أوامر ملكية بإعفاء عدد من السجناء في أحداث نجران

منذ تولى الملك عبدالله حكم البلاد في آب (أغسطس) 2005، قام بزيارة ميدانية لست مناطق هي: مكة المكرمة، المدينة المنورة، القصيم، حائل، الباحة، والمنطقة الشرقية. كما زار بعض المدن الرئيسة مثل الطائف. في حين كانت منطقتا شرق آسيا وجنوبها وجهة أول جولة خارجية له ملكاً للبلاد، وقام بزيارة تاريخية لتركيا أخيراً، إضافة إلى زيارة بعض الدول العربية.

أبها: في مستهل جولة على المناطق السعودية الجنوبية تستمر أسبوعا، توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى منطقة (عسير) بعد زيارته لـ(نجران) عصر أمس.

ويدشّن الملك عبدالله، خلال الجولة، عشرات المشاريع التنموية ويضع حجر الاساس لمشاريع اخرى، بكلفة مالية تتجاوز قيمتها 3.4 بليون دولار (13 بليون ريال).

كما أمر الملك عبد الله بالإفراج عن معظم السجناء الذين قاموا بأعمال شغب في مدينة نجران جنوب البلاد في عام 2000 وهم من الطائفة الإسماعيلية. واستثنى العفو الملكي الأشخاص الذين ادينوا بالتمرد المسلح أو القتل إلا أن معلومات مؤكدة تحدثت عن تخفيف أحكامهم.

وجدد الملك التأكيد على أن الدولة لا تفرق بين منطقة وأخرى أو بين مواطن وآخر أو ابن من أبنائها، حتى يثبت العكس، مشددا على أن من حاولوا الدس بين الدولة ومواطنيها فشلوا فشلا ذريعا، وسوف يكون الفشل حليف كل من يحاول ذلك في المستقبل.

الملك عبدالله خلال الحفل الذي أقامه له أهالي نجران. واس

وتغطي المشاريع التي يدشنها الملك في زيارتهحاجات سكان المناطق الجنوبية الثلاث، نجران وجازان وعسير، وفي مقدمها خدمة التعليم بمستوياته كافة، والخدمات الصحية، والمياه، والطرق، وتأمين المساكن والضمان الإجتماعي.

زيارة غنية بالمشاريع الجديدة

ترحيب

الملك عبدالله يلقي كلمة خلال حفل العشاءفي نجران مساء امس

ورحب عدد من مسؤولي المحافظات في (عسير) عن سعادتهم بزيارة الملك الذي زف إليهم بشريات حول عدد من المشروعات في المنطقة. وفي هذا السياق، رحب مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير الدكتور عبدالله بن محمد بن حميد بالزيارة وتطرق الى ما وصلت اليه منطقة عسير من تقدم تنموي في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والزراعية والصناعية والسياحية.

واعلن مدير عام الادارة العامة لشؤون الزراعة في (عسير) مبارك محمد المطلقة أنه الملك سيدشن ويضع حجر الأساس لجملة من المشروعات التنموية خلال زيارته للمنطقة، منوها بحرص الملك عبدالله على تحقيق تطلعات المواطنين مشيرا الى اهتمامه بالفقراء في مختلف مناطق المملكة واقامة المساكن لهم وزيادة مخصص الضمان الاجتماعي.

بدوره، أشاد مدير عام الطرق والنقل في (عسير) المهندس شرف بن رضا الحسيني بالملك لما قدمه من إنجازات خلال فترة قصيرة في مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

رقص النجرانيون المزمل والرزفة والمثلوثة ورقصة الطبول الشهيرة
أما محافظ (رجال ألمع) مسفر بن حسن الحرملي، أكد ان المحافظة حظيت بالعديد من المشروعات التعليمية والبلدية والتطويرية والصحية والسياحية مما يؤهلها لمستقبل سياحي زاهر وتتطلع الى المزيد من المشروعات. وبين ان المحافظة تشهد مشروعات تنموية منها مشروع تطوير قرية رجال الذي يتكون من جلسات عائلية ومنتزهات ومسرح مكشوف للعروض الشعبية التي تشتهر بها المحافظة ومشروع الحريضه السياحي وهو عبارة عن كورنيش وأرصفة وجلسات متنوعة اضافة الى تشجيع رجال الاعمال لاقامة عدد من المشروعات التنموية.

