ساو باولو: حقق الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا فوزا كبيرا في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد وحصل فيها على تأييد اكثر من ستين بالمئة من الناخبين. واعلنت المحكمة الانتخابية العليا بعد فرز اكثر من 99% من الاصوات، ان لولا حصل على 60.8 % من الاصوات مقابل 39.2% لمنافسه جيرالدو ألكمين.

وفور اعلان النتائج بدأ آلاف من انصار لولا الاحتفال في جادة بوليستا اكبر شوارع ساو باولو، وهم يرددون هتافات مؤيدة للولا من بينها quot;عاد بقوة الشعبquot;. وقال لولا امام آلاف من مؤيديه كانوا رفعون الاعلام صفراء وخضراء وحمراء في هذه الجادة ان quot;الفوز يسعدني كسياسي لانه انتصار للذين في الاسفل على الذين في الاعلى ولا اشعر بخجل من ذلك. لن اتخلى ابدا عن الشعبquot;.

وفي خطاب لشكر الناخبين القاه قبل ذلك في احد فنادق ساو باولو، قال لولا انه quot;سيواصل الحكم من اجل الجميع لكنه سيمنح الافضلية للفقراءquot; في حكومته المقبلة. واضاف ان البرازيل quot;تعيش لحظات رائعة لتعزيز الديموقراطيةquot;، مؤكدا ان فوزه هو quot;انتصار لحكمة الشعب البرازيلي الذي شعر بتحسن حياته (...) ولا خصم في هذه القضيةquot;.

واوضح لولا الذي كان يرتدي قميصا كتب عليه quot;النصر للبرازيلquot; انه سيستمر في تطبيق quot;سياسة ميزانية قاسية (...) لاننا لا نستطيع ان ننفق اكثر مما نربح وإلا فاننا سنرزح تحت ديون يتعذر علينا سدادهاquot;. ورأى ان quot;حل مشاكل البرازيل لم يعد يقضي بجعل الشعب ينوء تحت ثقل عمليات الاصلاح المالي المرهقة (...) بل يكمن في نمو الاقتصاد وتوزيع العائداتquot;.

واكد لولا ان quot;الخصم الان هو الظلم الاجتماعي الذي سنتغلب عليه ومن الضروري ان نتحد لنجعل من البرازيل بلدا اقوىquot;، مشيرا الى انه سيسعى الى الحصول على دعم quot;كافة الاحزاب السياسيةquot;.

وقد اتصل به خصمه المرشح الاشتراكي الديموقراطي جيرالدو ألكمين بعد اقل من ساعة ونصف الساعة من اعلان فوزه، للاعتراف بهزيمته. وحصل لولا على نتيجة قريبة من تلك التي حققها في 2002 عند انتخابه للمرة الاولى، اي 61.2%. وقد فاز حينذاك على خصم آخر عضو في الحزب الاشتراكي الديموقراطي البرازيلي خوسيه سيرا حاكم ولاية ساو باولو المنتخب.

ولم يحصل لولا في الدورة الاولى من الاقتراع التي جرت في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، سوى على 48.6% من الاصوات مقابل 41.6% لألكمين. وجاءت هذه النتائج التي لم تكن متوقعة بسبب فضيحة عملية شراء ملف يتعلق بالفساد ضد المعارضة قام بها حزبه حزب العمال. واثيرت هذه الفضيحة في اوج الحملة الانتخابية وقبل 15 يوما من الدورة الاولى من الاقتراع. لكن الرئيس واصل تقدمه في استطلاعات الرأي خلال الحملة المخصصة للدورة الثانية وخلال المناظرات التلفزيونية الاربع مع منافسه.

وركز ألكمين انتقاداته على فضائح الفساد خلال ولاية لولا وضعف النمو الاقتصادي للبرازيل مقارنة بالدول الاخرى الناشئة. الا ان الرئيس المنتهية ولايته استفاد من غموض برنامج منافسه واعلن انه سيدافع عن حقوق الفقراء معتمدا على النتائج الجيدة لمكافحة التضخم وارتفاع الحد الادنى للاجور واتساع برامج المساعدة الاجتماعية.

واتهم لولا منافسه بتعريض فرص العمل للخطر من خلال مشاريع تقضي بخفض انفاق الدولة والتشكيك ببرنامج quot;منحة العائلةquot; الذي تستفيد منه 11 مليون عائلة فقيرة. كما اتهم ألكمين بأنه يريد تأميم ابرز الشركات البرازيلية مثل quot;بتروبراسquot; وquot;بانكو دو برازيلquot; ومصلحة البريد. وتراجع تأثير فضيحة الملف على لولا نظرا لغياب عناصر جديدة في التحقيق.

ولم تحقق الشرطة تقدما كبيرا في التحقيق في مصدر 800 الف دولار عثر عليها لدى اثنين من الشخصيات القريبة من حزب العمال وتهدف الى دفع ثمن الملف الذي يدين المعارضة. وعند الادلاء بصوته الاحد في منطقته ساو برناردو دو كامبو الضاحية الصناعية لساو باولو، قال لولا انه رجل quot;سعيدquot;. واضاف quot;اشكر الله على هذه الدورة الثانية. فقد كانت لحظة سحرية وقف فيها الشعب وقال: انا هنا واريد ان اشاركquot;.