل عام مع هذه التجربة في انتخابات 2005 ان اى حزب سياسي لابد ان تكون له وقفة ليأخذ الدروس والعبر من اى انتخابات يخوضها .. ولا اعتقد ان الحزب الوطنى مع عملية الاصلاح والتطور التي تمت معه في السنوات الماضية سيفقد هذه الفرصة .. اى ان تكون لديه قراءة جيدة لما حدث وان يستخدم هذه القراءة وبالتالي الدروس المستفادة للبدء في قوة دفع جديدة للاصلاح الحزب في الفترة القادمة.

** استاذ جمال .. اتفهم التزامك التنظيمى والمؤسسى ورفضك الخوض في التفاصيل لكن هل يمكن ان نطلع القارئ على وجهة النظر التي سوف نقولها في اجتماع هيئة المكتب بشأن التغيير باعتبارك امين السياسات ؟
ـ في النهاية انا سأقول رأيى وباقى الزملاء الحاضرين سيقولون رأيهم ونتناقش، وعلى فكرة هذه سمة احيانا يتناولها الاعلام بشكل سلبي ويقول هناك خلافات داخل هيئة المكتب او الامانة العامة وهناك اراء مختلفة بين امين السياسات والحكومة، انا اقول نعم هناك اختلافات وهذا ليس سرا انه شئ ايجابى ان يكون لدينا تنوع في الافكار والاراء .. واحيانا خلافات في وجهات النظر لانها في النهاية هي التي توصلنا لاتخاذ القرار السليم، وانا سأطرح وجهات نظرى في الاجتماعات القادمة وستدور في الاطار العام اذ مررنا بتجربة انتخابات مهمة جدا .. ولابد ان نأخذ من هذه التجربة وهذه الانتخابات العبر والدروس لمواصلة عملية الاصلاح والتطوير .. وهذه العبارة تحمل الكثير من المعاني، فدعونا نناقش مع القيادات حيث ادلى بدلوي .. وفي النهاية القرار للحزب ومؤسساته.

مؤتمر طارئ

** بوضوح اكثر هل الحزب في حاجة الى عقد مؤتمر عام طارئ قريبا ؟
ـ انت تعرف ان الحزب لديه مؤتمر سنوى في سبتمبر القادم .. واذا وجدنا اننا نحتاج مؤتمرا عاما سوف ندعو اليه .. وانت تعرف ان صلاحيات المؤتمر العام غير صلاحيات المؤتمر السنوي، وان النقاش وتحليل ما حدث يوصلنا لاتخاذ بعض الاجراءات أو القرارات التي قد تستدعي مؤتمرا عاما ..واعتقد أنه يمكن أن نرفع هذه التوصية .. ولا يوجد ما يمنع مع العلم أن لدينا مؤتمرا سنويا قادما وليست الفكرة في عقد مؤتمر .. وإنما الفكرة عقد مؤتمر عام إذا استدعت الأمور وإذا توصلنا أننا في النهاية نحتاج أن نأخذ عدة قرارات هي من صلاحيات المؤتمر العام، سوف نفعل.

** بخلاف صلاحيات المؤتمر السنوي .. إذا كان الاستماع للقواعد سوف يستغرق وقتا ألا يمكن توفير الوقت من خلال الدعوة لعقد مؤتمر عام والاستماع مباشرة لكل الناس؟
ـ اعتقد ان هذا ليس بديلا لذاك، لأن آليات المؤتمر العام ومناقشاته ليست بديلا لعملية مكاشفة ومصارحة ونقاش علي مستوى التنظيمات الحزبية، بل بالعكس أنا أرى ان ذلك يكمل بعضه .. فمن الممكن أن تبدأ في نقاش واسع وتكمل ويكون ذلك نوعا من الاعداد لمؤتمر سنوي أو عام وليس بديلا عنه.

** أثناء الانتخابات تردد كلام كثير عن أن هناك صفقة بين الحزب الوطني والإخوان .. ما تعليقك علي هذا الكلام؟
ـ هذا الكلام ليس له أساس من الواقع والأمين العام في وسط الانتخابات رد عليه، لأنه خرج فعلا في الاعلام شيء من هذا المعني كنت في المطبخ الداخلي والحزب الوطني لم ينسق مع أحد وكنا نعرف أننا ندخل علي معركة صعبة ومشكلتنا احتمال تقدم عدد غير قليل من المستقلين اعضاء الحزب وهو تحد كبير .. ولم ننسق مع أي حزب سياسي أو قوي سياسية، وكان لدينا تحد أننا لدينا 444 مرشحا نريد أن نوجه كل جهودنا وتواجدنا الحزبي والاعلامي لمساندتهم وإنجاحهم .. فما تردد حول هذا أعتقد أنه من باب التناول الإعلامي .

** قبل أن يخوض الحزب هذه الانتخابات وقبل هذا الظهور المكثف لجماعة الإخوان المحظورة .. من هو المنافس الذي رأت هيئة المكتب أنه المنافس الحقيقي للحزب الوطني في الانتخابات؟
ـ كان لدينا تحد أولي كنا نعرف أنه سيؤثر كثيرا فينا والنتائج أثبتت ذلك وأعني بذلك مرشحينا غير الأصليين ولا أريد أن يفهم من كلامي ان الاحزاب
الاخري غير منافسة بالعكس، نكن كل احترام لها ونأخذ كل حزب وقوي سياسية محمل الجد في اي انتخابات بل ليس في الانتخابات فقط وإنما في مناقشة قضايا الإصلاح .. نحن نستمع ونأخذ آراء وأفكارا وحتي انتقادات القوي السياسية المختلفة علي محمل الجد لأننا لسنا وحدنا في الساحة، نحن حزب من ضمن أحزاب وقوي سياسية مختلفة وفي مجتمع مفتوح فلابد أن نحترم ذلك.
ولكن عندما نرسم خطة التحرك الحزبي كان عندنا هذا التحدي الكبير، وهو هل نستطيع أن نلزم أو نرسخ ثقافة الالتزام الحزبي في مرشحينا حتي ندخل كل دائرة بمرشح واحد فقط بدلا من متوسط 21 يحاربونني من الداخل .. هذا تحد كبير وأنا متأكد أننا لو نجحنا بدرجة أكبر في هذا كان أداء الحزب سيكون أفضل .. كنا علي ثقة أيضا أن هذه الانتخابات ستشهد منافسة قوية من قوى مختلفة من المجتمع .