تونس: اعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم عن قراره بدعم صلاحيات الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية في تونس عبر تمكينها من قبول العرائض والشكاوى الصادرة عن المواطنين وتقديم تقارير في شأنها الى رئيس الجمهورية. واضاف بن علي في خطاب القاه بمناسبة الذكرى ال19 لتسلمه السلطة في السابع من نوفمبر 1987 ان رئيس الهيئة العليا بامكانه وبناء على الصلاحيات الجديدة زيارة السجون والاصلاحيات والمؤسسات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة دون سابق انذار ورفع تقاريره الى رئيس الجمهورية.

واشار الى ان القرار الجديد ينص ايضا على تكليف رئيس الهيئة العليا بالقيام كلما اقتضى الأمر بمهام بحث وتقص للحقائق في مسائل وأوضاع تتصل بحقوق االانسان والحريات الأساسية.

وشدد الرئيس بن علي بهذه المناسبة ايضا على ان خيار التعددية في تونس quot;خيار لا رجعة فيهquot; مؤكدا ان quot;الاحزاب السياسية في الحكم والمعارضة هي أطراف المعادلة الديمقراطية والتنافس النزيه ولا بد لها أن تكون في مستوى من الفاعلية يخولها الاضطلاع بأدوارها على أفضل الوجوهquot;.

وتحدث عن دور الاعلام في الحركة الاصلاحية الشاملة باعتمادها النقد البناء داعيا اهل المهنة الى مزيد من الجرأة والتحلي بأخلاقيات المهنة والسعي الى تكريس النقد النزيه وكسب مواقع أكثر تقدما على الساحة الاعلامية الاقليمية والخارجية.

واعلن في هذا السياق عن قراره بالفصل بين الاذاعة والتلفزيون وانشاء الاذاعة التونسية والتلفزيون التونسي على شكل مؤسسة عمومية ذات صبغة صناعية وتجارية وتوفير الاستقلالية المالية لكل منها.

وجدد الرئيس التونسي التاكيد على دور المراة والشباب والرهان عليهما كونهما quot;في صميم المشروع الاصلاحي التونسيquot; داعيا المرأة quot;لتكون في مستوى المسؤولية الحضارية الملقاة على عاتقها بالحفاظ على مكاسبها والتمسك بها والاضطلاع بالأدوار الموكولة بها على صعيد الأسرة والمجتمع والتصدي للتيارات الرجعية والظلامية التي تريد أن تعبث بمكاسبها وأن تعود بها الى الوراءquot;.

وشدد على حكم القانون في كل الامور مجددا الحرص على quot;رعاية هوية شعبنا العربية ووحدته وتجانسه وحماية قداسة المعتقدات والشعائر وترسيخ مبادئ ديننا الحنيف وقيمه النبيلة السمحة التي تنبذ العنف والتطرف وكل ما يروج للكراهية والفرقةquot;.

وعدد الرئيس بن علي بهذه المناسبة المكاسب والانجازات الهامة التي حققتها تونس خلال العقدين الاخيرين في مختلف الميادين والتي ادت الى تحقيق نمو ايجابي فاق 7ر4 في المائة على مدى السنوات التسعة عشرة الماضية مقابل معدل 6ر2 في المائة قبلها وهو ما مكن من مضاعفة الدخل الفردي للمواطن التونسي.

واكد ثوابت السياسة الخارجية التونسية القائمة على تنشيط quot;المسيرة المغاربية كخيار مصيري لشعوب المنطقة وتعزيز العمل العربي المشترك وتدعيم الشراكة مع الاتحاد الاوروبي.

واشار الرئيس التونسي الى التحديات الكبرى التي تواجهها الامة العربية حاليا مؤكدا في هذا السياق على ضرورة تكاتف الجهود لايجاد حل للوضع المتردي في العراق والاسراع باعادة اعمار لبنان والعمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقد تسلم الرئيس التونسي خلال هذا الاحتفال درع (القدس) الذي أسندته له نقابة الصحافيين الفلسطينيين تقديرا لمواقفه تجاه فلسطين وقضيتها العادلة.