سمية درويش من غزة: اغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية ، قائدين كبيرين في كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس التي تدير سدة الحكم بالأراضي الفلسطينية ، في غارة جوية جديدة على حي الزيتون جنوب مدينة غزة. وذكرت مصادر أمنية لـquot;إيلافquot; ، بان القصف الجوي استهدف سيارة من نوع quot;سكوداquot; صفراء اللون جنوب مدينة غزة ، موضحة بأنه تم نقل جثمانيهما أشلاء ممزقة ومقطعة بسبب شدة الانفجار .

وبحسب المصادر ذاتها ، فان القصف استهدف قادة وحدة التصنيع والتطوير لصواريخ القسام ، وهما احمد عوض ورمزي شحيبر . ويأتي هذا الهجوم الجديد بعد ساعات من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة صبيحة اليوم والتي راح ضحيتها 20 مواطنا اغلبهم من عائلة العثامنة.

وقد نقلت الضربات العسكرية المتتالية على قطاع غزة ، الساحة الفلسطينية إلى دائرة التسخين والتوتر ، حيث توعد قادة سياسيون وعسكريون باستئناف العمليات التفجيرية داخل العمق الإسرائيلي ، بينما دعت حركة حماس ، قوى الأمن الفلسطينية إلى الانضمام إلى المجموعات الفلسطينية المقاتلة للتصدي والدفاع عن الشعب الفلسطيني.

وتعتبر هذه الدعوة الأولى التي تطلقها حركة حماس لقوى الأمن منذ توليها سدة الحكم ، حيث يسيطر وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام احد ابرز زعامات حركة حماس ، على الآلاف من قوى الأمن الفلسطينية بحسب الدستور الفلسطيني . وقالت حماس في بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه ، quot;إن هذه المجزرة ليست بدعا من تاريخ الاحتلال الدموي الذي قام على القتل والذبح وسفك الدماء ، وتأسس على انتهاك الحرمات وإزهاق الأرواح وسحق كل المحرمات والمعاني الإنسانية والأخلاقية، وما تاريخهم ومجازرهم عن ذاكرتنا ببعيدquot;.

وأكدت حركة حماس على خياراتها المفتوحة على مصاريعها للرد على هذه الجريمة ، مهددة بأنها لن تمر دون حساب أو عقاب ، كما شددت على حق القوى والفصائل الفلسطينية الكامل في الرد الطبيعي على هذه الجريمة وفق الآليات المناسبة وفي الزمان والمكان المناسبين بحسب تعبيرها.

من جهتها دعت كتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الفصائل الفلسطينية المسلحة ضرب المصالح الإسرائيلية في كل مكان وتكثيف العمليات التفجيرية في قلب إسرائيل للرد على جرائمها. وكان خالد مشعل زعيم حركة حماس ، قد دعا إلى مبادرة عربية سريعة لكسر الحصار ووقف الضغوط الأميركية لاستمرار الحصار ، مطالبا المجموعات الفلسطينية المقاتلة إلى الرد بقوة على الاعتداءات والانتقام لدماء الضحايا. وطالب أبو الوليد في مؤتمر صحافي ، إلى تنظيم محكمة جرائم حرب دولية لتقديم جنرالات إسرائيل إلى القضاء الدولي.

وكان عمير بيرتس وزير الحرب الإسرائيلي ، قد أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بوقف الهجوم العسكري على بلدات شمال قطاع غزة لحين التحقيق في مجزرة بيت حانون ، غير ان ضابط إسرائيلي كبير قال بان الجيش الإسرائيلي لن يوقف عملياته شمال القطاع الا بعد توقف الهجمات الصاروخية على المستعمرات اليهودية.

وبحسب العادة فقد تولت إسرائيل عدة لجان تحقيق في حوادث مشابه ورفضها تشكيل لجان تحقيق خارجية ، حيث كان أخرها في التاسع من حزيران quot;يونيوquot; الماضي مجزرة شاطئ بحر غزة والتي راح ضحيتها قرابة 9 من عائلة غاليه ، وبرأت حينها إسرائيل جيشها من التهمة وألصقتها بقذائف المجموعات الفلسطينية المسلحة.

وقد اعترفت إسرائيل اليوم بإصابة تسعة من سكان مستوطنة سديروت بجراح وحالات هلع ، ووقوع انفجار في بنك هبعولليم بمركز بلدة سديروت وحريق بمبنى داخل المستوطنة ، جراء القصف الصاروخي المستمر للمنظمات الفلسطينية .

من جهته قال تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان أرسل لـquot;إيلافquot; ، أن الجريمة الجديدة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المواطنين العزل في منازلهم كان يمكن ردعها لو تحركت الجامعة العربية على نحو مسؤول واستجابت للدعوة الفلسطينية بعقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية ، وتحركت كما فعلت في مواجهة العدوان الأخير على لبنان نحو مجلس الأمن الدولي بوفد وزاري رفيع لوضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال .