غريلي (الولايات المتحدة): دافع الرئيس الاميركي جورج بوش بشدة اليوم عن استراتيجيته في العراق رغم التبدل المفاجىء في مواقف المدافعين عن الحرب، وذلك قبل ثلاثة ايام من الانتخابات البرلمانية.وقال بوش في سياق دفاعه عن الغالبية الجمهورية في الكونغرس quot;الكثير من مواطنينا لديهم قلق مبرر حيال العراق، لكن ما لا يفهمه العدو ان هذه الادارة وملايين الاميركيين لن يفروا امام هؤلاء الرعاع والقتلةquot;. واضاف خلال لقاء عام في غريلي (كولورادو، غرب) quot;هدفنا في العراق هو النصرquot; وquot;ما كنت لارسل احباءكم الى مسرح (العمليات) لو لم اكن واثقا باننا سنفوزquot;.

ويدلي الاميركيون باصواتهم الثلاثاء لاختيار كامل اعضاء مجلس النواب ال435 وثلث اعضاء الكونغرس المئة.وتظهر استطلاعات الرأي ان الغالبية الجمهورية مهددة في شكل جدي وان العراق في مقدم المواضيع التي تثير قلق الناخبين.

وفي اللحظة الاسوأ، يواجه بوش انقلابا في مواقف ابرز المحافظين الجدد بعدما كانوا اشرس المدافعين عن الحرب. فهؤلاء، على غرار المستشار السابق لوزارة الدفاع ريتشارد بيرل، قالوا في مجلة quot;فانيتي فيرquot; انهم ما كانوا ليدعموا الحرب لو علموا quot;باننا سنصل الى الوضع الحاليquot;، او مثل زميل بيرل السابق كينيث ادلمان الذي اعتبر ان بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفلد واخرين quot;اثبتوا انهم بين الاشخاص الاقل كفاءة في مرحلة ما بعد الحربquot;.

واضافة الى ذلك، تستعد اربع صحف تابعة للجيش الاميركي لنشر مقال يطالب باستقالة رامسفلد.وتضاف هذه الاصوات الى الاعتراض المتزايد على الحرب، فاستطلاعات الرأي تشير الى ان غالبية الاميركيين لا يعتقدون ان الالتزام في العراق مبرر، وذلك بعد اكثر من ثلاثة اعوام على خوض حرب كلفت الولايات المتحدة رسميا 2824 جنديا.

ولا تؤمن الغالبية ايضا بان بوش يملك خطة للعراق وتزداد ثقتها بالديموقراطيين لاعادة نحو 140 الف جندي اميركي الى وطنهم في اسرع وقت.وجعل الديموقراطيون مسألة العراق رهانهم الاساسي في الانتخابات.

وسيمضي بوش عامين بالغي الصعوبة في البيت الابيض مع كونغرس ديموقراطي، لكنه لم يرد مباشرة على اخر الاخبار السيئة التي مصدرها العراق.

غير انه قال quot;لدينا استراتيجية جيدة ستثبت نجاحها، ولدينا جيش اميركي رائع يستحق دعم الولايات المتحدة الكاملquot;. واخذ على الديموقراطيين عجزهم عن التفاهم حول استراتيجية تتجاوز هدف الخروج من العراق وقال quot;انه الصمت الوطني، انهم يفتقرون الى خطة للنصرquot;.

وواصل الرئيس الاميركي في كولورادو جولة كبيرة في محاولة اخيرة لحض الناخبين على التصويت لمصلحة الغالبية الجمهورية المهددة.ولمقارعة حجج الديموقراطيين وحشد يمين اليمين، اكد بوش للاميركيين ان احتفاظ الجمهوريين بالاكثرية سيحميهم اكثر من الارهابيين، اما خسارتهم فتعني دفع مزيد من الضرائب.

وقال في خطابه الاذاعي الاسبوعي الذي بث مباشرة من مقهى كان يتناول فيه الفطور مع رؤساء مؤسسات، ان quot;دفع مزيد من الضرائب هو اخر امر تحتاج اليه اليوم العائلات الاميركية والمؤسسات الصغيرة، وهذا ما ينتظركم في حال سيطر الديموقراطيون على الكونغرسquot;.

وركز بوش على الوضع الجيد للاقتصاد الاميركي مستغلا تراجع البطالة الى 4،4 في المئة.