نبيل شرف الدين من القاهرة: جدد جمال مبارك نجل الرئيس المصري نفي رغبته في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011، وقال إنه لا يريد أن يكون رئيسا للبلاد، وإنه ووالده لا يؤمنان بتوريث الحكم، وأضاف قائلاً إنه لكي يترشح شخص لرئاسة الجمهورية quot;لا بد أن يحصل على تأييد حزبه وأعضائه في المجالس المنتخبة، لكن يسبق هذا أن يكون لديك الرغبة أو النية في الترشح، وأؤكد أنني ليست لديّ هذه النية أو الرغبة وهذا كلام واضح لمن يريد أن يفهمquot;، على حد تعبيره.اقرا أيضا
وقال جمال مبارك إن الذين أثاروا مسألة التوريث quot;يستخدمونها مدخلا للهجوم على الرئيس من خلالي بمحاولة ترسيخ فكرة ومفهوم عندهم، وأكرر عندهم وليس عندي أو عند الرئيس اسمه التوريثquot;، ونفى أن يكون تعديل المادة (76) من الدستور في العام الماضي، قد استهدف فتح الطريق أمامه للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية .
وأشار جمال مبارك في الجزء الثالث من الحوار الموسع الذي أدلى به لعبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة (روز اليوسف) إلى أنه مع تطور الحياة السياسية وتنامي قوة المجتمع المدني، وتطرق إلى ظهور بعض الحركات الاحتجاجية قائلاً إن quot;هذا تطور طبيعي لتفاعل المجتمع مع قضايا الإصلاحquot;، معربا عن اعتقاده بأن الحكم على هذه الحركات يجب أن يتمثل في مدى قدرتها على تجاوز خطابها الاحتجاجي لطرح رؤية بناءة وواقعية لقضايا الإصلاح بمحاورها المختلفة، وقال quot;إذا كان من حق هذه الحركات أن تعبر عن رأيها واحتجاجها في إطار القانون إلا أنني لم ألحظ أنها استطاعت أن تتجاوز ذلك لتقدم برنامج عمل ينبع من رؤية واضحة للتعامل مع قضايا المجتمع quot; .
رجال جمال
وربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يجيب فيها جمال مبارك على هذا النحو القاطع، على سؤال حول نيته خوض الانتخابات الرئاسية في مصر، وكان قد سئل في أيلول(سبتمبر) الماضي عن عزمه الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة فقال إن quot;هذا سؤال افتراضيquot; ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الأمر قبل ست سنوات من الانتخابات المقبلة .
ومضى جمال مبارك معرباً عن اعتقاده بأن أحدا لا يرضى أن تأتي انتخابات 2011 ويكون حزب سياسي واحد هو الذي له حق الترشيح، فليس هذا هو الغرض من التعديل أو المغزى منه، بل بالعكس التعديل منح استثناءات للأحزاب عام 2005 على أساس أن الانتخابات القادمة سوف تأتي ببرلمان جديد ومجالس محلية جديدة تستطيع أن تفتح المجال لقطاعات أوسع أن تترشحquot;، على حد تعبيره.
ودعا جمال مبارك إلى استمرار الدفعة الخاصة بالتطوير الحزبي والتي بدأت في عام 2002 ، وأن تكتسب قوة دفع جديدة وحتى الانتخابات القادمة ولا تتباطأ أو تنحسر، ورفض تعبير quot;رجال جمال مباركquot; وقال quot;لا أنا ولا زملائي نقبل هذا التعبير والمسألة ليست شخصية لكنها عمل عام تحكمه رؤية حول المستقبلquot;.
ورداً على سؤال عما إذا كان سيبقى في موقعه أمينا للسياسات بالحزب الوطني قال جمال مبارك إنه سوف يقوم بأي دور حزبي يكلف به سواء في أمانة السياسات أو غيرها وبما يخدم استمرار عملية التطوير وحسبما يرى رئيس الحزب quot; .
وتحدث جمال مبارك عن تعديل الدستور، فقال quot;انه كان يعلم بأن لدى الرئيس حسني مبارك اتجاهات تفكير في تعديل الدستور، لكنه لم يعلم بالشكل والتوقيت الا قبل الاعلان عن ذلك في 26 شباط (فبراير) الماضي بأسبوعينquot; .
وأعرب جمال مبارك عن قناعته أنه خلال السنوات القادمة سيكون السبيل للوصول إلى حياة سياسية أكثر عمقا واستقرارا أن تقوم على حياة حزبية قوية ممثلة في الأحزاب التي تعبر عن توجهات مختلفة في المجتمع ممثلة في مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية وبالتالي لديها القدرة من خلال برامجها أن تترشح لانتخابات الرئاسة .
التجربة السورية
وتواترت التصريحات التي نفى فيها مبارك الأب والابن، صحة أي سيناريو يرشح جمال مبارك لخلافة والده في رئاسة مصر، إلا أنه حضوره بات واضحاً ولافتاً في العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية وحتى الشعبية والجماهيرية، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت عدة حركات سياسية مناوئة، ترفع شعارات صريحة (ضد التمديد والتوريث)، ومنها الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم (كفاية)، فضلاً عما تنشره صحف المعارضة في هذا السياق، لكن تبقى الإشارة هنا إلى أن حضور جمال مبارك يتم بحذر شديد، وخطى محسوبة بعناية تأكيداً على مقولة يرددها المحسوبون على الحكم قبل المعارضين، ومفادها أن المعادلة السياسية في مصر ليست بالضرورة مطابقة لنظيرتها السورية، فهذه الأخيرة تعتمد على حسابات بالغة التعقيد، منها ما هو قبلي عشائري، ومنها ما هو طائفي حزبي، بينما الأمر في مصر يبدو خلاف ذلك كثيراً، إذ يقترب الحال المصري من البنية المؤسساتية للدولة إلى حد كبير قياساً بالوضع السوري الذي تحكمه العشائرية.
وبعيداً عن مدى صحة هذه التفسيرات والرؤى والتكهنات التي ترشح أو تؤيد أو تعارض أي دور رئاسي لمبارك الابن، فقد ظهر جلياً أن الأصوات المعارضة، حتى بعض المحسوبة منها على النظام بدرجة أو أخرى، صارت تقتحم بجرأة هذه المساحة التي طالما اعتبرها الكثيرون في مصر أنها الأكثر حساسية خاصة في الظرف الراهن.
التعليقات