من جانبه قال محافظ (محايل عسير) مساعد بن سعود التمامي quot;ان ابناء منطقة عسير يتطلعون الى هذه الزيارة بفخر واعتزاز وحب لمليكهمquot;.
وعبر محافظ (سراة عبيدة) احمد بن سعيد الشهراني عن سعادة أبناء المحافظة وفرحتهم بالزيارة واعتبرها تتويجا لمشروعات التنمية التي عمت ارجاء المملكة ومنطقة عسير على وجه الخصوص. واشار الى ان منطقة عسير ستنال نصيبها من التتويج بعدد من المشاريع التنموية خلال هذه الزيارة.

ونوه محافظ (النماص) سعيد بن علي بن مبارك بزيارة خادم الحرمين الشريفين للمنطقة، ولفت النظر الى ما حظيت به محافظة النماص من مشروعات كبيرة منها مشروع وادي ترج ومشروع محطة الصرف الصحي وشبكة الصرف ومشروع عقبة سنان ومشروع طريق حلباء القوباء ومشروع المركز الحضاري ومشروع الكلية التقنية ومشروع كلية المجتمع ومشروع مركز طب الاسنان ومشروع ازدواجية طريق النماص/ابها.

الأمير سلطان يستقبل الملك عصر امس في نجران

نجران

في نجران التي زاره عصر امس، استقبله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مطار نجران الإقليمي، إضافة كبار المسؤولين.


لا تفريق بين منطقة وأخرى
وقال الملك عبدالله ان الدولة لا تفرق بين منطقة ومنطقة أو بين مواطن ومواطن، مؤكداً أن من يحاولون الدس بين الدولة وأبنائها قد فشلوا فشلاً ذريعاً. وأعرب عن اعتزاز الدولة بنجران ومواطنيها مستذكراً العهد التاريخي بين الملك الراحل عبدالعزيز وبين أهالي المنطقة. وأكد الملك عبدالله أنه منذ ذلك الحين ومواطنو نجران درع حصين للدولة وجنود شجعان من جنودها.

وسيضع خادم الحرمين مساء اليوم الحجر الأساس لمشاريع إنمائية في نجران تقدر تكلفتها بأكثر من ثلاثة مليارات ريال. كما يتفقد خادم الحرمين قطاعات القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية.

الأمير سلطان: التنمية المتوازنة هدفنا
وفي كلمة له لمناسبة الجولة الملكية، أكد الأمير سلطان حرص الملك عبدالله على تحقيق التنمية لجميع أفراد المجتمع السعودي وفي جميع مناطق المملكة. وقال في كلمة لمناسبة جولة الملك عبدالله: quot;إن التنمية المتوازنة لجميع مناطق المملكة هدف استراتيجي لحكومة خادم الحرمين الشريفينquot;، واضاف: quot;انه ليشرفني أن أؤكد للجميع حرصه على تحقيق التنمية لجميع أفراد المجتمع السعودي، وفي جميع مناطق المملكة بشكل متوازن. وما المشاريع التنموية والاقتصادية والتعليمية التي أمر بها وحرص على رعاية افتتاحها بنفسه إلا خير دليل على ذلك. فالتنمية المتوازنة هدف استراتيجي لحكومة خادم الحرمين الشريفين في جميع مناطق المملكة، وفي مختلف قطاعات خدمة المواطن وتيسير حياتهquot;.

وأوضح ولي العهد السعودي انه سيتم استقطاب الآلاف من الشباب السعودي للمشاركة في تنفيذ بنود الخطة التنموية، وبذلك لن يكون هناك عاطل عن العمل في أوساط الشباب السعودي. وسيتم تأمين الفرص الوظيفية للشباب في شكل مطّرد خلال السنوات الخمس المقبلة، فالتنمية البشرية والازدهار الاقتصادي هما مفتاحا المستقبل، لذا فإن تطوير أداء الموارد البشرية في جميع مناطق المملكة وفي مختلف القطاعات، بما فيها قطاع القوات المسلحة، ستكون له الأولوية في خطة خادم الحرمين الشريفينraquo;.

