فتاة وشرطي أنهيا تاريخه وجندي سيقوده خلف القضبان
كتساف .. قصة تحرش جنسي هزت عرشه في إسرائيل

بشار دراغمه من رام الله، القدس، وكالات:فتاة إسرائيلية في الثلاثينات من عمرها أوقعت به. حاول نفي التهمة عن نفسه إلا أن تحقيقات متتالية أثبتت تورطه. وأدلة ساقها شهود عيان كانت كفيلة باتخاذ الشرطة الإسرائيلية قرارها بأن يكون رئيس السلطة في إسرائيل موشيه كتساف في قفص الاتهام. لتأثر تلك الفتاة لنفسها بعدما قال كتساف أنها تريد إحراجه فقط. لكن مضي الأيام كشف ما يخبؤه الدهر.

كلمات قليلة خرجت بها الشرطة الإسرائيلية كانت كفيلة بإفقاد لهيبته وأن يقل احترامه حتى بين قادة إسرائيل الذي رفضوا الوقوف احتراما له في افتتاح جلسة الكنيست الشتوية بعدما أعلن أنه سيشارك بهذه الجلسة نظرا لأهميتها البالغة. لكن وبعد أن صدمته توصيات الشرطة الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضده قرر عدم حضور جلسة الكنيست وأن يعتكف في منزله بعدما ندم على إعلانه عن المشاركة في افتتاح جلسة الكنيست.

ويؤكد محامي الرئيس الإسرائيلي أن كتساف سيستقيل من منصبه مباشرة في حال قبل النائب العام توصيات الشرطة بتقديم لائحة اتهام ضده. لكن يبقى السؤال حائرا في إسرائيل إذا ما كان النائب العام ملزما بقبول توصيات الشرطة أم لا.

كتساف والفتاة الحسناء
فتاة ما زالت مجهولة التفاصيل للجميع سوى للشرطة الإسرائيلية التي تعرف من هي هذه الفتاة وهل هي حسناء إلى هذه الدرجة لكي تغري الرئيس كتساف أم أنها مجرد فتى عابرة وواحدة من بني عدت فتيات وصل الدور إليها لكي يوقعها كتساف في أحضانه. أسئلة بات الإسرائيليون يرددونها لكن دون إجابات عليها حتى الآن.

هذه الفتاة في الثلاثينيات من عمرها عملت في مكتب كتساف وإلا أنها تركت العمل لأسباب لا زالت غير معلومة.

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت أول من كشفت هذا النبأ عندما خرجت بصورة على صفحتها الأولى لفتاة مموه ترتدي بنطلون من الجينز الأزرق ومقابلها صورة للرئيس كستاف وبدت عليه معالم الحزن واليأس وحملت الصحيفة عنوان فضحية جنسية تلاحق كتسافquot;

لكن كتساف حاول فورا الدفاع عن نفسه وقال أن الأيام ستكون كفيلة بكشف حسن نيته وأنه لم يتحرش يوما ما بأي فتاة أو أقدم على اغتصابها. وفي حينه ردد العديد من العبارات الثمالية والقيم العلية التي ينزه فيها نفسه عن هكذا أمور. ولم يكتف كتساف بذلك بل ذهب إلى إتهام الفتاة بأنها لفقت له هذه القصة من أجل الحصول على مبلغ نصف مليون دولار من خلال تهديده بهذه الفضيحة.

الشريط المسجل. لكن الفتاة نفذت تهديدها ونشرت هذا التسجيل وquot;على غير ما تشتهي السفنquot; لم يكن هذا التسجيل في صالح كتساف نهائياquot; بعد ما تبين أن الفتاة تشتمه بكلمات مثل quot;يا وقحquot; وquot;اخجل من نفسكquot; quot;ولو أعطيتني 2 مليون دولار لن يعوضني عما فعلته بيquot;. وبالتالي فأن الشرطة اقتنعت بروايتها بأنه كان يلاحقها جنسيا ولم تقتنع برواية كتساف الذي قال أن الفتاة حاولت استفزازه.

الباب المغلق على الرئيس
شهود عيان مقربين من كتساف أدلو بشهاداتهم ليس لوسائل الإعلام الإسرائيلية فقط وإنما أيضا للشرطة. ومما جاء في تلك الشهادات فأنه في ساعات ظهر كل يوم وعندما يكون الباب مغلقا على الرئيس كتساف تكون تلك فترة الاستراحة ويمنع أحد من دخول إليه. إلا أن شهود عيان قالوا أن هذه الفتاة كانت تدخل بشكل يومي إلى مكتبه دون أي معارضة.

