لندن: اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم ان القوات البريطانية يجب ان لا تبقى في العراق quot;اكثر من المدة اللازمةquot;، الا انه اكد ان على القوات البريطانية اكمال مهمتها.وسعى بلير في مؤتمره الصحافي الشهري الى تهدئة الجدل الذي اثاره الاسبوع الماضي قائد الجيش الجنرال ريتشارد دانات عندما دعا الى سحب القوات البريطانية من العراق quot;قريباquot; لان وجودهم يفاقم الوضع الامني في البلد المضطرب.

وحث بلير الصحافيين على وضع التصريحات التي ادلى بها دانات لصحيفة quot;ديلي ميلquot; الجمعة في سياق التصريحات التي ادلى بها الجنرال في وقت لاحق من نفس اليوم. وقال بلير ان دانات لم يكن يقصد بتاتا quot;ان علينا الخروج من العراق قبل انهاء مهمتناquot;.وبعد ان اثارت تصريحات دانات لصحيفة ديلي ميل جدلا، ادلى في وقت لاحق بتصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اوضح فيه ان التواجد العسكري البريطاني يفاقم الوضع الامني في بعض مناطق العراق، الا انه مرحب به في مناطق اخرى مثل مدينة البصرة الجنوبية.

القوات البريطانية تنسحب من جنوب افغانستان

على صعيد آخر، أعلنت القوة الدولية المساعدة على احلال الامن في افغانستان ان القوات البريطانية انسحبت من منطقة متنازع عليها في جنوب افغانستان بناء على طلب من السلطات المحلية.والانسحاب هو الاول من هذا النوع منذ انتشار حلف شمال الاطلسي بعد معارك عنيفة في هذه المنطقة من الجنوب الافغاني.

وقال المتحدث باسم ايساف لوكالة فرانس برس ان quot;الجيش البريطاني ينسحب من قلعة موسى بناء على رغبات الحاكم المحلي وبالاتفاق مع السلطات القبلية المحليةquot;.واشار الى ان الانسحاب سيشمل 120 جنديا بريطانيا.

وذكر حاكم ولاية هلمند محمد داود ان الامر ليس نتيجة اتفاق مع حركة طالبان.واوضح انه تم ايضا تغيير السلطات الادارية بناء على طلب من زعماء القبائل.وقال quot;يستمر العلم الافغاني مرتفعاquot; في قلعة موسى، مضيفا quot;ان مسؤول المنطقة الجديد موجود هنا، وقائد الشرطة الجديد موجود هنا ايضا مع عناصرهquot;.وتابع quot;ليس هناك اي اتفاق مع طالبان، كل شيء يحصل بناء على طلب زعماء القبائلquot;.

وتوصلت القوات البريطانية في نهاية ايلول/سبتمبر الى اتفاق مع زعماء القبائل تعهد هؤلاء بموجبه بمكافحة وجود طالبان في المنطقة على ان توقف القوات البريطانية عملياتها العسكرية.وقال الجيش البريطاني ان هذا الاتفاق سمح بتراجع اعمال العنف في القطاع.

وقال المتحدث المدني باسم حلف شمال الاطلسي في كابول مارك ليتي لوكالة فرانس برس quot;ننظر بايجابية الى مبدأ ايجاد حلول قبليةquot;. واضاف ان quot;زعماء القبائل اشخاص اساسيون في المجتمع. اذا ساهموا في تحقيق جو اكثر سلما، فسيكون هذا الطريق الذي نريد اتباعهquot;.واوضحت وزارة الداخلية ان قلعة موسى ستكون احدى المناطق التي ستساند فيها شرطة قبلية قوات الشرطة.

وقال المتحدث باسم الوزارة زماراي بشاري quot;اننا نجند عناصر في القرى وندربهم ونجهزهم، واكد زعماء القبائل انهم سيرسلون ابناءهم للانخراط في الشرطةquot;.ويشدد المسؤولون الافغان على ان هؤلاء سيبقون تحت سيطرة الحكومة، تخوفا من عودة الميليشيات.وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية quot;سيثبتون ان الحكومة المركزية تمثل السلطةquot;.

وشهدت ولايات قلعة موسى ونوزاد وسانغين شمال ولاية هلمند حيث ينتشر العدد الاساسي من الجنود البريطانيين في افغانستان معارك عنيفة استمرت اسابيع في بداية الصيف.