كابول : بعد خمس سنوات على سقوط اولى القنابل الاميركية والبريطانية على افغانستان وآلاف القتلى، ما زال اربعون الف جندي يطاردون مقاتلي طالبان في بلد تزدهر فيه حقول المخدرات ويفتقد الى الاستقرار رغم بعض التقدم على طريق احلال الديموقراطية.
وكان الهجوم الاميركي البريطاني بدأ في تشرين الاول(اكتوبر) 2001 على هذا البلد الذي كانت تحكمه حركة طالبان الاصولية ويأوي تنظيم القاعدة وزعيمه اسامة بن لادن الذين حملتهم واشنطن مسؤولية اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة والتي اسفرت عن سقوط حوالى ثلاثة آلاف قتيل.
واصابت الضربات الاولى في السابع من تشرين الاول مواقع طالبان والقاعدة في العاصمة كابول ومعقل زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر في الجنوب قندهار ومعقل اسامة بن لادن في الشرق جلال اباد.
ويذكر محمد يحيى احد سكان كابول ان quot;الجميع كانوا يتوقعون ذلكquot;. لكنه اشار الى quot;الدقة غير المتوقعةquot; للضربات الجوية التي كانت تعني بالنسبة له quot;التحريرquot; من النظام الاصولي.
واستمر سيل النيران في الايام التالية بينما تم طرد طالبان من الحكم. وصباح الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر استغلوا الليل لاخلاء العاصمة.
وسقطت المناطق الاخرى من افغانستان بسرعة بينما غادر الملا محمد عمر معقله في قندهار مطلع كانون الثاني/يناير لينتقل الى مكان سري لم يعرف حتى الآن.
وفي الشرق فر اسامة بن لادن وآخر اتباعه من القوات الاميركية الى الجبال الحدودية في باكستان.
ومنذ بداية كانون الاول/ديسمبر 2001، قررت الاسرة الدولية في بون (المانيا) استثمار مليارات الدولارات لوضع افغانستان على طريق الديموقراطية والتنمية.
ويؤكد المتحدث باسم الامم المتحدة في كابول عليم صديق ان quot;افغانستان انتقلت من وضع بلد خارج عن القانون الى بلد لديه رئيس وجمعية وطنية ومجلس للاعيان ومجالس ولايات تنتخب بطريقة ديموقراطيةquot;.
ويوضح صديق ان quot;التقدم هائل خلال خمس سنواتquot;.
وتؤكد الامم المتحد ان ستة ملايين طفل يذهبون حاليا الى المدرسة وهو رقم اكبر بست مرات عما كان في 2001 بينما ارتفع متوسط دخل الفرد السنوي من 180 الى 355 دولارا.
اما نسبة السكان الذين يتمكنون من الحصول على العناية الطبية فارتفع من تسعة بالمئة الى 77% واعيد انشاء اكثر من اربعة آلاف كيلومتر من الطرق، حسب ارقام الامم المتحدة.
وعادت النساء اللواتي عانين من تطرف حركة طالبان، الى الحياة العامة خصوصا بفضل نظام للحصص سمح لهن بدخول البرلمان.
ولكن رغم كل هذه النجاحات ومليارات الدولارات التي تم استثمارها، ما زالت افغانستان ضحية لحركة طالبان وتهريب المخدرات الذي يشكل ثلث حجم نشاطها الاقتصادي.
وقتل حوالى مئة جندي اجنبي خلال العام الجاري في معارك تجري خصوصا في الجنوب والشرق بينما تبنت حركة التمرد تكتيك العمليات الانتحارية التي ادت الى مقتل حوالى 170 شخصا معظمهم من المدنيين
ويعتزم حلف شمال الاطلسي الذي تولى قيادة القوات في البلاد بتسلمه سلطة الاشراف على العمليات في الشرق، وضع جنوده الثلاثين الفا الذين اتوا من 37 بلدا في خدمة استراتيجيته التي تهدف الى احلال الامن لتسهيل اعادة الاعمار والتنمية.
وفي الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة التي تقود قوات التحالف (حوالى ثمانية آلاف عسكري) وشنت عملية quot;الحرية الدائمةquot; في تشرين الاول/اكتوبر 2001 عملياتها لمكافحة الارهاب.
ويهدد الافيون هذا البلد الذي يؤمن تسعين بالمئة من الهيرويين المستهلك في اوروبا. وقد اكدت الولايات المتحدة ان انتاجه ارتفع بنسبة خمسين بالمئة في 2006 ويخصص قسم كبير من عائدات تهريب المخدرات لتمويل طالبان.
وقال البرلماني والوزير السابق رمضان بشار دوست ان quot;الناس استعادوا حريتهم لكن بالنسبة للاقتصاد والسياسة والامن انها كارثةquot;.
ـــــــــــــــــــــــ
بر/اا/مم موا
- آخر تحديث :
التعليقات