ومن التفاصيل التي يرويها شهود العيان أن هذه الفتاة تركت عملها بسبب سفرها إلى أمريكا إلا أنها واصلت اتصالاتها الهاتفية مع كتساف وقامت بتسجيل مكالمات هاتفية جرت بينها وبينه.

وعندما عادت إلى إسرائيل طلبت الرجوع إلى عملها في مكتب كستاف وتحدثت معه بلغة التهديد بأنها ستنشر تسجيلات صوتية في الإذاعات ومحطات التلفزة إذا لم تعد على وظيفتها. وهنا نشبت الخلافات بينها وبين كتساف واتجهت إلى الشرطة الإسرائيلية واتهمته بمحاولة اغتصابها. تلك هي شهادت أشخاص مقربين من كتساف لكن على ما يبدو لم تقتنع الشرطة الإسرائيلية بهذا الكلام وكانت رواية الفتاة أقوى ونجحت في إقناع الشرطة بالتوصية لتقديم لائحة اتهام ضد كتساف.
في الوقت الذي كانت فيه التحقيقات تجري بشكل مكثف مع كتساف كان التفزيون الإسرائيلي من خلال القناة العاشرة قد نجح في جمع شهادات جديدة تدين كتساف ليس مع الفتاة المشتكية فقط وإنما مع فتيات أخريات.

وبعد أن وقع كتساف في فخ الفتاة ظهرت هناك تقديرات بأنه سيلاقي حكاما بالسجن من ثلاث إلى ستة عشر عاما.

من هو كتساف
موشيه كتساف ولد في 5 ديسمبر 1945، هو الرئيس الحالي لإسرائيل. تسلم الحكم عام 2000 م. ولد موشيه كاتساف في يزد بإيران، ثم رحلت عائلته إلى طهران وهو ما يزال رضيعاً. وفي شهر أغسطس من عام 1951 م هاجرت العائلة إلى إسرائيل وما يزال الى الآن مجيدا للغة الفارسية.

وفي عام lrm;1964 تجند في الجيش ونال رتبة عريف في سلاح الاتصال . كذلك , خلال فترة دراساته وخدمته العسكرية اضطر إلى تقديم يد المساعدة لعائلته من أجل رزقها .

كان الطالب الأول من كريات ملاخي قد تعلم في الجامعة العبرية في القدس , هناك بدأ بدراساته عام lrm;1968 . في الجامعة شغل منصب رئيس خلية الطلاب لغاحال (كتلة حيروت الأحرار) , وأنهى شهادة البكالوريوس في موضوعي الاقتصاد والتاريخ عام lrm;1971 .

كذلك خلال فترة دراساته بدأ بتدريس موضوعي التاريخ والرياضيات في مدرسة ثانوية .

وفي عام lrm;1969 وهو ابن الرابعة والعشرين من عمره , تم انتخابه رئيسا في السلطة المحلية في كريات ملاخي على رأس ائتلاف ضم كتلة حيروت الأحرار والمفدال . أسفر ذلك عن انتخابه كالرئيس لأصغر سنا في إسرائيل . لكن , بعد عدة أشهر تمت إعادة الانتخابات مما أدى إلى خسره للأغلبية في المجلس . وقد شغل مرة أخرى منصب رئيس المجلس عن الليكود في السنوات ما بين lrm;1981-1976 - حيث بين 1976-1978 قام بذلك بمقتضى اتفاق تناوب مع حزب العمل .

وفي عام lrm;1977 أنتخب نائبا في الكنيست التاسعة عن الليكود وشغل هذا المنصب من حينه وحتى انتخابه كرئيس الدولة عن الليكود . خلال الكنيست التاسعة سافر مرتين في رسالة من رئيس الحكومة مناحيم بيغن إلى إيران بهدف حض اليهود على الهجرة إلى إسرائيل .

شغل منصب نائب وزير البناء والإسكان في حكومتي بيغن ويتسحاق شامير خلال الكنيست العاشرة (lrm;1984-1981) . وبعد انتخابه للكنيست الحادية عشرة في إطار الأسماء السبعة الأوائل في قائمة الليكود , عين رئيسا للعمل والرفاه في حكومات الوحدة القومية التي قامت بفترة ولايتها في السنوات ما بين lrm;1988-1984 .