وذكر الأمير سلطان ان تطوير القوات المسلحة في قلب المعادلة التنموية الشاملة والمتوازنة quot;فما تقوم به برامج القوات المسلحة من خدمات تنموية تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وتسهم في بناء حياة كريمة له. ونستطيع أن نلمس ذلك من خلال المدن العسكرية وخدماتها الأسرية والمستشفيات العسكرية وخدماتها الإنسانية التي تجاوزت حدود الوطن، وجسور الإغاثة التي تقوم بها طائرات القوات المسلحة الإغاثية، ما هي إلا صورة من صور النهضة والتنمية التي وصلت إليها مملكة الإنسانية من تطور ومكانة محلياً وعربياً وإسلامياً وعالمياًquot;.

وكان الملك عبدالله وعد أمراء المناطق السعودية الـ 13 وأعيانها بزيارتهم، تلبية لإلحاحهم في دعوته، احتفاءً بالقيادة وتجديداً للبيعة، إضافة إلى رغبته في الوقوف على أحوال المواطنين وتلمس حاجاتهم، ودعم مناطقهم بالمشاريع التنموية الجديدة. وشهدت جولاته الأولى دعوته إلى تحاشي الوقوع في دوامة التصنيف الفكري السلبي، وتشديده على أن جميع السعوديين متساوون في الحقوق والواجبات، مستغرباً ما يتردد عن تفضيل الدولة منطقة على أخرى، أو مجتمعاً محلياً على غيره.

وحضر الملك عبدالله والامير سلطان مساء امس حفلة اقامها أهل نجران تكرما لهما، تميزت بالبساطة. ورقص النجرانيون المزمل والرزفة والمثلوثة ورقصة الطبول الشهيرة. وجدد الملك عبدالله، خلال كلمته التي ألقاها في الحفل يوم أمس التأكيد على أن الدولة لا تفرق بين منطقة وأخرى أو بين مواطن وآخر أو ابن من أبنائها، مشددا على أن من حاولوا الدس بين الدولة ومواطنيها فشلوا فشلا ذريعا، وسوف يكون الفشل حليف كل من يحاول ذلك في المستقبل.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .. أيها الإخوة الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كم يسعدني أن أكون في نجران الحبيبة، وكم يسعدني في هذه المناسبة أن أستذكر العهد التاريخي بين جلالة الملك الموحد عبدالعزيز (رحمة الله عليه) وبين الأبطال من أجدادكم وآبائكم، ولقد وفى الملك الموحد بعهده، كما وفيتم أنتم، فمنذ ذلك الحين ومواطنو نجران درع حصين للدولة وجنود شجعان من جنودها، ومنذ ذلك الحين والدولة تعتز بنجران ومواطنيها وفرسانها.
أيها الإخوة الكرام..

الملك خلال حفل غداء أقامه على شرفه أمير نجران
أود أن أكرر ما قلته مرارا، وهو أن دولتكم لا تفرق بين منطقة ومنطقة، أو بين مواطن ومواطن، وتعتبر كل مواطن سعودي ابنا صالحا من أبنائها حتى يثبت العكس، لا سمح الله.
إن الذين حاولوا الدس بين الدولة وأبنائها في الماضي فشلوا فشلا ذريعا، وسوف يكون الفشل حليف كل من يحاول الدس في المستقبل إن شاء الله. إن هذه الدولة قوية بإيمانها بالله، وقوية بوحدتها، وقوية بهذه الصلات المتينة التي تربطها بمواطنيها.
أشكركم من الأعماق على هذا الاستقبال الرائع، وأبشركم أن نجران مقبلة ـ بإذن الله ـ على مرحلة من النمو والازدهار تتيح لمواطنيها حياة من الرغد والسعادة .
إخواني وأبنائي..
أتمنى لكم التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.