الملف الفلسطيني يرجئ زيارة عمر سليمان لدمشق
عباس ومشعل في القاهرة لترتيب البيت الفلسطيني

نبيل شرف الدين من القاهرة :اختطف الواقع الفلسطيني الجديد الذي فرضته نتائج اكتساح حركة quot;حماسquot; في الانتخابات التشريعية الأخيرة اهتمام القاهرة بملف آخر لا يقل حساسية، وهو الملف السوري ـ اللبناني، ولعل ذلك كان وراء إرجاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها اليوم الثلاثاء الوزير عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية إلى العاصمة السورية، في مستهل جولة مكوكية بين دمشق وبيروت، إذ تزامن موعد هذه الزيارة مع وصول طرفي الساحة الفلسطينية إلى القاهرة، وهما كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في القاهرة لبحث تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة .

وبينما تحدثت دوائر فلسطينية عما أسمته معركة صلاحيات بين عباس وquot;حماسquot;، فقد أشارت مصادر دبلوماسية فلسطينية في القاهرة إلى أنه حسب القانون الأساسي الفلسطيني فإن الحكومة تتولى السياسة الداخلية، بينما يتولى رئيس السلطة مسؤولية السياسة الخارجية خاصة العلاقات مع إسرائيل، وإدارة مسألة التفاوض، لكن المصادر ذاتها استدركت مؤكدة موقف حركة quot;فتحquot; الرافض لمشاركة حركة quot;حماسquot; في أي حكومة ائتلافية مزمعة، حتى في ظل تسريبات من مصادر قريبة من quot;حماسquot; مؤداها أن الحركة سوف تطلب من القاهرة مساعدتها في إقناع قادة حركة quot;فتحquot; بإمكانية تشكيل حكومة ائتلافية تترأسها قيادة فلسطينية مقبولة دولياً، وتكون بمثابة طرف ثالث في التفاوض مع إسرائيل على غرار ما يفعله quot;حزب اللهquot; اللبناني أثناء إجرائه اتصالات مع إسرائيل .

مشعل وليفني
ولعل الأكثر إثارة في هذا السياق أن زيارة محمود عباس، وخالد مشعل ستتزامن مع زيارة هي الأولى من نوعها التي تقوم بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية الجديدة تسيبي ليفني التي ستلتقي الرئيس المصري قبل أن يستقبل محمود عباس وخالد مشعل، للتداول في نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية ومستقبل السلطة الفلسطينية في ظل التهديدات الدولية بمقاطعة السلطة ووقف المساعدات المالية للشعب الفلسطيني عقب فوز حركة ''حماس'' في الانتخابات .

وبينما توقعت مصادر دبلوماسية أن يجتمع عباس خلال وجوده في القاهرة مع رئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; خالد مشعل، في أول لقاء معه على هذا المستوى للحركتين بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، ولفت المصدر ذاته إلى أن مصر سوف تطلب من إسرائيل تخفيف حدة توجهها حيال quot;حماسquot; واحترام نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية واجراء مفاوضات مع الحكومة المقبلة.

وحسب مصادر مصرية فإن القاهرة سوف تطلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية الجديدة منح مهلة لحركة quot;حماسquot; والتمهل في إصدار حكم عليها والانتظار حتى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، لافتة أيضاً إلى أن القاهرة ترى أن quot;حماسquot; خففت كثيراً من لهجتها حيال إسرائيل وهو ما سبق أن أشار إليه وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط،، قائلاً انه يمكن لـ quot;حماسquot; التعايش بسلام مع فكرة التفاوض مع اسرائيل، وبالتالي الاعتراف بها، غير أن مراقبين يرون أن quot;حماسquot; لن تقبل بهذا التوجه ببساطة ما لم تقدم إسرائيل على تقديم تنازلات ملموسة في إطار حل وسط، تسعى القاهرة للتوصل إليه خلال اتصالاتها المكثفة مع مختلف الأطراف .

ومضت تلك المصادر قائلة إن الرئيس المصري سوف يتلقى عرضا من وزيرة الخارجية الإسرائيلية لمواقف quot;إسرائيلquot; المختلفة بشأن التفاوض مع quot;حماسquot; كذلك سوف يقوم بعرض وجهة النظر المصرية بشأن خيارات تعايش إسرائيل مع حركة حماس، غير أنه لا يمكن في هذا السياق تجاهل تصريحات أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري لمجلة quot;نيوزويكquot; الأميركية التي قال فيها إنه quot;ينبغي على حركة حماس العمل داخل اطار اتفاقيات أوسلو لعام 1993 وخطة السلام المعروفة بخريطة الطريق التي تستند لاقامة دولتين تتعايشان معاً جنباً إلى جنبquot;، حسب رؤية المصادر التي تحدثت معها (إيلاف) في سياق قراءة أجندة القاهرة في هذا الملف .