لندن -واشنطن : قال مسؤول أميركي رفيع إنه يتوجب على العراق تحمل قدر أكبر من المسؤولية فيما يخص قضاياه الأمنية والسياسية. واضاف دان بارتليت، وهو من كبار مستشاري البيت الأبيض أن بغداد quot;يجب أن تخطو للأمام في قضايا صعبة للغاية،quot; إلا انه أكد أن تقدم العراق لا ينبغي ربطه بمواعيد أو تهديدات تتعلق بانسحاب القوات المتواجدة فيه. وجاءت تصريحات بارتليت عقب تعالي دعوات من مسؤولين وسياسيين أميركيين كبار بضرورة سحب القوات الأميركية والبريطانية من العراق. واضاف بارتليت :quot;ما لا نفعله هو الجلوس هناك ووضع رؤوسنا في الرمال.quot;

وقال في مقابلة مع تلفزيون فوكس نيوز إن استراتيجية الولايات المتحدة يجب أن تضغط على العراق لتحمل مسؤولية أكبر ولكن بدون إضعاف الحكومة العراقية الجديدة. وعكست تصريحات بارتليت تلك التي أصدرها وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر والذي يشترك في رئاسة لجنة مكلفة بمراجعة سياسة بلاده في العراق.
من جهته ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن جاستين ويب إن المشكلة التي تواجهها الإدارة الأميركية هي فقد سياسيين بارزين في الأحزاب الكبرى لصبرهم حيال حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

استلام المهام

وكان نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، الذي اجتمع برئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن يوم الاثنين، قال ان الشرطة العراقية والجيش العراقي سيتسلمان زمام الامن في معظم محافظات العراق خلال العام المقبل. وقال صالح انه يتفهم quot;الهواجس بان قوات التحالف لا تستطيع البقاء في العراق الى اجل غير مسمىquot;، الا انه اشار الى انه على الولايات المتحدة وبريطانيا الا تهربا من الموقف في العراق.

واعتبر صالح quot;ان العراق يمر بمرحلة انتقالية بعد أن ظل تحت حكم وحشي 35 عاماquot;. وأشار إلى أن القوات العراقية تولت المهام الأمنية في أقاليم عديدة. وقال quot;إننا بحاجة إلى شراكة الولايات المتحدة وبريطانياquot;.

وأعرب صالح عن قلقه من المناقشات الدائرة في الولايات المتحدة وأوروبا. وقال: quot;هناك الكثير من اللهجة المتفائلة في تلك المناقشات، ويمكنني القول إنه يوجد في بعض الدوائر لهجة انهزاميةquot;. وأضاف: quot;نحن بحاجة لأن نكون واقعيين وليس انهزاميين، ولابد وأن ندرك أن هناك حاجة ملحة للتعامل مع العديد من المشاكل في العراق، ولكن لا يجب أن نستسلم للذعرquot;.

وصرح صالح قائلا انه لولا الولايات المتحدة وبريطانيا لكان صدام حسين لا يزال يحكم العراق. وقال صالح إنه يعتقد ان العراقيين أنفسهم يتعين عليهم التعامل مع العنف في بلادهم، كما اعرب عن التزام العراقيين فيما بينهم بمحاولة البحث عن مخرج للمأزق الحالي في العراق. من جهته، قال رئيس الحكومة البريطانية توني بلير إن بلاده quot;ستحتفظ برباطة جأشهاquot; في العراق.

وكان مكتب بلير قد نفى ما جاءت به الانباء من ان رئيس الحكومة طالب المسؤول العراقي بضمانات بأن القوات العراقية ستتولى ملف الامن في جنوب البلاد خلال مدة اقصاها سنة واحدة.

نقاش حاد

وتأتي زيارة صالح الى لندن في ضوء نقاش حاد في بريطانيا حول فترة بقاء القوات البريطانية في العراق. وكان وزير الدفاع البريطاني ديز براون قد قال إنه يعتقد أن القوات العراقية ستكون قادرة على تولي زمام الأمور خلال 12 شهرا. ورغم ذلك، أصرت رئاسة الحكومة البريطانية على أن القوات ستبقى إلى أن تتم مهمتها.