خلال الكنيست الثانية عشرة (lrm;1998-1988) شغل منصب وزير المواصلات في حكومات شامير . وخلال الكنيست الرابعة عشرة (lrm;1999-1996) شغل منصب نائب رئيس الحكومة ووزير السياحة في حكومة بنيامين نتنياهو. وفي الكنيست الثالثة عشرة (1992-1996) شغل منصب رئيس كتلة الليكود في الكنيست في صفوف المعارضة.

وقد شغل مناصب كثيرة ومنها : رئيس المنظمة العامة للقادمين من إيران , رئيس لجنة تحديد الرسوم الدراسية في مؤسسات التعليم العالي , وعضو في هيئة الأمناء في جامعة بن غوريون.

الملاحقات القضائية طالت عدة قادة اسرائيليين قبل كاتساف

الى جانب الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف الذي اوصت الشرطة الاسرائيلية بملاحقات بحقه بتهمة التحرش الجنسي، هناك العديد من المسؤولين الاخرين في البلاد الذين تعرضوا لملاحقة قضائية. ففي تموز(يوليو) 2000 استقال سلفه عازر وايزمن الذي انتخب في ايار(مايو) 1993 واعيد انتخابه في اذار(مارس) 1998، بسبب فضيحة تهرب من الضرائب وفساد.

وفي الثمانينات حين كان وزيرا او نائبا، قبل اموالا من رجل اعمال فرنسي هو ادوار ساروسي واعتبرها quot;هدايا من صديق قديمquot;.

وفي العام 2001، حكم على وزير الدفاع السابق الجنرال اسحق موردخاي بالسجن 18 شهرا مع وقف التنفيذ بتهمة الاعتداء الجنسي على موظفة في وزارته.

وفي العام 1999، افلت رئيس حزب الليكود حاليا بنيامين نتانياهو في اللحظة الاخيرة من ملاحقات قضائية. وكان يشتبه في انه اراد تسديد كلفة اعمال ترميم اجراها في منزله الخاص من اموال دافعي الضرائب وانه حاول حيازة هدايا تلقاها بصفته رئيسا للوزراء في حين انه يفترض به ان يعيدها الى الدولة.

من جهة اخرى حكم على النائب عن الليكود عمري شارون في الاونة الاخيرة بالسجن تسعة اشهر بتهمة quot;الادلاء بافادة كاذبةquot; تحت القسم وquot;التزوير واستخدام وثائق مزورةquot; في اطار قضية تمويل الحملة الانتخابية لوالده رئيس الوزراء السابق ارييل شارون عام 1999.

وفي ختام محاكمة طويلة، حكم على الرئيس السابق لحزب شاس المتطرف لليهود الشرقيين ارييه درعي في 2001 بالسجن ثلاث سنوات مع النفاذ بتهمة الفساد واستغلال الثقة. وقضى ثلاثة ارباع مدة عقوبته ثم افرج عنه بسبب حسن سلوكه.

وهناك العديد من المسؤولين السياسيين حاليا الذين تدور حولهم تحقيقات قضائية ومنهم وزير العدل السابق حاييم رامون المتهم بانه قام بتقبيل شابة موظفة في وزارته رغما عنها وتساحي هانيغبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع المتهم بالفساد والتزوير واستغلال الثقة ونكث اليمين، وهي جنح ارتكبها حين كان وزيرا للبيئة بين 1999 و 2003.

وبحسب معلومات الصحافة فان يشتبه ان رئيس الوزراء الحالي ايهود اولمرت قام بجمع اموال بشكل غير شرعي لتمويل احدى حملاته الانتخابية بفضل صفقة عقارية تمت قبل عشر سنوات. وقد اوصى مفتش دولة اسرائيل ميشا ليندنشتراوس في الاونة الاخيرة بفتح تحقيق جنائي بحق اولمرت حول التعيينات السياسية التعسفية المفترضة التي قام بها حين كان وزيرا للتجارة والصناعة بين عامي 2003 و 2006.

ويذكر الاسرائيليون ايضا ان اسحق رابين رئيس الوزراء الذي اغتيل في 1995، استقال من ولايته الاولى كرئيس للحكومة عام 1997 بعدما كشفت صحيفة ان زوجته ليا تملك بدون علمه حسابا مصرفيا في الخارج وهو ما كان يشكل مخالفة للقانون انذاك.